المزيد
"سن الأمل" حياة جديدة بنظرة إيجابية

التاريخ : 27-09-2013 |  الوقت : 11:24:11

وكالة كل العرب الاخبارية: تبدي نائلة كساب (26 عاما) استياءها الشديد من الاعتقاد السائد  بأن مرحلة ما بعد الأربعينيات للمرأة تعني سن اليأس، وتعتقد أنه نابع من رؤية العديد من التجارب للأمهات والكثير من القريبات اللواتي تجاوزن الأربعين وغالبيتهن يعانين من الأمراض والتعب العام والملل في الحياة الأسرية.
وتقول "هذا لا يعني ضرورة أن نكون مثلهن، بدليل أن هذه المشاكل لا تواجه سوى النساء العربيات، بينما نرى في الغرب نساء تجاوزن السبعين من أعمارهن ويتمتعن بصحة مرتفعة، وإقبال شديد على الحياة، وقوام متزن".
وترى أن المشكلة تكمن في أسلوب الحياة الذي تتبعه المرأة وليس في تجاوزها عمرا معينا في الحياة، وتقول "كثير من النساء العربيات ممن يعتنين بصحتهن ورشاقتهن لا تبدو عليهن عوامل الزمن، ويظهرن متجددات دوما وكأنهن شابات في الثلاثين، بينما هن في الحقيقة تجاوزن الخمسين".
تختلف نظرة المجتمع للمرأة في سن الأمل (كما اصطلح على تسمية مرحلة انقطاع الطمث بدلا من سن اليأس)، فهناك من يرى بأن الهرم والعجز بات يدب في أوصالها، وبالتالي ضعفها البدني والذهني، مما يجعلها تشعر بأن دورها في الحياة قد توقف، فقد تصاب بالأمراض النفسية مما ينجم عنه الأمراض الجسدية، على عكس النساء ذوات النظرة الإيجابية اللواتي يتطلعن إلى أن حياتهن ستصبح أكثر يسرا وعملية في هذه المرحلة.
ويعني سن الأمل للثلاثينية سعاد إبراهيم، حياة جديدة تقل بها المسؤوليات وضغوط الحياة والعمل، لذا تراها من النساء اللواتي ينتظرن ويترقبن هذه المرحلة بشغف، لإيقانها وقناعتها بأنها ستكون الحياة المثلى للمرأة.
وتوضح شعورها بالقول "قناعتي هذه لا تتنافى مع جمال مرحلة الطفولة والشباب، لكن أغلب تفكير المرأة واهتمامتها بعد ذلك ينصب في إدارة عملها جيدا، ومتطلبات الحياة الأسرية والإنجاب والأبناء وغيرها الكثير، لذا من حقها أن تشعر بالراحة والاستقرار بعد سن الأربعين".
وشدد الاختصاصي النفسي د.خليل أبوزناد، على ضرورة أن تجدد المرأة من نفسها في هذه المرحلة باستمرار، سواء في مظهرها أو أسلوب حياتها، لافتا إلى أن هذا التغيير من الممكن أن يكون على نطاق ضيق في حياتها هي فقط أو على مستوى أسرتها، وخصوصا أن هذه المرحلة قد تمر بفترة من الرتابة والملل، لذا فإن التغيير سيفيد جميع أفراد الأسرة.
ويقول "لكل مرحلة عمرية إيجابيات وسلبيات، ولكل مرحلة رونقها وجمالها، والرونق لا يعني الجمال الشكلي فقط، فللجمال جوانب متعددة، وعلى عكس ما تتوقعه كثير من النساء فليس من الضروري في سن الأربعين أن تفقد جمالها، بل على العكس من الممكن أن تكون في هذه المرحلة أكثر جمالا، وفي هذه المرحلة تقل مسؤولياتها ويمكنها الالتفات لنفسها قليلا".
ويعبر ساهر عبدالله (37 عاما) عن رأيه، بالقول "إن اختلاف المراحل العمرية لا يعني افتقاد المرأة جاذبيتها، فلم أتزوج المرأة لجمالها، بل لشخصيتها وجاذبيتها، وأعتقد أنها كلما تقدمت في العمر زاد حلبي لها، فالجمال ليس كل شيء في الحياة، ومثلما يتراجع جمال المرأة يتراجع أيضا جمال الرجل، والذكاء من الطرفين في التمتع بحياتهما وفق كل المتغيرات التي تواجههما".
في الاتجاه ذاته، يؤكد الأربعيني أبومهند أن الغربيين يعتبرون فترة الأربعينيات مرحلة النضج، بل يقولون "إن الحياة تبدأ بعد الستينيات، فلماذا نعتبرها نحن نهاية المطاف، على العكس من المفترض أنها مرحلة الاستمتاع، حيث نرى كثيرا من الممثلات الأجنبيات بل العربيات ما يزلن يتمتعن بصحة وفيرة بقليل من الوعي الصحي".
وتبين الاستشارية الأسرية والمرشدة التربوية سناء أبوليل، ضرورة النظرة الإيجابية لهذه المرحلة لدى النساء، فكل إنسان يجب أن يكون له أهداف ليشعر بقيمته في الحياة، فالهدف مطلوب لكل مرحلة من مراحل الحياة، لذا نرى بعض النساء يصلن "سن اليأس" والصحيح بأنه "سن الأمل" وهن في مقتبل العمر.
وتشير إلى أن الطموح لا ينتهي في حياة الإنسان، وكلما كانت نظرته إيجابية استمتع بها، فهي مرحلة استجمام وراحة، والصحيح أن يستغلها المرء في الهوايات المفضلة لديه، فهناك العديد من النساء يشعرن بالوحدة جراء القناعة بأن دورها انتهى في الحياة، على العكس بأنها يمكنها تحقيق الكثير، فالطاقة والقدرات لا تنتهي في الحياة.
ويشير أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية د.حسين خزاعي، إلى أن نمط الشخصية والفروق الموجودة بين كل امرأة وأخرى تلعب دورا كبيرا في كيفية مرور تلك المرحلة، لافتا إلى أن تلك الفروق هي التي تحدد ما إذا كانت تلك المرحلة بداية الطريق أم نهايته.
ويبين خزاعي أن مدى تفاؤل المرأة يجعلها تقبل على هذه المرحلة وتفكر في مدى المكاسب التي يمكن تحقيقها، وهناك نمط من الشخصيات يشعرن بأنهن لم ولن يحققن ما يردن، وليس هناك وقت للتحقيق، ومن ثم تكون هذه المرحلة أكثر صعوبة من غيرها في حياتهن.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك