المزيد
جامعات بحثية

التاريخ : 19-04-2014 |  الوقت : 10:51:35

حدثان خلال الأيام القليلة الماضية، أعادا التأكيد على فكرة التحول إلى الجامعة البحثية؛ بمفهومها العالمي المعاصر. وأشارا إلى حجم ما خسرنا من وراء عدم مواكبة التحولات التي يشهدها العالم، وضعف التراكم في الإنجاز.
الحدث الأول، كان دعوة المؤتمر العربي الدولي الرابع لضمان جودة التعليم العالي، والذي عقد في جامعة الزرقاء بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية، إلى ضرورة تحول الجامعات العربية المميزة إلى جامعات بحثية، بهدف زيادة قدرتها على الحضور والمنافسة.
أما الحدث الثاني، فتمثل في الإنجاز الذي حققه العالم الأردني الدكتور شاهر المومني، رئيس قسم الرياضيات في الجامعة الأردنية، بدخوله ضمن طبقة العلماء الأكثر تأثيرا بالباحثين الآخرين، أي الأكثر استشهادا بأعماله؛ بمعنى أن بحوثه المنشورة في تخصصه، كانت الأكثر في الرجوع إليها والاقتباس منها من قبل الباحثين الآخرين، وفق تصنيف شنغهاي العالمي المرموق للجامعات، والمؤسسة العالمية "تومسون رويترز".
هذان الحدثان يؤكدان الحاجة إلى وجود جامعة بحثية أردنية، قادرة على المنافسة الإقليمية، وربما العالمية، في البحث العلمي وفي التعليم النوعي، وليس المنافسة في العنف الطلابي والمشاجرات، وأعداد كاميرات المراقبة. وهذه الفرصة متاحة أمام الجامعة الأردنية أكثر من غيرها. وقد بدأت الجامعة بهذه الفكرة بالفعل في العام 2010، وقطعت شوطا في هذا الاتجاه. وكان من المفترض أن يكتمل التحول إلى الجامعة البحثية في العام 2015. لكن بعد حين، تراجع الحديث والزخم عن خطة التحول، ولا ندري هل توقف الأمر، أم أن الجامعة أعادت ترتيب أولوياتها.
أول جامعة بحثية عربية هي جامعة النيل للبحوث المصرية، والتي أُسست في العام 2006، في مدينة زويل للبحوث. وهي جامعة أهلية وليست خاصة، بدعم من وزارة الاتصالات وشركات الاتصالات المصرية. ولكن، للأسف، توقف العمل فيها العام 2011. وعادت مؤخرا للعمل، وعلى طريق جامعة الملك عبدالله في السعودية، والتي تحظى بإمكانات هائلة، واستطاعت أن تستقطب نخبة من أكثر العلماء تميزا في بعض التخصصات.
وجدت أفضل وأشمل تعريف للجامعة البحثية هو ذاك المعتمد من قبل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، والذي حدد ستة أدوار وصفات لهذا النوع من الجامعات: "أن تقوم الجامعة ببحوث أساسية وبحوث تطبيقية؛ وأن يكون التدريس فيها مبنيا على البحث العلمي؛ وأن تتمتع بنظام أكاديمي مُتكامل؛ وأن تكون لديها نسبة مرتفعة من برامج الدراسات العليا ذات الطابع البحثي؛ وأن تأتي نسبة مرتفعة من دخلها من مصادر خارجية؛ وأن تتمتع ببُعدٍ عالمي".
المهم أن فكرة الجامعة البحثية تقوم على ثلاثة أركان أساسية، هي: بحث علمي نوعي وتطبيقي يرتبط بحاجات المجتمع للتحديث والتطوير؛ التوسع في برامج الدراسات العليا ذات السوية العالية، وخاصة برامج الدكتوراه؛ وجودة عالية في برامج الدرجة الجامعية الأولى. وهذه الأركان تشكل الأساس المتين الذي لا يختلف معه أحد لتحقيق قدرة أكبر على التنافسية والحضور العالمي. ولا يمكن المضي قدما في مسار الجامعة البحثية، من دون دعم متعدد المصادر، من المجتمع والقطاعين الخاص والعام معا.
لا نريد أن تتحول كل جامعاتنا الى جامعات بحثية، وهو مطلب صعب المنال لمعظمها. لكن الفرصة ما تزال قائمة وممكنة بالنسبة للجامعة الأردنية. فعلى الرغم من أن قيمة خطة التحول قد قدرت في العام 2010 بنحو 90 مليون دينار، إلا أن المهمة ما تزال ممكنة. لكن الجامعة الأردنية تحتاج إلى تحالف قوي من الداعمين.

وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك