المزيد
اخوة ثلاثة جمعهم سجن وحلم

التاريخ : 16-12-2013 |  الوقت : 07:00:01

وكالة كل العرب الاخبارية

 

نقل فريق "فداء" لدعم الاسرى تقريرا حول عائلة فلسطينية استشهد منها واسر ثلاثة ابناء ونقل الفريق ما تعانيه هذه العائلة من احوال صعبة.

وتاليا نص التقرير:

لم يعلم ابو سامر ان فجر يوم 26/12/2009 والذي شهد استشهاد شقيقه عنان صبح سيشكل مرحلة فاصلة في حياته وحياة عائلته ، فلم تستوعب العائلة اقتحام جنود الاحتلال الصهيوني لمنزلهم في ساعات الفجر وقتل عمهم امام اعينهم وتدمير اجزاء من بيتهم دون ان يستطيعوا فعل شيء ، شعور العجز ساعتها تحول الى طاقة هادرة تفجرت في انفس الاخوة الثلاثة وايقظت تلك الثورة التي تسكن تفكيرهم، تنتظر نضوجهم لتنطلق بعنف، وهم الابناء الذين نشأوا في عائلة ثورية عرفت المقاومة منذ زمن.

مرت ثلاث سنوات بعدها ظنت العائلة ان جروحها دملت باستشهاد ابنهم الذي عانى طويلا من المطاردة والاعتقال ، ولكن المفاجأةكانت في رمضان وتحديدا صبيحة يوم 28/7/2012 حينما داهمت قوات الاحتلال المنزلمن جديد ، وهذه المرة لم يكن المستهدف "عنان " الذي اعتادت العائلة اقتحامات الصهاينة للبحث عنه .. فعنان استشهد .. ولكن المستهدف الان هو سائر الابن الاوسط بين ابناء العائلة الذكور الثلاثة ، لم يكن وقع الاعتقال غير المتوقع سهلا ولم يتقبله الاهل ، فسائر ابن العشرين عاما وقتها ، والذي عرف بهدوئه ودماثة خلقه ، والملتزم في عمله في محل تحت المنزل لم يلحظ عليه احد نشاطا غير اعتيادي ، او تغيبا ملحوظ ، فلقد خطط لعملية ، ثم قام بتنفيذها بصمت كامل لم تكتشف تفاصيلها الا بعد سلسلة اعتقالات شهدتها منطقة راس العين في مدينة نابلس شملت اكثرمن خمسة شبان ، وبعد فترة تحقيق قاسية في زنازين الجلمة تكشفت الحقائق ، فسائر قرر الانتقام لاستشهاد عمه وانتقاما لكرامة انتهكت بتفجيراجزاء كبيرة من منزلهم المكون من اربع طوابق ويأوي اكثر من40 فردا جلهم من الاطفال ، في ظل عجز عن الدفاع او المقاومة، فلقد تململت الثورة الرابضة في نفسه وتصرف كفلسطيني حر.

لم تقف احداث القصة هنا ، فالعائلة المنشغلة مع المحاميين وجلسات المحاكم لابنهم سائر لم تعلم ان موعدها مع اعتقال جديد لابنها الاكبر " سامر " بعد عام كامل من اعتقال سائر ، وفي رمضان ايضا وفي صبيحة يوم 16/7/2013 اقتحمت قوات الاحتلال المنزل من جديد وتم تسليم الاب "جمال "والابن الاكبر " سامر " والاصغر "عبد الرحمن " تبليغ مقابلة لهم جميعا في مركز توقيف حوارة جنوبي من نابلس ، توجه ثلاثتهم للمقابلة في اليوم التالي عاد الاب وعاد عبد الرحمن ... ولكن سامر لم يعد .. فلقد صدر قرارا باعتقاله وتم نقله مباشرة الى مركز تحقيق "بتح تكفا " ليمكث في زنازين التحقيق اكثر من شهر في ظروف قاسية ، ولتنكشف تفاصيل قصة جديدة، فسامر المولود بتاريخ 22/11/1990 هو الاخر ثائر على طريقته الخاصة ، حاول اطلاق نار على مستوطنين صهاينة ، ورغم ان المحاولة لم يكتب لها النجاح ، الا ان شرف المحاولة كان كافيا لدى الاحتلال لتوجيه تهمة " محاولة القتل " وليتقدم المدعي العام الذي يمثل الشاباك الصهيوني – صاحبة القرار الاول والاخير في اصدار الاحكام ضد الفلسطينيين - بطلب بسجن سامر لمدة ليست بالقصيرة ، وسامر الان موقوفا ينتظر اصدار الحكم الموسوم بالجائر مقدما ، فأي اعتقال بتهمة الدفاع عن الوطن والكرامة هو جائر طال او قصر.

ولم تنته فصول الحكاية هنا .. فالعائلة على موعد اعتقال جديد ، ترصد هذه المرة الابن الاصغر " عبد الرحمن " ، من خلال عملية اقتحام منزل ابو سامر من جديد ، وكان ذلك فجر 21/10/2013 ، اي بعد ثلاثة اشهر من اعتقال سامر ، لم يتعرض عبد الرحمن والذي يبلغ من العمر 19 عاما للتحقيق، وانما نقل مباشرة الى معتقل مجدو ،حيث يحتجر اخويه سائر وسامر ، فلم تكن جذوة الوطنية لديه اقل اشتعالا من سابقيه.

اجتمع الاخوة الثلاثة من جديد، ليس في بيتهم ، ولا في مقر عملهم المشترك،ولكن للأسف في غرف السجن، بانتظار احكام صهيونية لم تصدر بعد، ،جمعهم سجن وحلم ، جمعتهم امنيات الانتصار واحلام التحرير ، ضمتهم جدران الزنازين في محاولة بائسة من العدو الصهيوني، لقتل ذلك الامل الذي ولد مع الابطال الثلاثة ونما وكبر معهم ، ولكن هيهات هيهات لعدو ان يطفئ شعلة الثورة في انفس ابية عشقت النضال وتربت عليه.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك