تشهد أسعار بيع الخضار في سوق العارضة المركزي منذ 6 أسابيع، تراجعا مستمرا فاقم من أوضاع المزارعين الصعبة نتيجة الخسائر الكبيرة التي يتعرضون لها.
وقد انخفضت أسعار بيع المنتوجات الزراعية بنسبة 20 % مقارنة مع الأسبوع الماضي، بحسب مدير السوق المهندس أحمد الختالين، لافتا الى ان الأوضاع في السوق سيئة للغاية.
ويعزو الختالين هذا التراجع الى الانعدام الكامل لحركة التصدير بعد توقف تجار عرب 48 عن الشراء منذ اسابيع، مضيفا ان الكميات الواردة الى السوق تفوق حاجة السوق، ما ادى الى تراجع الإقبال على شرائها.
من جانبهم يؤكد مزارعون أنهم يواجهون ظروفا قاسية وصعبة نتيجة الخسائر المتكررة، متسائلين "كيف سنتمكن من سداد تكاليف الإنتاج أو سداد الديون أو حتى على الاقل توفير مصاريف عائلته في ظل الأوضاع الحالية؟".
ويوضح مزراعون أن كلف قطاف المحصول ونقله وثمن الصندوق الفارغ وأجور الكمسيون والبلدية وهي الكلف التسويقية تفوق أسعار البيع، ما يضطرنا الى الدفع من جيوبنا لتغطية الفرق اذا ما ارادنا الاستمرار والحفاظ على المحصول حتى نهاية الموسم.
هذا الأمر بحسب معنيين سيسهم في انتهاء الموسم الزراعي في وادي الاردن بشكل مبكر، إذ أن عدم جدوى قطاف المحصول وبيعه سيدفع بغالبية المزارعين إلى تركه وإهماله او تأجيره لمربي المواشي. 
 وانخفضت اسعار بيع صندوق الخيار الى 1.5 دينار  مقارنة ب5 دنانير الشهر الماضي، فيما بيع صندوق الكوسا ما بين 1– 1.7 دينار، مقابل 2.5 فيما تراوح سعر صندوق الباذنجان بكافة انواعه ما بين 0.50 – 1 دينار، في الوقت الذي لم يجد فيه محصول البندورة من يشتريه. 
 ويبين المزارع جميل العلي ان خسائر المزارع تفوق الخسائر التي يتكبدها عند تسويق محصوله، اذ ان هذه الكلف لا تشمل المبالغ التي دفعها لزراعة ارضه بدءا من حراثتها وزراعتها بالاشتال وريها والانفاق عليها وما يرافق ذلك من اجور واثمان مستلزمات انتاج، مؤكدا ان خسارة المزارع لا يمكن تقديرها في ظل الظروف الحالية.
ويرى الختالين ان المزارع في ظل الظروف الحالية يتعرض لخسائر كبيرة لان اسعار البيع  لا تغطي تكاليف التسويق من اجور قطاف ونقل واثمان عبوات ورسوم البيع، موضحا ان عودة الإنتاج الزراعي الى طبيعته خلال الايام والاسابيع القادمة مع ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي الى انخفاض الاسعار بشكل اكبر، ما سينعكس سلبا على المزارعين والقطاع بشكل عام. ويضيف ان محصولي البندورة والخيار اللذين يشكلان ما يزيد على 80% من واردات السوق كانا الاكثر تراجعا في حين شهدت اسعار بقية الاصناف استقرارا على انخفاض، مبينا ان الكميات الواردة الى السوق تراوحت ما بين 450 – 500 طن يوميا.وكالة كل العرب الاخبارية