المزيد
7 تحديات شخصية وداخلية وخارجية تواجه الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز

التاريخ : 24-01-2015 |  الوقت : 08:59:47

7 تحديات داخلية وخارجية وشخصية تواجه الملك السعودي الجديد سلمان بن عبدالعزيز الذي تولى مقاليد الحكم أمس خلفا لأخيه الملك عبدالله الذي وافته المنية في نفس اليوم.

 

وتعد إيران عنوان بارز لعدة تحديات تواجه المملكة بعد اتهامات موجهة للأولى بدعم الحوثيين في اليمن (الجارة الجنوبية للمملكة)، ولميلشيات شيعية في العراق (الجارة الشمالية للمملكة)، والتدخل في الشأن البحريني عبر دعم المعارضة بالمملكة الحليفة للسعودية والتي تقع شرقها، إلى جانب دعمها لرئيس النظام السوري بشار الأسد التي تعمل السعودية على إسقاطه وتدعم المعارضة له.

 

كما تعد الأزمة اليمنية، لا سيما في حالة الفراغ التي تعيشها البلاد في ظل سيطرة الحوثيين على صنعاء وتمددهم في البلاد، تحديا مستقلا بذاته.

 

وتولى الملك سلمان مقاليد الحكم بعد يوم واحد فقط من استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورئيس حكومته، على خلفية الأزمة الذي تشهدها البلاد منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر / أيلول الماضي.

 

سيطرة الحوثيين- الذين تقول السلطات اليمنية إنهم مدعومون من إيران- على الجارة الجنوبية للمملكة، يشكل أبرز تحدي يواجهه الملك الجديد، في ظل صراع المملكة الصامت مع إيران.

 

ورغم أن العمل جارٍ حاليا على تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع السياج الحديدي على الحدود السعودية اليمنية، إلا أن السياج لا يكفي وحده، فضلا عن أن تنفيذه قد يستغرق وقتا طويلا.

 

وكان العاهل السعودي الرحل الملك عبدالله بن عبد العزيز، قد افتتح  في 5 سبتمبر/ أيلول الماضي، مشروع السياج الأمني الذي أقامته المملكة على حدودها الشمالية مع العراق بطول 900 كيلومترا، واستغرق العمل به 6 سنوات، بهدف إحكام السيطرة على الحدود الشمالية ومنع أي مخاطر محتملة.

 

ويتكون المشروع الذي يحمل اسم “مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود لأمن الحدود- المرحلة الأولى ” من مليون و450 ألف متر شبكة ألياف بصرية و 50 راداراً و 5 سيلجات أمنية بطول 900 كيلو مترا مكونة من نظامي آلفا وبرافو ولها ساتر ترابي وسياج من الشبك (شينلنك) وسياج من الشبك الملحوم وساتر ترابي.

 

التحدي الثالث الأبرز هو تنظيم “داعش” الذي يتمدد في كل من العراق وسوريا، ولم يتورع في الكشف عن أنه يستهدف المملكة أيضا، ولعل هذا التنظيم هو بمثابة تحد أمني مزدوج داخليا وخارجيا، بعد الكشف عن وجود حركات وخلايا متطرفة تابعة لتنظيم “داعش” أو متعاطفة معه.

 

ولعل التنظيم أصبح يحمل عداء شخصيا للعاهل السعودي الجديد، بعد أن كشفت تقارير مؤخرا- لم تنفيها السعودية- أن نجله خالد شارك في أول ضربة جوية نفذها السعودية ضد التنظيم في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، ضمن مشاركتها في تحالف دولي يوجه ضربات جوية ضد التنظيم.

 

على صعيد التحديات الداخلية، ليس بعيدا عن “داعش” يعد التحدي الأمني (مكافحة الإرهاب) ووجود حركات إرهابية ( القاعدة أو داعش) من أبرز التحديات التي ما تزال تواجهه السعودية، ولا سيما بعد تعرض قوات أمنية سعودية لـ 10 هجمات خلال العام الماضي، معظمها شرق المملكة ذات الأغلبية الشيعية.

 

التحدي الداخلي الثاني يرتبط بالأول أيضا، وهو ملف مزمن يتمثل في الشيعة الذين يتهمون السلطات السعودية بممارسة التهميش بحقهم في الوظائف الإدارية والعسكرية، وخصوصا في المراتب العليا، وتعد المنطقة الشرقية الغنية بالنفط المركز الرئيسي للشيعة الذين يشكلون نحو 10 بالمئة من السعوديين البالغ عددهم نحو 20 مليون نسمة.

 

ورغم أن ما يحدث في العوامية (شرق) يبررها البعض لأسباب اقتصادية، إلا أن هناك في المقابل من يرى أن من يحرك الأحداث بالعوامية إيران ويعتبرون أن أحداث العوامية ذات طابع طائفي، ويدللون على ذلك بأنه من حيث الفقر هناك أماكن أشد فقرا من العوامية بالمملكة، ولم تشهد أحداثا مماثلة.. أيضا يعتبرون أن الأحداث تزداد وتيرتها وتخف طبقا للتقلبات التي تشهدها المنطقة.

 

الملف الثالث هو تسريع وتيرة الإصلاح في السعودية، التي بدأها الملك الراحل، وإن سارت بوتيرة أقل.

 

ولعل أول اختبار على صعيد حقوق المرأة  من المقرر أن يتم خلال العام الجاري، حيث يترقب السعوديون والسعوديات موعد الإعلان عن أول انتخابات بلدية تشارك بها المرأة في المملكة كمرشحة وناخبة والمقرر إجراؤها خلال العام الجاري.

 

ولم تشارك المرأة في الدورتين الأولى والثانية لانتخابات المجالس البلدية عامي 2005 و2011، فيما قرّر الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 25 أيلول (سبتمبر) 2011 مشاركة المرأة في انتخابات المجالس البلدية ناخبة ومرشحة، “وفق الضوابط الشرعية”.

 

أيضا هناك تحدي هام آخر يواجه العاهل السعودي الجديد، وإن كان شخصي، يتمثل في كبر عمره، حيث (يبلغ 79 عاما  وتظهر انحناءة قليلة في مشيته بسبب تقدمه في العمر)،  وإن كان يحسب له سرعة دفع الجيل الثاني من نسل الملك المؤسس عبدالعزيز في شرايين السلطة، وهو الأمر الذي يتطلب استمراه في المرحلة القادمة.

 

وتعد سرعة تعيين ولي ولي العهد، وهو المنصب الذي يتطلب موافقة هيئة البيعة عليه، واختيار الأمير محمد بن نايف لهذا المنصب، الذي كان يطمح فيه أيضا الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني ونجل العاهل السعودي الراحل، من أبرز المفاجآت.

 

وجاء في الأمر الملكي الصادر أمس أنه “قد اخترنا الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولياً لولي العهد وأمرنا بتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية”.

 

وبتولي الأمير محمد بن نايف هذا المنصب يصبح ثاني شخصية تتولي هذا المنصب الذي استحدثه العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 27 مارس / آذار الماضي، وعين أخيه غير الشقيق الأمير مقرن بن عبدالعزيز بالمنصب، ويصبح بن نايف أول حفيد من أبناء الملك عبدالعزيز مرشح لتولي أعلى منصبين في قمة هرم السلطة في السعودية، ولي العهد ثم الملك (مستقبلا).

 

أيضا أصدر الملك الجديد قرارا ملكيا أمس عين بموجبه نجله الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وزيراً للدفاع إضافة إلى عمله، ليكون أول حفيد من أحفاد الملك عبدالعزيز يتولى منصب وزير الدفاع منذ عام 1962، كما صدر أمر آخر بتعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيساً للديوان الملكي ومستشاراً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين بمرتبة وزير إضافة إلى عمله.

 

وبهذه التعيينات أصبح الطريق ممهدا للجيل الثاني من نسل الملك عبدالعزيز في السعودية لتولي الحكم في البلاد، مع توقعات بتغييرات جديدة خلال الفترة القادمة، تضخ مزيدا من الدماء الشابة في شرايين السلطة.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك