المزيد
أيها العراقيون ... أهل الكوفة من قتل الحسين وليس أهل الأنبار أو صلاح الدين

التاريخ : 23-06-2016 |  الوقت : 02:31:28

الملاحظ من مجريات الأحداث الحاصلة على الساحة العراقية وخصوصاً بما يسمى بمحاربة الإرهاب أو محاربة تنظيم داعش الإرهابي, نجد إن هذه الحرب قد رافقتها عمليات تصفية وإبادة للمحافظات الشمالية والغربية التي أبتليت بأن تكون ساحة لتلك الحرب, حيث تمارس المليشيات الطائفية التي تشكلت بفتوى من السيستاني أبشع وأقبح الجرائم الإنسانية بحق المدنيين العزل من أهل السنة, حيث القتل والتهجير والترويع للعوائل وكذلك عمليات التدنيس للمساجد والجوامع وانتهاك كل الحرمات والمقدسات الإسلامية وبشكل طائفي مقيت رافقته رفع شعارات طائفية, وكأن الحرب هي حرب ضد أهل السنة وليس ضد تنظيم داعش, وما زالت هذه الممارسات الوحشية والطائفية مستمرة. والسبب في ذلك يعود إلى الحقن والشحن الطائفي القائم على تغيير الحقائق التأريخية وتزيفيها من قبل فقهاء آخر الزمان ومرجعيات السوء التي صورت للشباب العراقي أن من قتل الحسين " عليه السلام " هم أهل صلاح الدين والأنبار وديالى!! يصورون لهم أن من سبى عائلة الحسين " عليه السلام " هم أهل تلك المناطق والمحافظات, صوروا لهم إن من حارب الإمام علي " عليه السلام " هم أهل تلك المناطق, حتى صار الشباب يقتل ويُفجر ويرتكب الجرائم وهو يهتف " يالثارات الحسين " !! يذهب للقتال وهو مسلوب الإرادة والتفكير ومملوء بالحقد الطائفي وذلك بسبب ما ملئت به عقولهم وقلوبهم من الإفتراءات والأباطيل والخدع الطائفية التي أخذ يروج لها قادة مليشيا الحشد السيستانية, فمرة يقولون المهدي " عليه السلام " يحارب مع الحشد وحرر كذا منطقة وأخرى يقولون إن معركة تحرير الفلوجة روايتها مكتوبة في اللوح المحفوظ وإن من يوجد في المناطق الشمالية والغربية هم قتلة الحسين "عليه السلام " وما إلى ذلك من حقن طائفي غرر بالشباب العراقي حتى بات حطباً ووقوداً لنار تلك الحروب المصلحية . لكن الواقع التاريخي يؤكد خلاف ذلك تماماً, فهذه الكتب التاريخية الشيعية تؤكد إن من قتل الحسين عليه السلام هم أهل الكوفة وليس أهل الأنبار أو صلاح الدين أو ديالى, هذا كتاب " مقتل الحسين " ينقل الحقيقة بما هي والكل سمعه ويسمعه ومن على المنابر وهو يتناول قصة استشهاد الحسين وإخوته وأصحابه وسبي عائلته " عليهم السلام " كان على يد أهل الكوفة ممن جندهم يزيد وليس غيرهم, ويبين كيف إن أهل الأنبار استقبلوا قافلة السبايا واحترموها وكرموها على عكس أهل الكوفة, وهنا أسال إن كان أهل الأنبار أو صلاح الدين ضد الإمام علي " عليه السلام " فلماذا أمر معاوية بين أبي سفيان قادة جيشه في الإغارة عليها وتدميرها وتدمير القرى والمدن التابعة لها ؟ وهذا ما ذكره " العلامة إبراهيم أبو إسحاق الثقفي الكوفي " - وهو علامة شيعي معروف عند الشيعة - في كتابه الذي يحمل عنوان " الغارات الجزء الثاني " في الصفحة 465 / 466 ... حيث ذكر : ((عن سفيان بن عوف الغامدي قال: دعاني معاوية فقال: إني باعثك في جيش كثيف ذي أداة وجلادة فالزم لي جانب الفرات حتى تمر بهيت فتقطعها، فان وجدت بها جندا فأغر عليهم وإلا فامض حتى تغير علي الأنبار، فان لم تجد بها جنداً فامض حتى تغير على المدائن ثم أقبل إلي، واتق أن تقرب الكوفة، واعلم أنك إن أغرت على أهل الأنبار وأهل المدائن فكأنك أغرت على الكوفة ...)) فلاحظوا التاريخ ماذا يقول عن أهل الأنبار وكيف يحذر معاوية قادة جيشه من هذه المحافظة وأهلها وكيف إنها موالية لعلي بن أبي طالب " عليه السلام " فلماذا أخفيت هذه الحقائق عن العراقيين ؟ الجواب واضح وبديهي وهو من اجل التغرير بالشباب وزجهم في حروب طائفية تخدم مصلحة علماء السوء ومن يقف خلفهم. وهذه الحقائق أكدها المرجع العراقي الصرخي في العديد من المناسبات وآخرها ما ذكره في المحاضرة الثالثة من بحث " السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد " والتي تقع ضمن سلسلة محاضرات ( التحليل الموضوعي للعقائد والتاريخ الإسلامي )... حيث قال {{... إنَّ أهل المناطق الغربية في الرمادي في الأنبار وفي صلاح الدين هم الذين استقبلوا سبايا الحسين وآل الحسين !!! وأكرموا سبايا الحسين وآل الحسين !!! هم الذين كانوا رأس الحربة والشوكة لقتال جيش معاوية أو الجيوش الأموية !!! هؤلاء شيعة أهل البيت!!! كيف الآن جعلوا هؤلاء من النواصب ؟!! وحقنوا أذهان المساكين الجهال البسطاء الأبناء الأعزاء !!! حقنوهم بالطائفية والحقد على شيعة أهل البيت الحقيقيين المناطق الغربية، ومناطق صلاح الدين، ومناطق الموصل !!! هؤلاء هم الذين استقبلوا سبايا أهل البيت وأكرموا سبايا أهل البيت (سلام الله عليهم) كيف قلبوا هذه الحقائق؟ كيف قُلبت الحقائق؟ ألم يعلم أهل العراق: أهل الكوفة، أهل الجنوب، أهل الوسط أنَّ أهل الكوفة هم من قتل الحسين!!! هم من سبى عائلة الحسين !!! هم من غدر بالحسين (عليه السلام) !!! أين هم من هذه الحقائق ؟!! أليست هذه العلوم من البديهيات ومن الضروريات التي تُحكى على المنابر ؟!! كيف يتقبلون خلاف البديهة وخلاف الضرورة وخلاف الواقع ؟!! ...}}. وهنا ندعو شبابنا العراقي إلى عدم الإنجرار خلف المشاريع الطائفية التي جعلتهم حطباً لمشاريع توسعية إستعمارية ترعاها العمائم الزائفة الكاذبة المخادعة التي إتخذت من الدين والمذهب ستراً لها, وتزج بهم في حروب طاحنة, حرب الإخوة في الوطن والدين. بقلم :: احمد الملا



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك