المزيد
حالات الطلاق.. الأصل تغليب مصلحة الأسرة

التاريخ : 10-10-2015 |  الوقت : 10:16:33

جرش - في اروقة المحاكم الشرعية، تستوقفك الكثير من قصص الأسر التي هوت عن عروشها، والتي ما لبتث ان تبني عشها حتى اوشكت على الانهيار، والاصعب منها تلك القصص التي تحكي واقع اسر لديها ابناء يتفاوتون في اعمارهم وقد حضر الزوج والزوجة ليوقعا طلب الافتراق. وحين تسال عن السبب فانك تصعق وربما لا تصدق ما تناهى الى اذنيك بان اسرة قادمة على هدم عشها لاسباب تافهة جدا، ربما لو وجدت من قبل احد الزوجين او ممن حولهما  شيئا من الحكمة لانتهت المشكلة ومرت مرور الكرام. تباين ففي العلاقات العامة والحياة الاجتماعية يلتقي الانسان باصدقائه على مستوى الاسر، البعض منهم يدهشك لما ترى منهم من تواد وتراحم وتعاون وتآلف في كل شئ ، وكذلك في ايثارهم لبعضهم البعض  ما يخلق اجواء من المحبة والالفة يجعل الاسرة متماسكة البناء ومحصنة ضد الجهل . ونموذج اخر تود لو انك لم تزره فلا تسمع الا الكلام القبيح ونبرة الاصوات العالية ولغة الاوامر كل منهم على الاخر ، ولا يتورع البعض منهم من احداث مشاجرة امامك وانت زائر لا ناقة لك في الموقف ولا جمل، ولا ادري كيف يقضون ايام حياتهم على هذه الشاكلة. واخرون يمرون على المواقف مرور الكرام ، يبسطون الامر العظيم حتى يتلاشى وينهون الامر بابتداع نكتة او طرفة تنهي كل الموقف فتنشد الى نموذج هذه الاسرة في تواصلها مع بعضها البعض وفي احترام كبيرها لصغيرها وتوقير صغيرها لكبيرها وتعظيمها لابسط اسباب النجاح حتى يجعلوا منه شيئا عظيما . والاسرة الجيدة المتحابة المتالفة، تلك التي تناقش امور حياتها بفهم وادراك وتصوب الاخطاء وتعمل على تلافيها وتعزز الايجابيات تلك هي الاسرة التي تكون نتاجاتها من الابناء للمجتمع غاية في المثالية والصدقية. علاقات اجتماعية فكل إنسان يسعى إلى بناء علاقات اجتماعية سليمة مع الآخرين، ولكن تأتي العلاقة الأسرية في مقدمة العلاقات التي يجب الاهتمام ببنيتها الأساسية لأنها العلاقة الأطول في حياة أي إنسان، فبناء علاقة أسرية سليمة بين الآباء والأبناء تنشئ أبناءً أسوياءً قادرين على احترام مفهوم العائلة وتقديره، ومن ثم احترام أية علاقات إنسانية أخرى . ويرى خبراء ف ان الحياة الزوجية ان بناء او تكوين الاسرة يجب ان يقوم على اسس معرفيه بين طرفي المعادلة والا فان مشروع حياتها يكون مهددا ، ويرون ان الحال يزداد سوءا اذا كان طرفا المعادلة أي الزوج والزوجه في حال نقيض ولايستوعب أي منهما الاخر فالعلاقة هنا تكون نهايتها مفجعة ، والنموذج الاخر يمكن تسميته بالنموذج النصفي ، بمعنى ان احد الزوجين يتحمل تبعات اخطاء الاخر وان كان يتحملها على  مضض لانه لا يريد ان يفشل حياة هذه الاسرة، الا ان الاكمل والاجمل للاسرة حين يكون الفهم مشتركا بين الطرفين وكل منهما  يستمع للآخر ويحترم الرأي الأصوب. طرق متعددة ويفصل خبراء في علم الاجتماع والاسرة بايجاد طرق ووسائل تساعد الاسرة على التقارب اكثر فيما بينها ومنها تناول وجبات الطعام لا سيما وجبة العشاء معا كأسرة واحدة وبشكل دوري، فهي عادة إيجابية تجعل الأبناء منذ الصغر يدركون قيمة التجمع العائلي واحترام آداب تناول الطعام . ويرون ايضا في تحديد أنشطة ترفيهية ايام العطل وهذه عادة ما يتشارك في اعدادها جميع افراد الاسرة لما لها من اثر في خلق طقوس دورية يستمتع بممارستها أفراد الأسرة معا، وتتنوع الأنشطة ما بين القراءة والألعاب الرياضية وغيرها . ويرى الدكتور فيصل الطاهات مدير مركز صحي جرش الشامل ان احترام المساحة الشخصية لكل أفراد الأسرة، وعدم الإلحاح في الأسئلة حول كل شيء، وعدم استخدام أسلوب التجسس في التعامل مع الأبناء،هو من الاهمية بمكان لبناء اسرة نموذجية ، فلكل شخص خصوصياته التي يرغب في الاحتفاظ بها، فإذا احترم الآباء خصوصية الأبناء سيحترمون هم -أيضا- خصوصيات الآخرين. مساحة شخصية  واضاف انه لا بد من الاستماع لأي حديث بين أفراد الأسرة، فالآباء لابد أن يتقنوا الإنصات جيدا لأبنائهم حتى ولو كان هناك شيئا خاطئا، وعدم الاندفاع في رد الفعل، فإذا شعر الأبناء بخوف من التوبيخ أو العقاب بشكل مسيء سيمتنعون عن الحديث والحكي، ولكن الإنصات الجيد ثم المناقشة والتفاهم هي التي تبني ثقة بين الآباء والأبناء، وبعد هذه الثقة لن يخاف الأبناء من حكي أي شيء مهما كانت خطورته أو خطأه . السيدة السبعينية ام احمد من بلدة سوف ترى ان اصل فساد الاسرة وفشل استمرارها في الحياة يرجع الى عدم فهم كل من الزوج والزوجة لدوره في الحياة . وتستذكر ام احمد وصية الاعرابية لابنتها ليلة زفافها والتي تطلب منها ان  تعاشر زوجها بحسن السمع والطاعة وان لا تقع عينه منها على قبيح , ولا يشم منها الا أطيب ريح  وتذكرها بوقت طعامه ومنامه والاحتراس بماله والاهتمام بعياله وعدم عصيانه او افشاء اسراره ، مذكرة اياها انها بفعلها هذا سيعظم شانها عنده وتتملك قلبه وعقله . ومضت ام احمد بقولها : انظر الى اسباب المشاكل التي تقع بين الزوجين والتي تكون نهاياتها مفجعة تجد غالبيتها واحدة من هذه الاسباب التي ذكرتها الاعرابية ، واصفة تفاقم اسباب الخلاف بين الازواج عادة ما يكون ناتجا عن الجهل بمعرفة واجبات كل طرف على الاخر . طبائع وعادات وترى المعلمة المربية ام محمد ان الجيل الحالي يختلف في طبائعه وعاداته ومكتسباته عن الجيل السابق لاسباب كثيرة اهمها التغيرات في البيئة الحياتية ومنها دخول الاختراعات الحديثة والتكنولوجيا بانواعها والتي لم تسخر بطريقة ايجابية لخدمة الجيل لينتفع بها، مطالبة بوضع منهاج ليدرس في المدارس يركز فيه على كيفية بناء الاسرة بناء حضاريا ونموذجيا اضافة الى اعطاء حيز كبير من قبل الهيئات التطوعية والجامعات وائمة المساجد لاثراء التوعية المجتمعية حول بناء الاسرة المتعاونة المتكاتفة فيما بينها . واشارت ام احمد الى الاثار المؤلمة والناتجة عن فشل بناء الاسر واثر ذلك على الأبناء وبالتالي خلق نماذج متطرفة من الشباب . الدستور - وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك