المزيد
التجويع تكتيك حربي في سورية

التاريخ : 01-11-2013 |  الوقت : 05:30:45

وكالة كل العرب الاخبارية

 

"حملة الجوع حتى الركوع".. عبارة أطلقها مسؤول أمني سوري على أسلوب منع دخول الغذاء والدواء للمناطق المحاصرة ومنع الناس من مغادرتها.
لجأت القوات السورية الى الحصار الجزئي في الحرب الاهلية لطرد مقاتلي المعارضة من المناطق السكنية. وقال سكان وأطقم طبية ان هناك من ماتوا جوعا نتيجة تشديد الحصار حول مناطق قرب العاصمة دمشق.
وعند نقطة تفتيش تابعة للجيش تفصل بين وسط دمشق الذي تسيطر عليه الحكومة وبلدات تقع في الضواحي الشرقية اقترب فتى نحيل على دراجة من جندي وتوسل اليه حتى يسمح له بدخول منطقة الضواحي الشرقية بكيس خبز واحدى المواد الغذائية الاساسية. رفض الجندي لكن الصبي ظل يتوسل اليه قائلا :رغيف واحد فقط".
صرخ الجندي : أقول لك ممنوع اللقمة. لست أنا من يضع القواعد. من يضعونها أكبر مني ومنك وهم يراقبوننا الآن. عد الى بيتك". وأخذ الجندي الذي بدا عليه الانزعاج نفسا عميقا عندما ابتعد الفتى وغاب عن الأنظار.
يظهر هذا المشهد استخدام الحصار كسلاح في الحرب التي بدأت باحتجاجات تطالب بالديمقراطية في صيف عام 2011 وأخذت تتحول شيئا فشيئا الى أزمة انسانية خطيرة. والحكومة هي من تطبق أسلوب الحصار في معظم الاحيان لكن المعارضة المسلحة تستخدمه أيضا على نطاق أضيق.
ونادرا ما يسمح بدخول الغذاء والدواء الى المناطق المحاصرة كما تفرض قيود على حركة المدنيين منها واليها.
وتقول الامم المتحدة ان أكثر من مليون سوري محاصرون في مناطق لا تدخلها المساعدات.
وذكر تقرير لمكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية الشهر الماضي أن أكثر من نصف سكان ريف دمشق ونحو 310 الاف اخرين محاصرون في محافظة حمص بوسط سورية.
وعند نقطة تفتيش في وسط دمشق تردد صوت مسؤول أمني يدعى أبو حيدر وهو يقول: هي حملة الجوع حتى الركوع.. 
ولم تعلق الحكومة السورية على ما يتردد عن لجوئها لسياسة التجويع كسلاح في الحرب وتقول ان "الارهابيين" يتخذون السكان رهائن. أما عمال الاغاثة فيتحدثون عن منعهم من الدخول. ويستخدم طرفا الصراع في سورية نقاط التفتيش لتقسيم المناطق ومنع حركة مقاتلي الخصم وأنصاره.
وفرض حصار جزئي أو كلي على بلدات تسيطر عليها المعارضة الى الشرق والجنوب والغرب من دمشق. وقال أبو حيدر ان الجيش بدأ في حصار بلدتي قدسيا والهامة اللتين تقطع السيارة المسافة إليهما شمالا من وسط دمشق عبر جبل قاسيون في 15 دقيقة.
وقال سكان بالبلدتين انه تم منع كثيرين من مغادرتهما في أول أيام عيد الاضحى لزيارة أقاربهم في أماكن أخرى.
وتتوقف فرص النجاح في عبور نقاط التفتيش على بطاقة الهوية حيث يسمح أحيانا لموظفي القطاع العام وطلاب المدارس بالمرور بينما يؤمر الآباء والأمهات بالبقاء.
ويسمح للبعض بمغادرة البلدتين سيرا على الاقدام. وتحدث سكان عن نزوح محدود لمدنيين خشوا حدوث قصف مدفعي بعد الحصار مثلما حدث في مناطق أخرى كان يتمركز فيها مقاتلو المعارضة.
وتمنع نقطة التفتيش الرئيسية معظم السيارات من دخول البلدتين أو مغادرتهما ويضطر الناس الى ترك سياراتهم والسير في الطريق السريع لمدة 20 دقيقة وركوب وسائل النقل العام على الجانب الآخر.
ويفتش الجنود السيارات والعابرين لمنع "تهريب" الخبز وحليب الاطفال والدواء الى المناطق المحاصرة وهي جريمة قد يحكم على مرتكبها بالحبس. وعند نقاط التفتيش تصطف طوابير طويلة من السكان الذين يحاولون العودة الى ديارهم مما يجبرهم أحيانا على الانتظار لساعات.
ولا يسمح للسيارات بدخول الهامة التي يدعم كثير من سكانها الانتفاضة السورية في حين أن هناك قدرا من الحركة في قدسيا.
وقال أطباء محليون انهم كثيرا ما يعالجون أناسا أصيبوا بأمراض تنتقل عن طريق الماء وان القصف الجوي أضر بالبنية التحتية مما أدى الى اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.
وقال الاطباء انهم يرصدون أعراض سوء التغذية مثل الجفاف وفقدان الوزن الحاد والاسهال وانتفاخ المعدة.
ولا تتمكن المنظمات الدولية من دخول المناطق التي تشهد أعمال عنف الا فيما ندر. وتحذر جماعات مثل منظمة "انقذوا الاطفال" من أزمة محتملة. وأصدرت المنظمة الشهر الماضي تقريرا جاء فيه أن العنف يحيط بأجزاء من حمص وحلب وادلب ودمشق أو أنها محاصرة عمدا.
ومن جهة أخرى أكدت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء ظهور حالات اصابة بشلل الاطفال في شمال شرق سورية بسبب انخفاض معدلات التطعيم نتيجة الحرب.
والوضع جد خطير بالنسبة لسكان المعضمية الواقعة على مشارف العاصمة الجنوبية الغربية والخاضعة لحصار منذ عام والتي عانت هجمات كيماوية وقصفا مستمرا.
ويحيط الجيش بالمعضمية بالكامل على النقيض من الغوطة الشرقية التي شهدت هجمات كيماوية أيضا لكن من الممكن دخولها أحيانا.
وتقول المعارضة إن 12 ألفا يواجهون الجوع والموت في المعضمية وان نحو 90 في المائة من البلدة دمر ولم يبق فيها من الاطباء سوى النذر اليسير.
وقال سكان عبر سكايب ان قصفا جويا شنته القوات الحكومية هذا الشهر أصاب أحد خطي الانابيب الرئيسيين المتبقيين اللذين يمدان المعضمية بمياه الشرب مما أدى الى تلويث امدادات المياه.
وقال السكان ان المهربين كانوا يلقون عادة أجولة معبأة بحليب الاطفال والدواء عند البلدة من سيارات على الطريق السريع. لكن الطريق تحول في تموز (يوليو) ساحة قتال نشطة بين الجيش ومقاتلي المعارضة.
وقال ناشط يدعى قصي زكريا يعيش في البلدة :"لم يعد بامكان أحد أن يهرب لنا شيئا الان". وأضاف أن قناصة الحكومة السورية قتلوا الكثير من المهربين على الطريق السريع. وأضاف : لا يدخل المعضمية الآن سوى الرصاص والقذائف ولا تخرج منها سوى أرواح القتلى.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك