قال جلالة الملك عبدالله الثاني ان هناك الكثير من نظريات المؤامرة تتردد هنا وهناك حول كيف نشأت داعش، لكن لا توجد إجابة واحدة محددة. ومن وجهة نظر الأردن، فقد رأينا عصابة داعش قبل عامين تقريبا تتشكل في الرقة، في شمال سورية، التي تعد مقرها الرئيسي.

وما كان مثيرا للاهتمام أنه بينما كانت تتشكل وتقوى، لم يتعرض لها أحد، فالنظام كان يقصف الجميع إلا داعش، وهو الأمر الذي أثار الكثير من الاستغراب. لماذا كان يسمح لهم بتعزيز وجودهم؟ كان أحد التفسيرات بشكل واضح أنه بوجود إدانة دولية للنظام، فقد كان هناك سعي إلى إيجاد طرف أسوأ منه في منظوره، بحيث يميل الرأي العام إلى النظام، وقد نجحوا في ذلك.

واضاف جلالته في مقتطفات جديدة بثتها محطة سي ان ان الإخبارية الأميركية، امس من مقابلته مع الإعلامي فريد زكريا التي أجراها أواخر شهر شباط الماضي، ان ما تفعله داعش أمر محزن للغاية، إذ أن هناك الكثير من الشباب المسلم المحبط في جميع أنحاء العالم يأتي منهم من خلفيات فقيرة مخدوعين بالادعاء الكاذب لداعش بالخلافة الإسلامية، ويصدق هؤلاء بأنهم قادمون إلى سورية وإلى العراق من أجل الجهاد.

وإذا أدرك أي مقاتل أجنبي قدم إلى سورية أنه يُستَغَل لأغراض غير التي تطوع لأجلها، يقومون بإعدامه فورا. وقد سمعنا، على سبيل المثال، أنه عندما أعدم شهيدنا الطيار الشجاع، اعترض بعض السوريين والمقاتلين على إعدامه، فتم إعدامهم على الفور، إذ لا يتسامح قادة عصابة داعش الإرهابية مع من يخالفهم الرأي.

وقال جلالته يجب متابعة تطور الهجمات داخل العراق، ولكن مرة أخرى فالقضية الأساسية هي كيف يتم دعم الأكراد بشكل صحيح، لأن ذلك في غاية الأهمية، وكيف يمكننا التواصل مع جميع المكونات السنية وأن نشعرهم بأن لهم مستقبلا، وأنهم ليسوا وحيدين؟ إننا إن أخفقنا في إيجاد حل لمعضلة مستقبل السنة السياسي في العراق، سوف يتوصلون لاستنتاج مفاده؛ ما الفرق بين بغداد وداعش؟ إن لم نجد حلا يعالج مستقبل السنة الذين هم جزء من مستقبل العراق، لن تحل معضلة العراق أبدا. وآمل أن يفهم أصدقاؤنا خصوصا الولايات المتحدة هذه الجزئية المهمة.

أما في سورية، فإن المسألة كما أسلفت هي كيف نتواصل مع العشائر السورية. وأعتقد أن هذه هي بداية النهاية لداعش في سورية والعراق. لن تنتهي داعش بين عشية وضحاها، ولكني أعتقد أن أفضل أيامهم قد ولت."بترا"

وكالة كل العرب الاخبارية