المزيد
حكمة القيادة وعقلانية الاردنيين وصلابة انتمائهم جنب الاردن الفوضى

التاريخ : 11-11-2013 |  الوقت : 09:57:59

وكالة كل العرب الاخبارية : 

على مدى ثلاثة اعوام تعامل الاردنيون بعقلانية لافتة في سياق حراك شعبي مطالب بالاصلاح المتدرج منطلقين في ذلك من حب الوطن والانتماء لترابه , متسلحين بحكمة القيادة الهاشمية الجامعة , القادرة على ادارة دفة شؤون الوطن باقتدار وشفافية وحكم رشيد  .

هذا ما ذهب اليه سياسيون واعلاميون اكدوا لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان العقلانية واصرار الحراكيين على ابقاء مطالبهم في اطار سلمي جاء من منطلق حرصهم على الحفاظ على مقدرات الوطن ومكتسباته  .
ويشيرون الى ان القيادة الهاشمية التي تحظى باجماع وطني حمت الاردن من اي تبعات سلبية , في سياق عملية اصلاحية تدريجية ومحسوبة غير قابلة للنكوص او التباطؤ , ولا تمثل قفزة في الفراغ او المجهول .
العين حيدر محمود يؤكد ان العلاقة بين القيادة الهاشمية والشعب لا مثيل لها في العالم , موضحا ان القيادة الاردنية تتعامل مع مواطنيها بحكمة وتواضع , وشفافية ضمن الاطر والقنوات التي انتهجت سياسة الباب المفتوح في سياق كرم هاشمي وعطف ابوي امتد الى الريف والبادية والمدينة والحاضرة , لتلمس احتياجات المواطنين والامر بسرعة تلبيتها .
ويستطرد :
 ان هذه التوليفة الابوية وطدت عرى التعاضد بين الاردنيين جميعا ما جعلهم يعلون شأن الوطن قبل أي اعتبار , ويخافون عليه من كل سوء , مشيرا الى ان الاردني استفاد من اخطاء الاخرين , ومن عثراتهم في تعزيز حرصه على وطنه ومقدراته .
ويواصل بقوله :
 ان الاردن الذي هو " في حجم بعض الورد " , استطاع بحكمة قيادته ووعي شعبه تخطي اصعب الظروف , واحلك الازمات , انطلاقا من الانتماء لترابه واعلاء شأن القيم والثوابت الوطنية , حتى صار الاردنيون كما السمفونية , يفكرون بذات الطريقة التي تعلي من شأن الحفاظ على الوطن ومقدراته في سياق اصلاحي سلمي .
ويشدد العين محمود وهو , الشاعر والاديب والمفكر , على ان الاردن بلد الفسيفساء ليس بلوحات مناطقه التاريخية فحسب , انما هو فسيفسائي بتنوع فكري وثقافي اغنى المشهد , وعزز من قوة وصلابة الاردنيين في مواجهة الصعاب , منوها الى ان هذا التنوع صاحب الجذر الواحد ليس اختلافا بقدر ما هو تناغم وحكمة وعقلانية حتى في طلب الاصلاح .
ويبين وهو وزير سابق ان المواطن اعطى لقيم المحافظة على الوطن أولوية كبرى اذ ان استقرار الوطن هو في مقدمة اولوياته .
ويقول " الاردنيون نبلاء حتى في فقرهم ,  لا يساومون على الوطن في سياق الربح والخسارة الشخصية , ولا ينتظرون اشارة البدء لتنفيذ مخططات لاجندات خارجية مهما كانت المغريات , بل انهم مستعدون للبقاء على فقرهم وكرامتهم في سبيل الابتعاد عن الفوضى غير محسوبة النتائج " .
ويلفت الى ان الاصلاح الاردني بدأ حتى قبل الربيع العربي الذي لم يحصد الا دما ودمارا , بيد ان ذلك الاصلاح كان ولا زال بتوقيت رغدان , لان الحالة الاردنية مختلفة تماما عن أي حالة عربية اخرى , فما عرف عن الهاشميين الا التسامح والعفو والانفتاح والكرم والنخوة , وما عرف عن المواطن الاردني الا اعتزازه بوطنه انطلاقا من الثوابت الوطنية الراسخة مؤكدا ان الاردن تخطى اصعب السنوات في سياق اصلاحي متدرج .
وفيما يعتبر العين محمود ان الاصلاح موجود ومستمر تؤكد العين اسمى خضر انه من المتوجب على الجميع المضي قدما في اصلاح يلمسه المواطن اصلاحا سلميا كما بدأ .
تقول خضر ان الاردن تخطى وبحكمة القيادة الهاشمية والتفاف الشعب حولها كل التحديات ما شكل حالة من الردع ازاء الانزلاق الى مسارات تصل بالوطن الى التدمير الذاتي لا قدر الله كما حدث في دول الجوار مثلا , متسائلة :
 كيف تصل المطالبات بالاصلاح الى تدمير البنى التحتية , وأي اصلاح يفضي الى التدمير , هو ليس اصلاحا بالضرورة كما تنوه .
وترى ان العمل السياسي الامين ,الصادق ,السلمي من شأنه احداث تغيير ايجابي اذا ما اقتنع غالبية المواطنين باتجاهات ومسارات للتغيير مؤثرة واساسية وفي سياقات القنوات الطبيعية السياسية المتعارف عليها في الدول الديمقراطية لافتة الى ان الحكمة في ادارة التغيير تكمن في قدرة الاطراف على التقدم وصولا الى توافقات تتجاوز سلبية الواقع الى فضاءات ايجابية تجترح الحلول وتقدم البدائل .
وتؤكد العين خضر ان التجربة الاصلاحية الاردنية اثبتت ان الاردني ينطلق في طروحاته من منطلقات عقلانية , ويغلب حب الوطن على كل الاعتبارات , وهو لم يتنازل عن حقه في الاصلاح , ولكنه تراجع عن أي اسلوب قد يفضي الى الفوضى .
وتشير الى ان الاردن مشهود له في مأسسة الحوار وتعزيز الجبهة الداخلية حتى في احلك الظروف ما اوجد صمام امان جنب الاردن أي محاولات لاشاعة الفوضى .
وتزيد , وهي وزيرة سابقة , ان عقلانية الاردنيين لا بد وان تفهم من قبل الحكومات على انها ليست تنازلا عن مطالبهم بالاصلاح بقدر ما هي توق للاستقرار وخوف على امان الوطن واستقراره , ما يحتم على الحكومات الدفع الايجابي باتجاه ترجمة كل الرؤى الملكية الاصلاحية والتوجيهات الملكية السامية التي تستهدف رفعة المواطن وتحسين مستوياته المعيشية والحفاظ على كرامته .
وتذكر بان من يدقق بتاريخ الاردن يدرك انه بلد قوي بحصانته الداخلية , اذ تجاوز محنا كثيرة , استنادا الى التعامل الواقعي والموضوعي الراغب في تجنيب الاردن هزات لا يحمد عقباها .
وتنوه الى ان ذلك يعود لحكمة القيادة الهاشمية وعقلانية المواطنين وحرصهم على وطنهم , ونبذهم لاي سيناريو دموي يفضي الى الفوضى مشددة على ان الديمقراطية لا تتحقق الا بالادوات السلمية , ولا بد من تجاوز لكل الصعوبات والتحديات عبر ترجمة الاوراق الملكية , والرؤى الاصلاحية الى واقع تشريعي وسياسي يحاكي نماء وتطور دولة القانون والمؤسسات وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص ومحاربة الفساد مؤكدة ان الديمقراطية بجوهرها هي قبول لتباين الاتجاهات والافكار وايمان باهمية التعددية والحوار وابقاء القنوات مفتوحة للتعبير الحر .
وتزيد " اننا لا يمكن ان نعزل انفسنا عن المحيط وعن المؤثرات الاقليمية وان ما انجزه الاردن عبر الحفاظ على الارض والمقدرات هو معجزة في ظل اقليم مشتعل ومتوتر وشائك , وان الاردن ورغم ما شهده من حراك ومطالبات لم يتخل عن واجبه ازاء القضية الفلسطينية ولطالما اكد على حق الشعوب في تقرير مصيرها في كل الدول التي شهدث ثورات وتغييرا "  .
ولا تبتعد العين نوال الفاعوري في طروحاتها حول علاقة الاردنيين بالاصلاح عما ذهب اليه محمود وخضر لتقول ان السنوات الثلاث الماضية انطوت في الوطن العربي على احداث جسيمة تميزت بتحركات شعبية لنيل الحرية سعيا لانظمة ديمقراطية كبقية دول العالم التي حققت هذا المستوى من الحكم الرشيد بالتراكم وخلال فترات زمنية طويلة .
وتتابع ان احداث الربيع العربي خلال السنوات ذاتها كانت الشغل الشاغل للاعلام المحلي والاقليمي والدولي , كما كان للاردن نصيبه من هذا الحراك , مؤكدة انه كان حراكا مختلفا , منصفا , متوازنا , سلميا , متواترا .
وتشير الى ان الحراك الاردني المنصف ما كان ليكون كذلك لولا ان جلالة الملك عبدالله الثاني كان السباق لاجراء اصلاحات سياسية واقتصادية وادارية شملت تعديل ثلث الدستور تقريبا , والعديد من القوانين والتشريعات والانظمة ذات العلاقة بالحريات والعمل السياسي , والحزبي وحرية التعبير واسس الحوار .
وتنوه الفاعوري الى ان الحراك في الاردن تميز بالعفوية غالبا في موازاة تعامل قانوني متحضر من قبل الدولة الاردنية واجهزتها الامنية ما اسهم الى حد كبير في محافظة الحراك على سلميته خاصة بعد ان تيقن الحراكيون ان عملية الاصلاح ماضية بقوة وتفان دون تعجل غير محسوب كما اكد جلالة الملك غير مرة .
وتقول العين الفاعوري ان نجاح الاردن في تخطي السنوات الصعبة مرده الى الحنكة والرؤية الثاقبة لجلالة الملك , وفي توجيهاته السامية المستنيرة للحكومات المتعاقبة ودفعها للاهتمام بالمواطن ومحاربة الفساد والتعامل مع الحراك بالقانون والسلاسة ما جعل المواطن يفكر مليا ويقارن بين ما يحدث اقليميا ومحليا , ما عزز الحس الوطني الفطري في حب الوطن والانتماء اليه والخوف عليه والمحافظة على مقدراته .
وتزيد ان محصلة ما حدث عزز حب الوطن الجمعي في ظل نهضة فكرية وعلمية وثقافية وحراك سلمي هادف , حراك يقدر وجهات النظر المختلفة والحوار البناء من خلال الانخراط في مجهود وطني يجمع ولا يفرق , ولا ينفصل عن عملية النهوض العربي والاسلامي  في اطار تعزيز الديمقراطية تطلعا لغد افضل .
من جهته يبدي الزميل فهد الخيطان ارتياحه لاستتباب فكرة سلمية الحراك الوطني بامتياز , ويعود للتأكيد على ان العنصر الحاسم في تبدل مزاج الاردنيين او البعض منهم ممن فكر في الذهاب بعيدا الى التغيير في الاردن بمعزل عن سلمية الوسيلة , هو ما يجري حولهم في الاقليم وتحديدا في سورية , والمعاناة الانسانية المأساوية , التي لحقت مطالباتهم بالاصلاح بالوسائل المختلفة , والتي انتهت الى تشرد ولجوء وفقر وتدمير للبنى التحتية والاقتتال الداخلي , ما جعل الاردني يعيد حساباته , ويعلي شأن الاستقرار كاولوية على الاصلاح , على اهمية الاخير .
ويعرض الزميل الخيطان لخيارات الاردني الذي اصبح اكثر قبولا لفكرة الاصلاح المتدرج بدلا من القفزات السريعة التي قد تؤدي الى حالة من الفوضى تقضي لا قدر الله على المكتسبات التي حققها الاردن , ما وطد حالة العقلانية في التعامل مع المسيرة الاصلاحية .
ويشدد على ان عدم اصغاء الحكومات لصوت العقل والتباطؤ في مسيرة الاصلاح سيدفع بالاردنيين الى رفع الصوت عاليا للسير قدما نحو اصلاح حقيقي يعالج الاختلالات ويقضي على الفساد ويعزز التنمية ويحدث فرقا واضحا في حياة المواطنين لافتا الى ان الانتماء للوطن هو العامل الحاسم في موقف المواطنين تجاه ما يجري .
ويرى الزميل الخيطان ان تحصين الجبهة الداخلية عبر اصلاحات مدروسة ومبرمجة ضروري وحتمي ولاسيما وان الاردن يعيش ضمن اقليم ملتهب , وعدا السير قدما بمسيرة الاصلاح واحساس المواطن بنتائجه فليس هنالك ما يمنع لا قدر الله من تأثر الاردن بهذا المحيط الملتهب , اذا لم تتعامل الحكومات بان صبر المواطن ليس ضعفا , وسلمية حراكه ترجمة حقيقية لحبه لوطنه .
ويقول ان حكمة الهاشميين هي منطلق للاستقرار , وان وجود قيادة عليها اجماع وطني حمى الاردن من تبعات الفوضى التي رافقت الربيع العربي.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك