المزيد
الغاز القطري ومصلحة الأردن

التاريخ : 14-04-2015 |  الوقت : 09:14:57

محمد العلاونة
 يبدو أنها الخطوة الوحيدة الإيجابية التي اتخذتها الحكومة بما يتعلق بملف الطاقة وتحديدا تجاه البحث عن بدائل وتجاوز أي تحفظات سياسية علما أن تلك التحفظات كانت غير مبررة، لكن قرار الحكومة التزود بالغاز القطري بداية حقيقية للالتفات إلى المصلحة العامة أولا.
ما كشفت عنه وزارة الطاقة أن باخرة الغاز الطبيعي العائمة ستتوجه إلى قطر، للمرة الأولى، للتزود بالغاز الطبيعي قبل مجيئها إلى الأردن ومتوقع أن تصل العقبة، لا يكفي بل هناك خطوات أخرى مطلوبة أن تكون العملية ليست لمرة واحدة، بخاصة بعد الانتهاء من بناء ميناء الغاز الطبيعي المسال في العقبة؛ الذي بلغت نسبة الانجاز فيه نحو 95 في المئة ومن المتوقع أن يعمل في تموز المقبل.
الخطوة مهمة في سياق الرفض الشعبي ومن نخب سياسية لاتفاقية الغاز مع «إسرائيل» ومن الضرورة بمكان التذكير بما تطرق له رئيس الوزراء عبدالله النسور تحت قبة البرلمان في نهاية العام الماضي عندما طلب صراحة التوسط لدى الدوحة لكي تكون معينا في ذلك الملف المكلف على اعتبار أنه لا يوجد خيارات أخرى بعد انقطاع الغاز المصري والذي لا نعرف تفاصيل الاتفاق عليه بعد.
النواب قاموا بدورهم فبعد ذلك بأيام دعا عدد من النواب الى الترتيب لزيارة وفد برلماني أردني لقطر وتبنوا مذكرة سلمت إلى رئيس مجلس النواب بهدف زيارة الدوحة والطلب بتزويد الأردن بالغاز المسال بأسعار تفضيلية ما يغلب الخيار العربي بدلا من طرح الحكومة المتمثل باستيراد الغاز من قبل «إسرائيل».
ما طرحته الحكومة آنذاك بأن قطر لديها الغاز وتبيعه بالأسعار العالمية التي تعتبر ضعف سعر الغاز المتاح من حقول «إسرائيل»، ويزيد ثلاثة أضعاف عن سعر السولار أصبح غير مجدٍ ومصلحة الأردن تقتضي التباحث مع القطريين على مستوى عال لدعم الأردن سواء بالمساعدات أم التزود بالغاز.
لا نرغب بالضغط على أي كان تقديم مساعدات رغم ما تواجهه البلاد من تحديات أفرزتها الأوضاع غير المستقرة في الإقليم وتحمل الأعباء ومنها استضافة اللاجئين السوريين، في نفس الوقت مطلوب التباحث والتشاور مع دول الخليج بشكل ودي بعد تحولات اخيرة شهدتها المنطقة وأهمها تسلم الملك سلمان بن عبد العزيز السلطة في السعودية والاستجابة السريعة التي تلقتها الرياض من عمان في عملية «عاصفة الحزم».
ولكي تكون الأمور أكثر وضوحا فإن التقارب الأردني الإماراتي المصري على حساب دول أخرى سواء كانت قطر أم السعودية كون الأخيرتين ليستا على وفاق مع القاهرة لا يمت للسياسة بصلة، وعلى الدبلوماسية الأردنية أن تضع مصلحتها بالدرجة الأولى ولا يسع الحديث هنا عما نواجهه من مصاعب في الاقتصاد أو المالية العامة، في نفس الوقت ندعو الى أن تكون علاقاتنا جيدة مع الجميع.
بالأمس كتب المفكر العربي القطري محمد المسفر مقالا أشاد فيه بالدور الأردني وأنه لم يبق على العهد مع دول مجلس التعاون سوى الأردن في «الحرب على الحوثيين والمخلوع صالح»، بل إنه تطرق إلى حاجتنا للبنزين والديزل والغاز، وتساءل إن كانت دول الخليج سترد الجميل وتعاملنا معاملة الدولة الأولى بالرعاية.
المقال تطرق لمحاور مهمة في العلاقات مع مصر ودول أخرى، وحتى لو كان الرجل ليس محسوبا على الحكومة القطرية وإن لم يكن مقربا من أصحاب القرار هناك وأعتقد أنه عكس ذلك، فهل نفهم الرسالة؟ أو على الأقل هل يمكن ترجمة الكلمات بالعكس ونقرأها كنصيحة في علاقتنا المستقبلية؟

وكالة كل العرب الاخبارية عن السبيل



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك