المزيد
هل يسترضي الأردن إيران؟!

التاريخ : 18-03-2015 |  الوقت : 08:08:46

اثارت زيارة وزير الخارجية ناصر جودة الى طهران، قبل ايام، ردود فعل واسعة، وآخرها كان مقالا لافتا للدكتور القطري محمد المسفر، سجل فيه ملاحظاته السلبية على الزيارة، معتبرا ان الاردن متروك لمصيره، باتجاه مخرج نجاة وحيد هو ايران.
وكلام المسفر مهم، غير ان تفسيراته للزيارة تنزع ربما الى المبالغة، ومن المستحيل ان يقوم الاردن بهكذا خطوة، بمعزل عن موقف حلفائه في الخليج، او واشنطن، وعلى هذا لم يكن الاردن فعليا يسترضي طهران، او يعود اليها معتذرا من اجل مصالحه، بمعزل عن التفاهم الاقليمي والدولي على الزيارة، من حيث المبدأ.
اشارة المسفر دقيقة، حول احاطة ايران بالاردن من كل الجهات، فالقوات الايرانية قريبة من شرق الاردن، في العراق، وتتواجد بالالاف في جنوب سورية، وهذا التواجد الايراني ربما جاء بشكل مسبق تحوطا من تدخل بري عبر الاردن في سورية او العراق، الا انه يبقى سوارا من الايرانيين يحيط بالمعصم الاردني.
ماينساه المسفر وغيره، ان كل المعادلات العربية والاقليمية والدولية، تضغط على الاردن، ليتجه نحو اسرائيل باعتبارها الحليف السياسي والاقتصادي، وعلى غير مايقوله المسفر، فأن الاردن لن يعتبر ايران مخرج نجاته الاقليمي، ولا هو قادر اساسا لاعتبارات دولية على سلوك هذا المسرب، بل الاغلب، ان يندفع غربا، في ظل تقاسم النفوذ في المنطقة اليوم بين معسكرين، اذا تمت التسوية وتفاصيل التقاسم، اي بين المعسكرين الاسرائيلي والايراني وتوابعهما في المنطقة.
خلاصة الكلام ان الاردن لم يرسل وزير خارجيته ليعتذر عن تاريخ العداوة المشهرة، والاغلب ايضا ان الاردن لم يحاول ان يحرك غيرة العرب المتفرجين على الاردن، عبر اثارة غيرتهم، بارسال وزير خارجيته الى طهران، وكأنه يلوح بالارتماء في الحضن الايراني، فهذا تكتيك مكشوف ولانتيجة له، وماالزيارة الا تعبير عن لحظة اقليمية ودولية، جعلت من الزيارة ضرورية ولو من باب اعادة التموضع النفسي وليس السياسي.
اذا كنا نريد مخالفة المسفر، فنخالفه في ذات الفكرة التي اشرت اليها مسبقا، فللاسف فأن كل العوامل الاقليمية والدولية تدفع الاردن باتجاه التحالف سياسيا واقتصاديا مع اسرائيل، لغايات البقاء في المنطقة، وسط عالم متقلب، والاردن هاهنا مخير بين معسكرين، اسرائيل او ايران، ومن ناحية عاطفية ودينية فالاولى ان يتحالف مع ايران، لكنه بحكم عوامل كثيرة، سيجد ان مخرج نجاته وفقا لحساباته، سيكون غربه فقط، وهذا مايثير قلق الوطنين والمراقبين على حد سواء.
الكل يتفرج على الاردن، برغم انه بوابة العواصف، والاعاصير، ولااحد يريد تمتين هذه البوابة، وفي ذات الوقت يطلبون من الاردن الكثير، ويجعلونه بين خيارين فقط، بمنطق التحالفات، اسرائيل او ايران، والارجح ان لاقدرة للاردن على الفكاك من الفلك الاسرائيلي الاميركي، وعلى هذا يكون التحذير من جلوس الاردن في حضن ايران، مجرد كلام لايصمد امام الواقع.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك