بدأ المقرر الخاص للأمم المتحدة، فيرناند دي فارينيس، بالشروع بالاجراءات الرسمية للتحقيق في الشكوى التي تقدمت بها لجنة المتابعة العربية العليا لفلسطينيي 48، ضد اسرائيل في أعقاب تشريع قانون القومية الاقتلاعي العنصري.
وكان المقرر الخاص قد شارك في أيار (مايو) الماضي في مؤتمر القدرات البشرية الثاني، الذي نظمته لجنة المتابعة في مدينة الطيبة، وتم في حينه عرض مخاطر مقترح قانون القومية على حقوق ومكانة فلسطينيي 48، كمجموعة قومية أصلانية. وفي اعقاب تشريع القانون، بادرت المتابعة الى تقديم شكوى رسمية، بحسب الاجراءات المتبعة، ضد اسرائيل تمحورت حول قانون القومية وبنود التمييزية والاقصائية، ضد الشعب الفلسطيني عامة، وضد فلسطينيي 48 بصفتهم مواطنين، وسلسلة من البنود تستهدفهم مباشرة.
وجاء في توجه المتابعة الذي سلمه عضو الكنيست د. يوسف جبارين، رئيس لجنة العلاقات الدولية في كتلة "القائمة المشتركة"، ان قانون القومية يحمل أبعادا خطيرة، على حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره في وطنه، وأيضا على مكانة وحقوق فلسطينيي 48، بشكلٍ ينافي ويناقض المواثيق الدوليّة، والقانون الدولي. إذ ذُكر في التوجه ان فلسطينيي 58 هم أقليّة قوميّة وأصلانيّة، وتكفل المعاهدات الدوليّة حقوقها الجماعيّة، القوميّة منها، والثقافية واللغوية والدينية، الأمر الّذي تم المس به بشكلٍ صارخ في قانون القومية.
وتطرق التوجه الى البنود التمييزية والعنصرية في قانون القومية، وذلك عبر شرح المس في مكانة اللغة العربية والغاء رسميتها، إضافةً الى تشريع الأبارتهايد في السكن، عبر البند الّذي يُشجع الإستيطان اليهودي في البلاد، والنظر إليه كقيمة "قومية يهودية"، الأمر الّذي من شأنه المس بمبدأ المساواة، ومنح الفوقيّة لليهود على حساب اهل البلاد الأصليين، وخلق حالة من الهرميّة والتصنيف في المواطنة.
وقال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، إن قرار المقرر الخاص، هو مؤشر إيجابي، لبدء تحرك المتابعة، على المستوى الدولي، ضد قانون القومية، وضد الحكومة الإسرائيلية، وفي الأسابيع المقبلة، وبعد وضع الترتيبات اللازمة، ستجري اتصالات مباشرة، مع الأمم المتحدة، والهيئات التابعة لها، ومع الاتحاد الأوروبي، للضغط على إسرائيل وحكومتها من أجل الغاء القانون.
ويشار الى أن لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي 48، قد قررت في اجتماعاتها الأخيرة، التحرك على المستوى الدولي، ضد قانون القومية الإسرائيلي، إذ بدأ ترتيب لقاءات ستجري في الأمم المتحدة، وهيئات دولية تابعة لها. وأيضا لقاءات مع الاتحاد الأوروبي، ودول العالم. كما أن كتلة "القائمة المشتركة" التي تمثل الأحزاب الناشطة بين فلسطينيي 48، أعلنت عن لقاء ستجريه مع الاتحاد الأوروبي في مطلع الشهر المقبل أيلول (سبتمبر).وكالة كل العرب الاخبارية