المزيد
القمة الخليجية: فرنسا حليف يزاحم واشنطن

التاريخ : 06-05-2015 |  الوقت : 02:03:27

أطرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، امس، مسامع مضيفيه الخليجيين، وهو يعلن تطابقا في وجهات نظر الطرفين حيال ملفات الاقليم المتفجرة في سورية واليمن خصوصا، وكذلك ملف ايران النووي. وبدا الرئيس الفرنسي الذي وقع رزمة اتفاقيات عسكرية بعشرات المليارات في الدوحة والرياض، حليفا أول يزاحم ويسد الفراغ في غيبة واشنطن التي ابتعدت مواقفها عن حلفائها التقليديين في الخليج في الملفات الملحّة.
ويتوقع مراقبون أن "ينعكس التوافق الفرنسي الخليجي، عملا عسكريا في سورية، الامر الذي يجب ان تمرره واشنطن وتغض الطرف عنه روسيا المنهمكة في حل مشكلاتها الاقتصادية ومتاعبها في الجوار الاوكراني القلق". وتبعا لذلك، قال بيان لقمة الرياض، إن السعودية سوف تستضيف اجتماعا لجماعات المعارضة السورية الساعية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد للضغط من أجل ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية في سورية.
وحسب البيان - نقلا عن قناة العربية التلفزيونية - فان الاجتماع سيحاول رسم المشهد فيما بعد الأسد ويؤكد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي يلبي طموح الشعب السوري. ولم يحدد موعدا للاجتماع أو الجماعات التي ستحضر.
من جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن بلاده تقف إلى جنب الجهود التي تقوم بها دول مجلس التعاون الخليجي وأنها تريد أن تكون حليفا قويا وشريكا ذا مصداقية لتلك الدول.
وقال هولاند -في خطاب أمام القمة التشاورية التي عقدها مجلس التعاون اليوم بالرياض- إن فرنسا تؤكد دعمها للقوة العربية التي شكلتها دول المجلس في قمتها الأخيرة لأن الأخطار التي تواجهها هي نفسها التي تؤرق فرنسا.
واضاف :"اتفقنا على ترقية اتفاق الدفاع إلى أعلى مستوى مع خادم الحرمين"، وأشار إلى أنه فعل نفس الشيء مع قطر التي زارها في اليوم السابق.
وأضاف هولاند أن فرنسا تريد أن تكون حليفا قويا وشريكا ذا مصداقية لدول المجلس، موضحا "نحن نفعل ذلك عن طريق توفير أحسن التكنولوجيا وتوفير السلاح الفعال".
وفي اشارة ذات دلالة قال هولاند وهو يشدد على التوافق الفرنسي الخليجي، قبل أسبوع من اجتماع قادة دول مجلس التعاون مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في كامب ديفيد، ان :"فرنسا بلد مستقل تتصرف بكل سيادة تلقاء نفسها لذلك يمكن الوثوق بها وهي دائما تتصرف انطلاقا من التزاماتها ولو تطلب ذلك التحرك عسكريا". واضاف أن "فرنسا تريد شراكة قوية مع دول المجلس، وهي بلد  يمكن الوثوق به، ويعول عليه لأنه يقف عند التزاماته مهما تطلب الأمر".
وقال "أود أن أعمل على تعميق الشراكة معكم على كل المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وأن نريد تعميق الثقة بيننا".
وأشار إلى تطابق السياسات فيما يتعلق بالأزمات العربية، قائلا "نحن نقف في سوريا إلى جانب المعارضة المعتدلة ولا نألو جهدا في مساعدتها وجمعها ودعمها من أجل السلام"، مضيفا أن فرنسا شريك في التحالف الذي يقاتل في العراق وأنها تسعى إلى وحدة العراقيين.
وأوضح هولاند ، أن بلاده تقف إلى جانب دول مجلس التعاون من أجل دعم الشرعية في اليمن وضمان "تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الذي شاركنا في صياغته".
وحول النووي الإيراني، قال هولاند "نعلم أن إيران جزء من مشاغلكم وأن أي اتفاق معها يجب أن يكون قابلا للتطبيق والتحقق منه"، موضحا أن أي اتفاق يجب أن يمنع حصول إيران على السلاح النووي. واضاف أن إيران يجب أن تتعهد بأنها لن تسعى للحصول على سلاح نووي، وأن حظر الأسلحة على إيران يجب أن يتواصل، مضيفا أن فرنسا لا يمكن أن تقبل أن يكون أي اتفاق مع إيران سببا لزعزعة الأمن في المنطقة.
ويرى مراقبون، أن حضور الرئيس الفرنسي للقمه الخليجية التشاوريه "مرتبط بالتحديات التي تواجهها السعودية في حربها على التمرد في اليمن وانعكاسات تطورات ونتائج الحرب التي أخفقت لغاية الآن عن تحقيق أهداف عاصفة الحزم لتثبيت شرعيه الرئيس عبردبه منصور هادي".
 ولفتوا الى ان "حضور هولاند لقمة الرياض مرتبط كذلك بالتصعيد على الجبهة السورية وتطورات مشهدها الشمالي خصوصا بعد اجتياح ادلب وجشر الشغور من قبل المجموعات المسلحة التي تدفقت عبر الأراضي التركية".
ولأن قائمة التحديات المطروحة على قادة الخليج "معقدة جداً"، يقول تقرير غربي، إن دول الخليج تريد أسلحة وتعهدات من واشنطن مقابل دعم اتفاق ايران النووي ، .
التقرير ذاته لفت الى ان قاده دول مجلس التعاون الخليجي الست سيستغلون اجتماعهم المزمع عقده مع الرئيس الأميركي باراك أوباما لطلب طائرات مقاتله وبطاريات صواريخ ومعدات استطلاع اضافية، ومن اجل ابرام اتفاقات دفاعيه جديده مع واشنطن تحدد شروط وسيناريوهات تسمح بتدخلها في حال تعرض دول الخليج لتهديدات من جانب إيران .
واذ يتوقع إحراز الاجتماع الخليجي الاميركي بعض التقدم، يستبعد المحلل انتوني كوردسمان، أن يقدم الاجتماع أي حلول، وأضاف “كثيراً ما تكون الخطب الطنانة جيدة لكن الواقع ليس كذلك . لا شك ان اميركا معنية بتوريط دول الخليج بصراعات ونزاعات بهدف اضعاف هذه الدول التي تعتمد على واشنطن في الحماية".-  (وكالات)

وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك