المزيد
استنفار في الاردن لقطاع غزة

التاريخ : 16-08-2014 |  الوقت : 11:24:49

( الملك عبد الله يتبرع بدمه والملكة رانية تسير قوافل مساعدات ، والجيش يجمع تبرعات مالية ، ومساعدات الحكومة الاردنية لم تتوقف طوال 7 سنوات في وقت السلم وفي وقت الحرب ) .

تعد العلاقات الفلسطينية الأردنية نموذجا متميزا وفريدا في العلاقات بين الدول العربية فالشعبان الفلسطيني والأردني يرتبطان عدا علاقة الأخوة العربية بعلاقات نسب ومصاهرة وقد كانت الضفة الغربية جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية فالضفتان الشرقية والغربية توأمان وقد جمعتهما الوحدة الجغرافية قبل الوحدة السياسية وقد استجاب المغفور له الملك عبد الله الأول مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية لمناشدة القادة الفلسطينيين بالانضمام الى المملكة الأردنية الهاشمية واقامة وحدة كاملة بين ما تبقى من أرض فلسطين في أعقاب حرب عام 1948 ، وقد وافق مجلس الأمة الأردني في 24/4/1950 على وحدة الضفتين.

وقد كان الملك المؤسس عبد الله الأول حريصا على تمتين علاقات الأخوة بين جناحي المملكة في الضفتين الشرقية والغربية وكان يحرص بصفة خاصة على المحافظة على عروبة القدس وخاصة مسجدها الأقصى المبارك وتمثل ذلك في أنه كان يؤدي صلاة الجمعة في هذا المسجد المبارك حتى سقط شهيدا على باب المسجد في 20 من تموز عام 1951.

وعندما تولى العرش الهاشمي المغفور له الملك الحسين بن طلال فانه سار على خطى جده في الدفاع عن أرض فلسطين وشعبها وورث عن جده الراحل العشق الكبير لبيت المقدس ومسجدها الأقصى المبارك حيث كان يرعاه رعاية خاصة ويشرف شخصيا على شؤونه واعماره وقد باع رحمه الله قصره في العاصمة البريطانية لندن لاعمار مسجد قبة الصخرة المشرفة.

وفي أعقاب حرب الخامس من حزيران عام 1967 بذل الملك الراحل الحسين بن طلال جهودا ضخمة للمحافظة على عروبة المدينة المقدسة ومسجدها الأقصى وكنيسة القيامة وحتى بعد فك الارتباط بين الضفتين في العام 1988 بناء على طلب منظمة التحرير الفلسطينية فان العاهل الأردني ظل مدافعا عنيدا عن القدس ومسجدها الأقصى حيث ظلت المدينة المقدسة أمانة في يد الأسرة الهاشمية الكريمة الى أن تقوم الدولة الفلسطينية ،فما زالت ادارة الأماكن المقدسة في بيت المقدس تخضع للادارة الأردنية حيث تقوم الحكومة الأردنية بالاشراف على دائرة الأوقاف الاسلامية والمحاكم الشرعية في المدينة المقدسة.

وقد نهج العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني نهج والده المغفور له الملك الحسين بن طلال في الاشراف شخصيا على ملف المدينة المقدسة التي هي وديعة في يد الهاشميين وهو يسعى ما وسعه السعي للمحافظة على عروبتها وهويتها الاسلامية وحماية أماكنها المقدسة الاسلامية والمسيحية وهو يحمل هم هذه المدينة المقدسة حيثما ارتحل وأينما حل وهو في ذلك انما ينهض بالمسؤولية الكبرى التي التزم الهاشميون بها حيث يرقد جثمان جدهم الأكبر مفجر الثورة العربية الحديثة الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه في ضريحه بالمسجد الأقصى المبارك.

والاهتمام الهاشمي لا يقتصر على المدينة المقدسة فقط بل وينسحب على القضية الفلسطينية أيضا فالأردن الشقيق هو الداعم الأكبر للشعب الفلسطيني وهو معبرهم الى الدول العربية ودول العالم المختلفة وهو رئتهم التي يتنفسون من خلالها كما ويحتوي العدد الكبير من اللاجئين والنازحين الفلسطينيين الذي يتمتعون بكافة الحقوق شأنهم شأن كافة أفراد الشعب الأردني الشقيق.

والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية وعن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وهو يحمل هم هذه القضية حيثما ارتحل وحيثما أقام وهي قضية أساسية في مواضيع محادثاته في كل عواصم العالم ومع كل الزعماء والقادة الذين يلتقيهم وهو يؤكد باستمرار عدالة القضية الفلسطينية ويدعو الى اعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في انهاء الاحتلال واقامة دولته المستقلة كاملة السيادة في الأراضي الفلسطينية ضمن حدود الرابع من حزيران.

والرئيس محمود عباس يحرص على التنسيق المستمر مع العاهل الأردني في اطار التشاور والتناصح والتنسيق بين القيادتين الفلسطينية والأردنية وهو يطلع العاهل الأردني باستمرار على آخر تطورات القضية الفلسطينية وعلى نتائج الزيارات التي يقوم بها الى العواصم العربية والعالمية والزعيمان الفلسطيني والأردني يصدران توجيهاتهما الى حكومتيهما بالتنسيق والتعاون في كافة المجالات كما ان الاخوة الأردنيين يقدمون لنظائرهم الفلسطينيين ما لديهم من خبرات في المجالات كافة وذلك من أجل ارساء دعائم الدولة الفلسطينية المستقلة.

ان الدعم المتواصل الذي تقدمه المملكة الاردنية الهاشمية ممثلة بجلالة الملك عبد الله الثاني للشعب الفلسطيني تؤكد متانة العلاقات بين القيادتين الفلسطينية والاردنية والتنيسق والتشاور المستمر بينهما لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين عامة وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني خاصة وسيظل الأردن المدافع الأول عن الشعب الفلسطيني وحقوقه وستظل العلاقات الأردنية الفلسطينية نموذجا يحتذى به في العلاقات بين الدول العربية ونحن واثقون من ان هذا الدعم الأردني الموصول للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة يلقى كل التقدير والشكر والثناء من القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني .

ويشرفني ان اتناول في هذا المقال بعض الجهود والتبرعات التي ارسلها الاردن لقطاع غزة بتعليمات من جلالة الملك خلال الحرب الاسرائيلية القائمة حاليا على قطاع غزة ، والتي اكد جلالته في اجتماعه مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون على وقف فوري للعدوان الإسرائيلي على القطاع والذي يستهدف المدنيين الأبرياء ويعمق من معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، محذرا جلالته من تداعيات العدوان الكارثية على المنطقة ، وطالب المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته لحماية الشعب الفلسطيني، وتقديم المساعدات الطبية والإنسانية العاجلة إلى أبناء قطاع غزة وإغاثتهم، ودعم جهود الأردن في تسهيل وصول العون الطبي والإنساني ومعالجة الجرحى والمصابين من أبناء القطاع. وشدد جلالته أن الأوضاع الخطيرة في قطاع غزة، التي لا يمكن السكوت عليها والقبول بها، تؤكد مركزية القضية الفلسطينية، وأن بقاءها دون حل عادل ودائم وشامل يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، وحقه في إقامة دولته المستقلة وفق حل الدولتين، ونيل حريته واستقلاله، سيقلل من فرص تحقيق السلام، ويزيد من حالة اليأس والإحباط، وعدم الاستقرار والاضطراب في المنطقة برمتها.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني اول ملك ورئيس دولة في العالم يتبرع بالدم لجرحى قطاع غزة. كما أوعز جلالته،إلى رئيس وزراءه ، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، وإلى الهيئة الخيرية الهاشمية، بالاستمرار في العمل بأقصى الطاقات وتقديم المساعدات الإغاثية والطبية الأردنية للأهل في قطاع غزة.
وشدد التوجيه الملكي للحكومة ولكافة الأجهزة المعنية على ضرورة اتخاذ وتسهيل جميع الإجراءات اللازمة لإيصال قوافل المساعدات للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، وكانت قد صدرت، منتصف الشهر الماضي، توجيهات من جلالة الملك إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة بتعزيز طواقم المستشفى الميداني الأردني في غزة بكوادر طبية من الجراحين وأطباء العظام والتخدير ومختلف الاختصاصات، إضافة للمعدات والأجهزة الطبية والعلاجات وكميات كبيرة من وحدات الدم. وكان المستشفى استقبل منذ إقامته في غزة عام 2009 وحتى الآن اكثر من 929 ألف مريض، وأجرى أكثر 16 ألف عملية جراحية.
وبحسب أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، أيمن المفلح، فقد سبق للهيئة أن سيرت اكثر من 365 قافلة محملة بمساعدات إنسانية إلى غزة خلال السنوات الماضية.

ودأبت الهيئة الخيرية الهاشمية، وتنفيذاً للتوجيهات الملكية، منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحالي على تسيير مايزيد عن 190 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية وطبية وغذائية إلى قطاع غزة، فضلاً عن تسهيل إيصال مساعدات عربية وأخرى من هيئات إغاثة دولية ومدنية للأشقاء الفلسطينيين في القطاع. 

من جانبه، قال رئيس لجنة 'شريان الحياة' الأردنية إن الدفعة الأولى من المساعدات الطبية والإغاثية التي جمعتها اللجنة لصالح الشعب الفلسطيني في القطاع وصلت إلى غزة وهي عبارة عن أدوية ومواد غذائية وإغاثية أخرى بلغت قيمتها 350 ألف دولار أمريكي وتم نقلها بواسطة الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية.
وكانت قد أرسلت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وبالتعاون والتنسيق مع القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية عدد من قوافل المساعدات الانسانية ومواد تموينية إلى قطاع غزة، وذلك بهدف تقديم العون والمساعدة لأهالي القطاع.
ووصل حجم التبرعات التي جمعتها اذاعة القوات المسلحة الاردنية 'راديوهلا ' في يومها المفتوح لدعم قطاع غزة 170 الف دينار اردني . وكانت اذاعة القوات المسلحة الأردنية 'راديوهلا ' دعت الى يوم مفتوح لإستقبال التبرعات للأهل في قطاع غزة ضمن برامجها بالتعاون مع ' الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية' على الهواء مباشرة .يشار ان هذا المبلغ كان مجموع التبرعات التي وصلت الى الاذاعة مباشرة ، فيما سيتم الاعلان عن المساعدات التي وصلت الى الحساب البنكي ، والى الهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية ، في وقت لاحق. 


بقلم : د . سمير محمود قديح

باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية





تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك