المزيد
"حلاوة روح" يبعث أزمة استغلال الأطفال بالسينما

التاريخ : 23-04-2014 |  الوقت : 08:00:59

وكالة كل العرب الاخبارية

 

أزمات بالجملة ساهم في تفجيرها فيلم "حلاوة روح" لهيفاء وهبي عقب عرضه، فبعيداً عن قرار رئيس الوزراء بإيقاف عرضه وإعادته لهيئة الرقابة، وبعيداً عن مدى التشابه بين العمل وفيلم "مالينا" لمونيكا بيلوتشي، تأتي مشاركة الطفل كريم الأبنودي في الفيلم أزمة مثارة في حد ذاتها.

فالعمل الذي يشارك في بطولته طفل، مصنف على أنه للكبار فقط، حيث لا يستطيع بطله الصغير أن يدخل إلى قاعة العرض من أجل مشاهدته مع الجمهور، وذلك بالإضافة إلى استنكار المجلس القومي للأمومة والطفولة للفيلم، بسبب مشاركة الطفل الأبنودي في أحداثه.

ولم تكن هذه الواقعة هي الوحيدة، بل إنها تعيد للأذهان ما جرى، حينما عرض فيلم "بحب السيما" عام 2004، عقب اعتراضات رقابية، لمشاركة الطفل يوسف عثمان في البطولة، وعرض آنذاك العمل تحت لافتة "للكبار فقط"، وحدثت ضجة كبيرة بسببه.

وكذلك ما جرى قبل أيام، عندما اشترطت هيئة الرقابة على صناع فيلم "جيران السعد" الذي يقوم ببطولته سامح حسين ومجموعة من الأطفال، حذف بعض الألفاظ الواردة، لأنها تقال على لسان الأطفال المشاركين في البطولة.

القانون يمنع المشاركة

أمور متعددة تتحكم في القضية، تحدث عنها لـ "العربية.نت" الناقد الفني طارق الشناوي، مشيرا إلى أن فيلم "بحب السيما"، و"حلاوة روح" يقوم ببطولتهما طفلان، على الرغم من أنهما فيلمان للكبار فقط، كما أن الطفل يوسف عثمان الذي شارك ليلى علوي بطولة "بحب السيما" كان أصغر سنا من كريم الأبنودي بطل "حلاوة روح".

وكشف الشناوي عن كون القانون لا يسمح بمشاركة الأطفال في العملين من الأساس، ولكن لابد من النظر إلى القانون برحابة صدر، ضاربا المثل بسلسلة أفلام "Home Alone" التي قام ببطولتها أطفال، وصارت عنوانا لأفلام الأطفال في العالم.

وتحدث الشناوي عن فيلم "بحب السيما" مشيرا إلى أنه كان من أهم الأفلام التي قدمت، ولكنها سببت استهجانا كبيرا قبل عشر سنوات، وحدثت احتجاجات كبيرة بشأنه، وعلى الجانب الآخر كان فيلم "حلاوة روح" رديء ويسرف في المشاهد والإفيهات الجنسية التي كان لابد من اختصارها.

غير أنه أوضح أن البعض تخيل أن الطفل كريم الأبنودي في فيلم هيفاء وهبي، يقدم مشاهد جنسية، وهو ما ظهر حينما كان يتلصص على البطلة من خلف النافذة، ولم يعلموا أن كل هذا تم تصويره وفق حرفة سينمائية، لا تجمع الطفل مع البطلة، ولكنها فقط تعطي المشاهد ذلك الإيحاء.

النظرة المتخصصة قاصرة

واعتبر الشناوي أن نظرة مجلس الأمومة والطفولة لمشاركة الطفل الأبنودي في العمل، قاصرة، لأنه دائما ما تكون النظرة المتخصصة غير ملمة بالموضوع حسبه، لأنها ترى العمل دائما من وجهة نظر ضيقة. ومع ذلك فالشناوي يلتمس للمجلس العذر دون أن يلتمسه لرئيس الوزراء، الذي كان عليه أن ينظر للأمور بشكل أعم، حتى لا يتم تحميل الأمر أكثر مما يحتمل.

وأكد الشناوي أن هناك خوفا من تلك الدعوات التي سمحت لمجلس الأمومة والطفولة بالتدخل، لأنها ستمنح الفرصة لتدخلات كثيرة في الفترة المقبلة، خاصة وأن الرقابة في الوقت الحالي أصبح لديها توجس مما يجري، وهو ما سيضر بمصالح السينما، لأن المنع سيكون الوسيلة الأسهل في الفترة المقبلة.

موجة الغضب غير المعتادة

وحول موجة الغضب التي باتت متصاعدة في الوقت الحالي، يرى الشناوي أنها جديدة، ولم تكن موجودة قبل سنوات، حينما كان يشارك الأطفال في البطولة دون اعتراضات، ضاربا المثل بفيلم "جعلوني مجرما" الذي شارك في بطولته أطفال ولم يشهد أية اعتراضات.

وهو ما أرجعه الناقد الفني إلى القوانين التي استحدثت، وأصبحت نظرتها قاصرة للأمور، ما تسبب في أن يكون هناك عشرات من الأفلام التي تثير غضب المجتمع.

واختتم الشناوي تصريحاته بالإشارة إلى أن اللغة المصرية "مطاطة"، ويمكن أن تفهم بأكثر من شكل، وهو ما قد يسبب العديد من الأزمات في الفترة المقبلة، بسبب العنف الذي ستتعامل به الرقابة، ضاربا المثل بأغنية "مصطفى" التي قدمت عام 1959.

وكان أحد أفراد الرقابة قد رفض الأغنية بداعي أنها تسيء لثورة يوليو، خاصة وأنه فسر كلماتها بأن "مصطفى" تشير إلى مصطفى باشا النحاس، بينما يشير مقطع "سبع سنين في العطارين" إلى عام الثورة، وكان تدخل نجيب محفوظ وقتها، هو ما سمح بخروجها للنور.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك