كرم أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وضمن فعاليات اليوم الأول من الدورة 35 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الفائزين بجوائز المعرض لهذا العام، والتي شملت جائزة الشارقة للكتاب الإماراتي، وجائزة أفضل كتاب عربي، وجائزة أفضل كتاب أجنبي، وجائزة الشارقة لتكريم دور النشر.
ونال جائزة أفضل كتاب إماراتي لمؤلف إماراتي في مجال الإبداع، الكاتبة باسمة يونس عن روايتها "حتى آخر الشهر" الصادرة عن اتحاد كتَاب وأدباء الإمارات، وبجائزة أفضل كتاب إماراتي في مجال الدراسات الدكتور سالم حميد عن كتابه "العمق التاريخي للفكر الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة" الصادر عن مركز المزماة للدراسات والبحوث.
وفازت بجائزة أفضل دار نشر محلية دار مداد للنشر والتوزيع، فيما نالت دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع من سورية جائزة أفضل دار نشر عربية وتسلمها مروان عدوان، أما جائزة أفضل دار نشر أجنبية فقد حصلت عليها دار سينولينغوا من الصين وتسلمتها هانغ نو.
ونال الدكتور فالح حنظل جائزة أفضل كتاب إماراتي مطبوع عن الإمارات عن كتابه "جامع الأمثال ومأثور الأقوال والحكم والكنايات عند أهل الإمارات - دراسة في الثقافة والقيم الفكرية الشعبية"، والصادر عن دار الكتب الوطنية - هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.
وذهبت جائزة أفضل كتاب عربي في مجال الرواية إلى الكاتب المصري أحمد خالد توفيق عن روايته "مثل إيكاروس" الصادرة عن دار الشروق في جمهورية مصر العربية، ونالت جائزة أفضل كتاب أجنبي خيالي الكاتبة الشيخة فاطمة المعلا عن روايتها "Hidden" الصادرة عن دار الهدهد في الإمارات. وفاز بجائزة أفضل كتاب أجنبي (واقعي) الكاتب المعراج محيي الدين عن كتابه "الوحي: قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم" الصادر عن دار Whiteboard press.
إلى ذلك، أكد الدكتور عبد الحكيم الأنيس الباحث في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، أن الوصول إلى الكتاب بطريقة مجانية، لا يكون إلا بالإعارة، وذلك خلال استعراضه لتاريخ إعارة الكتب في ندوة حملت عنوان "تاريخ إعارة الكتب"، في ملتقى الأدب، على هامش فعاليات المعرض.
وقال الأنيس إن الجميع يسعى للحصول على المعرفة، التي قد تكون مدفوعة الثمن أو مجانية، بحسب الباحث عنها، وأشار إلى أن إعارة الكتب، هي طريقة مجانية للحصول على المعلومة والمعرفة.
وأكد أن مبدأ الإعارة قديم جداً، وكان معروفاً ومنتشراً لدى الأمم السابقة. وقال: "عندما نقرأ تاريخ الكتاب والمكتبات نستشعر ذلك". وأضاف "هناك نظامين من الإعارة داخل المكتبات، الأول خارجي بمعنى أنه يسمح باخراج الكتاب، والثاني داخلي، وكثير من المكتبات كانت وما تزال تعتمد نظام الإعارة الداخلي، كما في مكتبة الاسكندرية التي كانت بمثابة إشعاع نور، وكذلك مكتبة السوربون التي اعتمدت هذا النظام في القرن الرابع عشر، حيث لم يكن يسمح بخروج الكتاب من حرم المكتبة، إلا في ظروف معينة وليوم واحد فقط، وذلك بناءً على قاعدة أن وجود الكتاب خارج المكتبة معناه بداية نهايته".
وأشار إلى أن الإعارة نشأت لدينا منذ زمن قديم، وكانت ذات ملمح أخلاقي بسبب نشر المعرفة، قائلاً "المبادئ الأخلاقية لدينا ترى حرجاً بمنع العلم عن طالبه، وبالتالي فلا يجدر منع الكتب عن طالبيها". وخلال الندوة.
بين الأنيس العديد من مخاطر الإعارة وتأثيرها على الكتاب نفسه، وأيهما أفضل استعارة الكتاب أم شراءه، وأورد في ذلك العديد من الأمثلة، ودعا في الوقت نفسه إلى ضرورة أن تكثر المكتبات العامة وأن يتاح فيها إعارة الكتب، شرط أن يكون هذا الأمر مقنناً، وضمن قواعد محددة، وقال: "الاكثار من المكتبات، فيه فتح أبواب جديدة أمام الجمهور للحصول على المعرفة، وإعارة الكتب بلا شك فيها دعوة إلى نشر العلم والمعرفة".
من جهة ثانية، اتفق أدباء ومثقفون عرب على أن الثقافة العربية تحتاج إلى المزيد من الدعم كالذي تقوم به الشارقة بشكل متفرد في الوقت الحاضر، وأنه لا خوف على اللغة العربية كهوية ثقافية من تقادم الزمان، وكثرة الآيديولوجيات المحيطة بها سابقاً ولاحقاً، وإنما هناك قلق من الثورة التقنية التي تفرض نفسها، وتحقق روابط واسعة، وتخترع مفردات ضخمة قد تؤدي إلى تهميش اللغة العربية، وبالتالي التأثير المباشر في الهوية العربية.
جاء ذلك خلال ندوة "الثقافة العربية، من أين؟، وإلى أين؟"، على هامش فعاليات المعرض، شارك فيها الدكتور صابر عرب، والدكتور غسان سلامة، والدكتور مصطفى الفقي، وأدارها الإعلامي محمد خلف.
الدكتور غسان سلامة بين الفرق بين العروبة كثقافة والعروبة كفكرة، فمن حيث أنها ثقافة تعني أن لدى العرب مشتركات عدة تلتقي تحتها، وهي راسخة في التواصل وباقية مهما تغيرت الإتجاهات الإيدلوجية الأخرى، أم العروبة كفكرة، فعلى الرغم منا أنها كانت تمر بفترة ذهبية في الخمسينات من القرن الماضي مثلاً، إلا أنها انهارت بسبب الخلافات السياسية، لذلك لا يمكن الخلط بين العروبة كثقافة والعروبة كفكرة لأن الأولى باقية والثانية متغيرة.
الدكتور صابر عرب أشار إلى أن اللغة العربية، وهي إحدى أبرز مقومات الثقافة العربية، قد تختلف من حيث اللهجات المنتشرة في البلاد العربية من بلد لآخر، لكنها لا تزال مفهومة عند العرب جميعاً، لكن السؤال هو: هل ستستطيع استيعاب المستجدات العلمية والثقافية وغيرها؟، مؤكداً أنها سوف تستمر، لكنها تحتاج إلى دعم المؤسسات الثقافية والجامعات لا سيما في مجال العلوم التجريبية، لمواكبة الحداثة ويرى مع ذلك أنها باقية ما بقي العرب في الوجود.
وسخر الدكتور مصطفى الفقي من الرأي القائل أن اللغة العربية تقف عائقاً أمام مسيرة التقدم، في حين أنها استطاعت استيعاب جميع الحضارات السابقة بما فيها من فرعونية وإغريقية ويونانية ورومانية، وواكبت جميع العلوم والمخترعات، مبيناً أنه لا أحد يستطيع أن يقول أن اللغة الصينية مثلاً تقف أمام تقدم مسيرة العلوم هناك، فلماذا يقال هذا عن اللغة العربية؟، وأكد أن اللغة العربية هوية، وليست رداء يمكن لبسه أو خلعه حسب الظروف والمستجدات.
واعترض الدكتور صابر عرب على مفهوم (الأمن الثقافي العربي) المتداول في الأوساط الثقافية، وهو ما يؤدي بها إلى الانزواء والفناء، في حين أن المطلوب الحالي هو التواصل والحوار والاندماج مع الآخر.
وأكد الفقي أن جاذبية أي لغة تتوقف على ثقافة من يتكلم بها، وعلى العرب التفكير بالمحتوى لإعادة الجاذبية للغة، ودعا سلامة إلى عدم التوسع في بناء الجامعات لا سيما ذات اللغات الأخرى، والتفكير الجدي في بناء جامعات من حيث النوع لا الكم تفرض احترامها من خلال ما تنتجه من فكر وبحث علمي متميز وراسخ.
وكالة كل العرب الاخبارية