المزيد
مطالبون بإنقاذ ما يمكن انقاذه من حقن للدماء

التاريخ : 09-02-2016 |  الوقت : 12:11:50

مطالبون بإنقاذ ما يمكن انقاذه من حقن للدماء في ظل منعطف خطير يمر به النظام الرسمي العربي ، وفي ظل محنة حقيقية تواجه الشعوب العربية ، تأتي ظاهرة الحروب الأهلية وهي الأولى من نوعها في العقود الأخيرة ، وقد امتدت إلى الكثير من الدول ، بسبب مزيج متشابك من الدوافع والمتغيرات ، أقولها بصراحة أننا عرب نعيش مرض الفصام في هذه المرحلة من وجودنا .. نحسب أنفسنا بأننا دائما على حق والآخرين على خطأ في حين لا نعرف حقيقة أمرنا أو مصلحتنا الا في وقت متأخر .. مشكلتنا أننا بعد اكتشاف أخطائنا نبقى نكابر وندافع عن زلاتنا وهفواتنا التي ساقتنا الى كوارث وخيمة من غير اعتراف منا أو اقرار بذنبنا بل نحاول راكبين رؤوسنا ايجاد التبريرات لكلّ أفعالنا وسيئاتنا وسلوكياتنا على أنها الطريق القويم في حياتنا ومبادئنا وديننا وعقيدتنا واذا احتجّ أحد على ما فعلناه أو قلناه وكتبناه نقيم الدنيا ونقعدها فلا نقبل الرأي الآخر ولا نسمح بتاتا لأحد يعارض فكرنا وطريقتنا بل سرعان ما ننعت من ينتقدنا بالجبن والجهل والتكفير والتخوين فنبقى طيلة حياتنا هكذا جلاميد متشددين برأينا ومستبدين بفكرنا متحجرين بعقليتنا لا نفهم مصلحتنا ولا حقيقة واقعنا الا في زمن متأخر من حياتنا وبعد فوات الأوان .. شواهد كثيرة على تدلّ على أننا مرضى نفسيون متناقضون في حياتنا ومع أنفسنا نحلّل ونحّرم ونفتي كما يحلو لنا .. من هنا لا زلت في حيرة مع كل ما يدور من حولنا من تناقضات مثيرة حتى أصبحت من خلال متابعتي الاخبار غير قادر على استيعاب المستجدات المتسارعة على الساحة العربية من صراعات ومواجهات مسلحة بين أبناء الدم الواحد من بني يعرب .. حتى اصبح كل بلد عربي يتربص للآخر وكل مجموعة عربية تقاتل غيرها ولا تلبث كل مجموعة أن تنقسم الى تنظيمات وعصابات متناحرة تفتك بعضها بعضا .. لكن ما يبعث على الأسف أنّ هناك شبانا في ريعان الشباب تركوا أمهاتهم وزوجاتهم وأطفالهم وغادروا أوطانهم بدعوى الجهاد ونيل الشهادة والجنة ليقاتلوا أبناء جلدتهم من العرب والمسلمين في سوريا والعراق فانضمّ عدد منهم لصفوف داعش ..الدول الكبرى والعدو الصهيوني شجعوا المجتمعات العربية على نزاعات طائفية ومذهبية وعرقية ، لا سيما في اليمن وليبيا وسورية والعراق ، في شكل أصبح معه منطق القوة والاحتكام إلى السلاح هو الأساس بين المتناحرين .. في الوقت الذي لا يكف فيه عدد من خطباء المساجد في بلداننا العربية والإسلامية عن الدعوة الى الجهاد في سوريا والعراق واليمن وليبيا وخلافها من الدول العربية من غير اشارة الى العدو الصهيوني الذي يحاصر الأقصى والمقدسات وينكّل بالشعب الفلسطيني في الداخل .. وهذه المعارك والمواجهات الدائرة في سوريا والعراق تجري بالطبع بدعم وتوجيه وتشجيع الدول الغربية المنتجة للأسلحة والمستفيدة الوحيد من الجنون العربي .. يكتب الكاتب والمحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت ألكيس فيشمان الى الحكومة الصهيونية يجب ترك العرب يتقاتلون ليقتل واحد منهم الآخر ، لأن أيّ تدخل صهيوني قد يعيد التفاف العرب مع بعضهم على عدوهم التاريخي أيْ دولة الاحتلال الصهيوني .. فمشكلتنا أننا لا نعرف ما نريد لأننا دائما نكرهها حتى أصبحنا عاجزين عن تمييز ما ينفعنا وما يضرنا ولا نعرف عدونا من صاحبنا .. وخلاصة القول أننا مدعوون الآن الى وقفة حقيقية مع أنفسنا لمراجعة كل ما صدر ويصدر عنا من تصرفات همجية وتعصبات غوغائية نتيجتها الدمار لبلداننا والقتل والتشريد لشعوبنا العربية .. مطالبون من كل العرب بانقاذ ما يمكن انقاذه من حقن للدماء وحفظ للأرواح وصون للأوطان واهتمام بالثروات والخيرات ووقف لكل الحروب العبثية على الأرض العربية التي لا نجني منها الا المآسي والويلات لأمتنا وأوطاننا .. في حين يبقى العالم الآخر يتفرج ويضحك علينا .. فيجب على الحكومات العربية احترام حقوق الإنسان هو مصلحة عليا لكل فرد وجماعة وشعب والإنسانية جمعاء، باعتبار أن تمتع كل فرد بالكرامة والحرية والمساواة هو عامل حاسم في ازدهار الشخصية الإنسانية وفي النهوض بالأوطان وتنمية ثرواتها المادية والبشرية وفي تعزيز الشعور بالمواطنة كاملة غير منقوصة فلا يكفي ترديد مبادئ حرية الإنسان وانتظار من الناس أن تتبناها، بل يجب ربط هذه المبادئ بالحياة اليومية والثقافات المحلية لتبيان أن تبنيها سيساعد في تحسين التواصل والتفاهم والتسامح والمساواة والاستقامة فلا يمكن تعليم حقوق حرية الإنسان في فراغ، بل لا مناص من تعليمها من خلال تطبيقها وتكريسها مباشرة على أرض الواقع.


تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك