عندما يقوم المرء بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، فإنه كثيرا ما يبدأ بتصفح صفحة أحد الأشخاص وليجد نفسه في النهاية يشعر بالانزعاج أو الغيرة والغضب. للأسف فإن المستخدم لتلك المواقع اعتاد على تكديس الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وليبدأ بعد ذلك بمقارنة حياته بحياتهم التي يراها على صفحاتهم المختلفة، الأمر الذي يتركه بالنهاية بنفسية محبطة للغاية، حسبما ذكر موقع "Positive Outlooks".
تبدأ القصة عادة عندما يشعر المرء بانخفاض ثقته بنفسه لأمر ما، فيذهب لمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي من باب محاولة تغيير مزاجه، لكنه وبمجرد دخوله على تلك المواقع ويبدأ بمشاهدة الصور التي ينشرها هذا وذاك، يبدأ بمقارنة تفاصيل حياته مع ما يراه في تلك الصور الأمر الذي يجعل ثقته بنفسه تنخفض أكثر وأكثر.
يقال بأن المقارنة سارقة للسعادة، واستمرار المرء بهذه الدائرة يعد بمثابة التعذيب الذاتي، فالناس لن يكفوا عن نشر أفضل الصور لديهم وعندما نرى نحن تلك الصور فإننا نبدأ بمقارنة حياتنا بحياتهم بناء على ما نراه في تلك الصور غافلين عن حقيقة وجود الكثير من التفاصيل غير المنشورة وراء تلك الصور والتي لا نعرف عنها شيئا أبدا، مما يجعل مسألة المقارنة غير منطقية مطلقا.
لو كنت ترى نفسك بأنك تكثر من مقارنة نفسك مع رواد مواقع التواصل الاجتماعي فاحرص على تذكر النقاط التالية:
• الناس لا ينشرون سوى ما يريدونك أن تراه: عندما ترى مجموعة من صور عيد ميلاد أحد الأصدقاء أو مجموعة صور لرحلته الصيفية الأخيرة والتي يسعى من خلالها لإظهار امتلاكه عائلة مثالية أو جسد رشيق أو سيارة حديثة، اعلم بأن الصورة ليست كاملة. تذكر بأنه لا يوجد حياة مثالية لأحد، فلكل حياة متاعبها الخاصة. لذا، احرص دائما على تذكر هذا الأمر عندما تبدأ بمقارنة حياتك مع ما تراه من صور الآخرين.
• لا تتابع من يمنحك شعورا سلبيا أيا كان نوعه: أحيانا تجد بعض الأشخاص الذين يبالغون باستعراض صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ولسبب أو لآخر يشعرك هذا الأمر بمشاعر سلبية كالغيرة أو الإحباط أو ما شابه. من حسن الحظ، فالحل بسيط وسهل ويتمثل بذلك الزر السحري المكتوب عليه "إلغاء المتابعة" أو "إلغاء الصداقة". تذكر دائما هذا الزر السحري فاستمرار متابعتك لمن يثيرون ضيقك لا يؤدي سوى لإحباطك المتكرر، لذا فالحل إنهاء هذا الأمر على الفور ولاحظ بعدها كيف تصبح حياتك أكثر إشراقا وراحة.
• اعلم بأن حياتك مليئة بالإيجابيات التي تحتاج منك الانتباه لها: في كثير من الأحيان، وخصوصا عندما يمر المرء بفترة صعبة فإنه يقلل من قيمة الإيجابيات التي لديه أو ربما لا يراها مطلقا بالرغم من وجودها. لو كنت من المواظبين على تصفح مواقع التواصل الاجتماعي فاعلم أن أحد الأسباب المهمة إن لم يكن أهمها في عدم شعورك بالسعادة أنك ببساطة تقوم بمقارنة حياتك الخاصة المخفية عن أعين الناس بحياة الآخرين العامة التي يقومون وبإرادتهم بنشره تفاصيلها. تذكر بأنك تمتلك حياة فريدة تخصك، مثلما يمتلك الجميع حياة فريدة بهم، هذه الحياة تبنيها بقدراتك، بمواهبك، بإنجازاتك، وهذا سبب آخر يفسر عدم منطقية مقارنة حياتنا بحياة الآخرين.وكالة كل العرب الاخبارية