المزيد
اقتراب داعش وجبهة النصرة من حدود الاردن

التاريخ : 27-04-2015 |  الوقت : 09:33:37

نشر الأردن قوات معززة بمقاتلات على حدوده مع العراق بعد تفجير تنظيم (داعش) أربع مفخخات في المراكز الحدودية بين الاردن والعراق على الجانب العراقي "طريبيل"، بينما اعلن الاردن أن حدود الكرامة مفتوحة وآمنة، الا ان الجانب العراقي اعلن ان الحدود مغلقة من الجانب الاردني.

ويشكل وصول تنظيمي "داعش" و"النصرة" بالتزامن على الحدود الشمالية والشرقية للمملكة تهديدا امنيا ويزيد من الاعباء الامنية على الاردن الذي اعلن الحرب على التنظيمات الارهابية في الداخل والخارج وعلى رأسها "داعش" و"النصرة"، وفق محللين امنيين.

ويبرز تحد ثالث امام الاردن ويتمثل بـ – بالتحدي الامني الداخلي في محاربة التنظيمات المتطرفة والحواضن والعائدون من القتال -، حيث مازال للتنظيمات المتشددة حضورها في المشهد الاردني خصوصا في الارياف ويمتد بعض المدن الرئيسية ذات الثقل العشائري وذلك على حساب الدولة التي لم تسجل مؤسساتها حضورا في محاربة التنظيمات المتشددة لعدة اسباب اهمها الخلل في بنية تلك المؤسسات وعدم القدرة على ابداع اية حلول للمشاكل المتنامية من فقر وبطالة وعدالة اجتماعية ومكافحة الفساد وعدم الاستماع الى شكوى الناس. والاسباب السالفة الذكر يتفوق الخطاب الديني المتشدد فيها على خطاب المؤسسات البراغماتي الذي لا يسمعه الا القائمون عليه، وفق محللين امنيين.

ويظهر ذلك التفوق من خلال الكتابة على الجدران في الشوارع الفرعية والازقة والافراط في الفتاوى الدينية التي تخص المرأة واللباس والرجال والجهاد والحروب المقدسة ضد الطوائف والاثنيات الاخرى، كل ذلك يحدث ورسالة المسجد والمدرسة ومركز الشباب وغيرها غائبة تماما ولا تصل الى تلك الاماكن غير البعيدة. ويكتفي الجانب الرسمي بمحاربة الفكر المتطرف بالحلول الامنية ومراقبة ومنع مواقع التواصل الاجتماعي كما يكتفي باصدار فتاوى اضافة الى الوعد بوضع خطط تشمل كافة المؤسسات من دون متابعة حقيقية او تنفيذ على الارض.

ويذكر ان الاردن عانى من عودة المتشددين من افعانستان- ولو بدرجات اقل – ، وتمثلت في تفجيرات الفنادق الاردنية من قبل تنظيم القاعدة في 9 تشرين الثاني 2005 وتظهر من وقت لاخر ومن مدينة لاخرى احتجاجات مؤيدة للتنظيمات الارهابية ورفع راياتهم في مناسبات اردنية.

ونجح الأردن بالحفاظ على الاستقرار في أكثر الاوقات اضطرابا في تاريخ المنطقة، ولكن الخطر هو أن استمرار الحرب السورية قد تشكل تهديدا خاصة بعد عودة المئات ممن قاتلوا في سورية ويحملون فكرا أكثر تطرفا، ولهم علاقات مع شبكات جهادية لديها الخبرة في التخفي والقتال والتمويه، على حد تعبير خبراء امنيين. ويقدر عدد المقاتلين الاردنيين في سورية بنحو 3 آلاف مقاتل قتل منهم نحو 500 في سورية والقى الامن على نحو الف مقاتل آخر وقدمهم للمحاكمة امام محكمة امن الدولة.

ويشكل تدفق نحو مليون ونصف المليون سوري الى المملكة اغلبهم من دون وثائق ثبوتية او وثائق مزورة تكلفة امنية واقتصادية على موارد البلاد الشحيحة اصلا التي تعاني من مديونية عالية وفقر وبطالة اضافة الى اللاجئين من الجنسيات العربية الاخرى.

وبتزامن انسحاب القوات النظامية السورية من المخافر 62 و 63 و 67 وسرية العمان، ومن معبر "نصيب" وهي مواقع سورية تقع بمحاذاة الحدود مع الأردن وفق اعلان وزارة الخارجية السورية، واعلان وزير الداخلية حسين المجالي، إغلاق معبر "نصيب – جابر" الحدودي الاستراتيجي مع سورية، بشكل مؤقت، وذلك عقب احداث العنف التي يشهدها الجانب السوري ليصبح بذلك كامل الشريط الحدودي بين درعا والأردن في قبضة قصائل المعارضة خاصة "جبهة النصرة".

ويشترك الاردن مع سورية والعراق بحدود يزيد طولها على 500 كليومتر مربع ، حيث تبلغ الحدود مع سورية 378 كم، تتخللها عشرات المعابر غير الشرعية كانت ومازالت أماكن لدخول اللاجئين السوريين إلى ألاراضي الاردنية، اضافة الى طبيعة جغرافية صعبة تزيد من الاعباء الامنية والضغط على الجيش الاردني نحو حفظ امن حدود طويلة من العناصر الارهابية والتهريب بكافة اشكاله، كما يشترك بحدود مع العراق تبلغ 200 كيلومتر مربع اغلبها صحراوية.

وتبدو سهولة اجتياز الحدود الشرقية من قبل التنظيمات الارهابية باتجاة الاردن اكثر من الحدود العراقية بسبب ان الحدود السورية والاردنية آهلة بالسكان ولدى المهربين معرفة بطرق التهريب مقابل المال اضافة الى تداخل العائلات في الاماكن الحدودية بين الطرفين.

اما الجانب العراقي يستطيع الجيش الاردني السيطرة على الحدود بسبب الجغرافيا الصحراوية الكبيرة ، اضافة الى امتلاك الجيش اجهزة ومعدات ليلية ونهارية تمكنه من كشف اي تسلل والتعامل معه بكل حزم وذلك حسب محللين امنيين. ومازال الاردن، يجدد موقفه الثابت والحازم منذ البداية للتصدي لظاهرة الارهاب واجتثاث جذورها خصوصا ان الاردن قد عانى منها داعيا الى تنسيق الجهود والتعاون بين كل الشركاء الدوليين لمواجهة هذا الخطر.

وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك