وكالة كل العرب الاخبارية :  أكد خبير الأمم المتحدة الخاص بحرية الأديان هاينر بيليفيلد أن الأردن “يعد قائدا في المنطقة في مجال تعزيز التعايش السلمي بين الأديان”، ويمثل “ملاذا آمنا وصوتا للاعتدال الديني وسط إقليم مضطرب”.
وعرض بيليفيلد في مؤتمر صحفي أمس بعمان، ملاحظاته واستنتاجاته الأولية بخصوص تقييم “تعزيز وحماية حقوق حرية الأديان والمعتقدات، وتبني إجراءات حقوق الإنسان المعنية بتلك الحقوق في الأردن”، والتي سيصدر تقرير مفصل بها لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة العام المقبل.
وأفادت أولى ملاحظاته أن الأردن معروف بتطبيقه وترويجه للتعايش السلمي بين أتباع الديانات المختلفة، وتحديدا بين المسلمين والمسيحيين.
وأشار بيليفيلد الى ان من التقاهم من ممثلي الأقليات الدينية في الأردن أجمعوا على “امتنانهم لالتزام الأردن في هذا الصدد”، لافتا إلى أن زيارته للمملكة منذ مطلع الشهر الحالي وتنتهي غدا، تهدف إلى كتابة التقرير و”جاءت تلبية لدعوة من الحكومة الأردنية”.
وبين أنه التقى مسؤولين أردنيين، وممثلي مؤسسات مجتمع مدني، وأفرادا في عدد من المحافظات، مؤكدا الدعم الحكومي لزيارته وتسهيل اتصالاته مع ممثلي المؤسسات المعنية، وتوفير المعلومات والدعم اللوجستي.
ولفت إلى أن ممثلين للحكومة والمجتمعات الدينية، عبروا عن قلقلهم من أن “تسييس الدين بالاقتران مع التطرف الديني، والذي ما يزال هامشيا في الأردن، قد يصبح مؤثرا اكثر فأكثر”.
وفي استنتاجه الثاني حول أجواء التسامح المحلية، تطرق الى أن اغلبية الشعب الأردني من المسلمين، وان المسيحيين يشكلون حوالي 3 % من السكان، و”أغلب المسلمين هم من السنّة”، بينما عدد الشيعة قليل جدا، ويقدر بالمئات.
وأشار الى ان عدد أفراد طائفة “الدروز” يصل الى حوالي 15 ألفا، أما طائفة “البهائيين” فيتراوح بين بضعة مئات إلى الف، مذكرا في هذا الصدد بأنه “لا يوجد احصاء معلوماتي عن التركيبة الدينية في المجتمع الأردني”.
ووصف العلاقات بين اصحاب الديانات المختلفة في المجتمع بـ”الإيجابية جدا والأخوية”، مشيرا الى ان الدولة خصصت 9 مقاعد للمسيحيين في البرلمان، منوها إلى أن المسلم يمكنه انتخاب مسيحي، “بخلاف دول أخرى، تفصل في الانتخابات بين المسلمين والمسيحيين”.
من ناحية أخرى، اشاد بيليفيلد، باستقبال المملكة لأعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، وقال إنه مقارنة مع عدد سكانه، فإن “الأردن استضاف لاجئين اكثر من اي دولة اخرى في العالم”.  
وتعتبر زيارة بيليفيلد الاولى للمملكة لخبير مستقل يمثل مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، لمراقبة حرية الأديان والمعتقدات عالميا.  
وكان بيليفيد التقى خلالها مجموعة من ممثلي الحكومة والهيئات المعنية وممثلي المجتمعات الدينية والمعتقدات ومنظمات المجتمع المدني في عمان والكرك والعدسية ومخيم الزعتري للاجئين.