وكالة كل العرب الاخبارية

كعادته، خطفاً جاء القاص الفلسطيني زياد خداش إلى عمان، وتحديداً إلى محترف الرمال في جبل اللويبدة، وخطفاً وقّع هناك ليل الخميس الماضي كتابه الجديد أن تقعي أرضاً ويكون اسمك أماني ليعود في اليوم الثاني خطفاً أيضاً إلى رام الله، وبرفقته صديقه ومدير مدرسته وراعي تجربته الفريدة في التدريس ياسر القصراوي وأصدقاء آخرون.
تحمل تجربة زياد خداش الإنسان والمبدع والمعلم الطريف المتمرد، الإبداعية والتربوية نكهة مختلفة، ومذاقا فذا فريدا من نوعه، وهو، خصوصاً في كتاباته الأخيرة، يخلق تشابكاً بنّاء بين مختلف تجليات حياته. من هنا فإن حتى حفل توقيع يمكن أن يقيمه سواء في عمان أو في رام الله أو أي مكان آخر، يحمل خصوصيته واختلافه وتفاصيله المغايرة.
في كتابه الجديد الصادر في 146 صفحة من القطع المتوسط عن دار الأهلية للنشر والتوزيع لصاحبها أحمد أبو طوق، متضمناً: تأملات ونصوص وقصص، يواصل خداش بتدفقه الإبداعي الأخاذ، سرد تفاصيل الحياة اليومية للناس، خصوصاً الهامشيين منهم، في رام الله على وجه التحديد. رام الله التي يشرب الكاتب نخب الحياة فيها عند إطلالة كل صباح. يكتب عن طلبته الصغار، عن الحديقة المضاءة بشكل جيد، عن أحلام البر الوحشية، عن حصاد الخسارات، عن الكلب الذي اغتصب منه أريكته، عن ريتشارد جير، عن رام الله تحت رام الله، عن فستق النادل الذي كان يوماً ما تلميذه في الصف التاسع، الذي بعد أن يزيد له حبات الفستق في صحن جلسته في مكان لا يجلس فيه المثقفون، يكتب عن اضطراره لتحمل نص النادل الركيك لحبيبة لا تحبه أو على الأقل لا تستجيب لنداءات قلبه، ولأن خياره الصعب هو إما هؤلاء الناس البسطاء أبطال نصوصه وإما المثقفون، فإنه، ودون تردد يختم نصه الذي يحمل عنوان فستق بأن يختار هؤلاء البسطاء جداً حد الركاكة.. صائحاً: هذول بختار هذول، فكل هذا العذاب يهون أمام عذاب وجود مثقف (عظيم) على طاولة بجانبي يضحك على امرأة مبهورة، إلى درجة الخرس.
في حفل التوقيع الذي حضره أصدقاء وصديقات ومعجبون ومعجبات وكتاب وفنانون وإعلاميون، قدم التشكيلي محمد الجالوس للكتاب وصاحبه بكلمة ارتجلها أمام حضور الحفل.