المزيد
الربيع المقدوني

التاريخ : 24-05-2015 |  الوقت : 01:07:26

الربيع المقدوني البداية كانت بالثورات الملونة بعام 2001 و حتى 2005م و التى اشتعلت بجورجيا و بيلاروسيا و اوكرانيا و صربيا و كادت ان تمتد لباقى الدول البلقان و القوقاز، الى ان ذهبت تلك العواصف للشرق الاوسط ببداية عام 2011م لتاخذ فى طريقها تونس و ليبيا و مصر و سوريا و اليمن، ففى الموجة الاولى للثورات الملونة كانت واشنطن تسعى لفرض سيطرتها الكاملة على كافة قارات الارض بعد حالة خمول طويلة للدب الروسى، و فى الموجة الثانية للثورات الملونة كانت تعزز قوة اسرائيل وسط دول تتفكك و تتناحر فيما بينها، اما فى الموجة الثالثة و التى اشتعلت فى كييف الاوكرانية و الان بمقدونيا فنحن امام ساحة جديدة للصراع بين موسكو و واشنطن فى وسط ملعب موسكو . فبعد تبلّيسي و دمشق و كييف و طرابلس تفتح واشنطن ساحة معركة جديدة للمواجهات المباشرة بينها و بين موسكو بالعاصمة المقدونية سكوبيه، و كالعادة تأتى تصريحات سفير الولايات المتحدة بمقدونيا كضربة البداية، و المميز فى الساحة المقدونية انها ستكون مزج من الحالة السورية و الاوكرانية معا، فبها مسلمو البانيا و بها طابور لا يستهان به من المطالبين بالانضمام للاتحاد الاوربى و شعارات الديمقراطية و الحرية و اسقاط الحكومة الحالية دون سبب واضح، و كالعادة لم تتأخر عدسات المصورين و المراسلين المهتمين بالحرية و الديمقراطية عن مقدونيا التى سمحت لروسيا بتمرير خط انابيب غاز مشروع التيار الجنوبى مؤخرا، و هو الامر الذى اعترضه حلفاء العم سام بالقارة العجوز . كما ان الامين العام لحلف شمال الاطلسى الناتو ينس شتولتنبرج كان متواجدا على خط الاحداث بمقدونيا من بداية المشهد و بالتحديد من الفصل الاول للربيع المقدوني الذى أفتتح يوم احتفال روسيا بعيد النصر أى يوم 9 مايو الجاري بعد اشتباكات دامية بين الشرطة و محتجين راح ضحيتها 8 من رجال الشرطة و 14 من المحتجين، بجانب عدد ضخم من الجرحى . و هى المواجهات التى اعادت للذاكرة احداث 2001م و التى استمر الصدام بها بين الشرطة و المحتجين لمدة ستة اشهر . فبعد ان استعد زعيم المعارضة و رئيس حزب الاشتراكى الديمقراطي زوران زايف للدخول بمرحلة التسوية مع رئيس الحكومة نيقولاي غرويفسكي فجاءة و على غرار حالة المعارضة المصرية بيناير 2011م يرفض زوران زايف المصالحة او بالاحرى المصلحة و يهتف الاستقلال التام او الموت الزؤام، نعم كما ذكرنا من قبل ان احداث كييف كانت بداية العواصف التى ستضرب البلقان و تعيد ترسيمه من جديد . و يأتى ذلك المشهد بالتزامن مع تهيئة اسرائيل للمناخ العام لخوض حرب مجددة ضد حزب الله، فجنوب نهر الليطانى اصبح هو هدف المرحلة المقبلة لدى تل أبيب و لكن هى الاخرى تنتظر الوقت المناسب لضربة البداية و هى باتت قريبة جدا . فادى عيد الباحث و المحلل السياسى بقضايا الشرق الاوسط fady.world86@gmail.com



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك