المزيد
معبر رفح.. هنا تتبخر الأحلام

التاريخ : 22-11-2013 |  الوقت : 02:36:51

وكالة كل العرب الاخبارية

 

تبخرت أحلام الطالب الفلسطيني رضوان الأخرس على أعتاب بوابة معبر رفح البري الذي يفصل قطاع غزة المحاصر عن الأراضي المصرية، حيث صدمه رفض السلطات المصرية السماح بعبوره إلى أراضيها.

ويدرس رضوان منذ ثلاث سنوات في جامعة سيناء في تخصص طب الأسنان وسجل للسنة الرابعة الدراسية واضطر لتأجيلها بعد أن مُنع من الدخول إلى مصر للالتحاق بجامعته، وفشل في استصدار تأشيرة طالب له عبر السفارة الفلسطينية في القاهرة.

ومنذ عزل الجيش المصري الرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو/تموز، لا يعمل معبر رفح بشكل طبيعي ويفتح على فترات متباعدة ولأيام معدودة وبشروط معقدة ويسمح لأعداد قليلة من آلاف المسجلين بالسفر عبره إلى مصر أو خارجها.

ضياع السنوات

واتهمت الحكومة المقالة صراحة ولأول مرة الجانب المصري بتشديد الحصار على القطاع وتأزيم الوضع الإنساني الناتج عن مأساة إغلاق المعبر.

ويقول رضوان الأخرس للجزيرة نت إنه يملك كل الأوراق الثبوتية وبطاقة الجامعة التي تثبت أنه طالب منتظم، لكنه أعيد إلى غزة بعد محاولته العبور إلى جامعته دون إبداء الأسباب من قبل القائمين على معبر رفح من الجانب المصري.

ويخشى الأخرس أن تضيع ثلاث سنوات من عمره سُدىً في ظل عدم وضوح الآلية التي يجري فيها التعامل مع طلبة غزة الذين يدرسون في الجامعات المصرية، متمنيا ألا يضطر لخيار صعب، وهو دراسة تخصص آخر بغزة من البداية.

زفاف مهدد

أما الشاب محمد البرعي فانقلبت حياته رأسا على عقب عندما رفض الجانب المصري منحه تأشيرة دخول إلى أراضيه أو السماح له بالسفر عبر نظام الترحيل إلى الأردن حيث يفترض أن يتم زواجه من خطيبته.

وقال محمد للجزيرة نت "قبل سنة أتممت مراسم خطبتي وكان يفترض أن تتم مراسم العرس في عمّان الشهر الماضي، لكن كل محاولاتي للسفر فشلت ولا أعرف سببا واحدا لمنعي".

وأوضح محمد أنه بات أمام خيارين إما فسخ خطوبته وهو ما يضغط باتجاهه أهل خطيبته، أو الانتظار أكثر "وهو ما يتمناه"، مؤكدا أن الحياة في غزة بعد إغلاق معبر رفح باتت "لا تطاق" والأوضاع مع تشديد الحصار أضحت "خطيرة إنسانيا وحياتيا".

وأشار محمد إلى أن أهل غزة يفهمون الحصار الإسرائيلي عليهم، فهم لا ينتظرون من عدو إلا الحصار والموت، لكنهم لا يتوقعون مطلقا أن تشارك مصر في حصارهم وأن ينظر العرب إليهم دون أي حراك لحل أزمتهم، وفق قوله.

أزمة كرامة

في السياق قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الدكتور رامي عبده إن القطاع يعيش أوضاعا اقتصادية وإنسانية غير مسبوقة وإن المشهد في غزة عاد إلى البؤس الشديد.

وأضاف أن أهالي غزة يشعرون بأن الجميع تخلى عنهم هذه المرة، ولم يعد الحديث عن أزمة غذاء أو دواء أو خدمات كالكهرباء فقط، بل تعدى الأمر إلى شعور الناس بأزمة كرامة إنسانية، يعيش الفرد في غزة محاصرا جسديا وفكريا وعاطفيا وسط مشاعر بفقدان الأمل.

وشدد الحقوقي البارز في حديث للجزيرة نت على أن معبر رفح بات عنوانا أساسيا للحصار، ورغم أن المعبر لم يكن يعمل بشكل جيد قبل 30 يونيو/حزيران، فإن الوضع ساء بشكل أكبر، مشيرا إلى أنه لم يتمكن من السفر عبر المعبر سوى عدد قليل لا يتجاوز في أحسن الأحوال 27% من عدد المسافرين مقارنة بالأشهر الستة الأولى من هذا العام.

وبين عبده أن عددا كبيرا من العائلات باتت مشتتة بين داخل القطاع وخارجه، وعشرات الطلبة فقدوا فرصهم في الالتحاق بمقاعدهم الدراسية في الخارج، فيما يعاني عشرات المرضى بسبب عدم تلقيهم العلاج داخل المشافي المصرية أو المرور عبر الأراضي المصرية لتلقي العلاج في الخارج.

ودعا المؤسسات الدولية والأممية والعربية والإسلامية للانتقال من مرحلة المتفرج أو المندد إلى الفعل، وخلص إلى أن إسرائيل هي المسؤولة الأولى عن الحصار كقوة احتلال، لكن الأمر يتطلب من الدول الأخرى وفي مقدمتها العربية ألا تشارك بالصمت وأحيانا بالفعل في الحصار المفروض على القطاع للعام السابع على التوالي.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك