وكالة كل العرب الاخبارية

 اكتفى رئيس الوزراء عبدالله النسور بعد لقاء مغلق جمعه بأعضاء مجلس النواب أمس، استمر لأربع ساعات، نوقشت فيه التهديدات الأميركية بتوجيه ضربة عسكرية لسورية، بجملة مقتضبة قال فيها إن "الحكومة لن تلجأ لإعلان حالة الطوارئ في البلاد ولا حاجة لذلك".

في المقابل أكد رئيس مجلس النواب سعد هايل السرور في مؤتمر صحفي عقده عقب اللقاء أن الاجتماع شهد تناغما وتوافقا نيابيا - حكوميا بأن الأردن "لن يكون جزءا لأي عمل عسكري ضد الأراضي السورية، وأراضيه وأجواؤه لن تكون ممرا أو معبرا أو مستقرا لأي جهة من الجهات في هذا العالم، للتدخل العسكري في الأراضي السورية، وأن الدولة الأردنية مع الحل السياسي في سورية، وحريصة على استقرار سورية ووحدة أراضيها وشعبها، وهذه قضية لا تردد فيها".
النسور خرج من الاجتماع الذي حضره 60 نائبا من دون كلمات إضافية، وبدا غير راغب بالتحدث مع وسائل الإعلام التي انتظرت مطولا وبكثافة منذ الصباح على باب قاعة عاكف الفايز في المجلس، حيث عقد الاجتماع.
اللقاء غير الرسمي جاء بناء على مذكرة نيابية موقعة من 77 نائبا (أغلبية نيابية) تبناها النائب خليل عطية، رفض فيها الموقعون العدوان الأميركي على سورية، مطالبين بعقد جلسة غير رسمية مع الحكومة لمعرفة استعداداتها لمواجهة أي طارئ.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده السرور مع الصحفيين، أعاد أكثر من مرة وشدد على تناغم وتطابق الموقف الحكومي والنيابي حول الأزمة والتهديدات التي تتعرض لها سورية، ومحوره رفض الحل العسكري والدعوة لحل سياسي، يضمن أمن واستقرار ووحدة الأراضي السورية.
كما شدد على أن الأردن لن يكون جزءا من أي تدخل عسكري، مبينا انه "لا نستطيع منع العالم في حال قرر توجيه ضربة إلى سورية، لكن الثابت أن الأردن لن يشارك ولن يسهل التدخل في حال حدوثه".
وقال "لكن مع ما يجري في العالم، علينا أن ننظر لتداعيات ما يجري. فنحن بحكم الجغرافيا والعلاقات اقرب الجهات التي يمكن أن تتأثر بما يحدث في سورية، ودرسنا مع الحكومة أسوأ الاحتمالات التي لا نتمناها، ولكن من واجبنا أن نكون حريصين على امن واستقرار الأردن، ومتأهبين دوما".
وأكد أن المجلس يؤمن بأن القوات المسلحة الأردنية قادرة على حماية أمن واستقرار الأردن، مؤكدا أن المجلس يؤمن بالحل السلمي للملف السوري.
وأضاف "نعتقد أنه لا احد يستطيع أن يتحدث عن المستقبل المنظور ونحن في المجلس بالذات نقول إن جبهتنا الداخلية متينة وقوية، ونتناصح مع الحكومة في الظروف الصعبة، ونقف موقفا واحدا متكاتفين مع بغضنا بغض النظر عن تعدد الآراء في المجلس حول الحكومة حول قضايا داخلية، لكن في الموقف السوري موقفنا متطابق".
وتابع "الدولة قوية والمؤسسات. نحتاط لما هو أسوأ، ونرجو ألا يكون هناك أزمات، وبحث موضوع اللاجئين السوريين فيما لو واجهنا مزيد من موجات اللجوء السوري، والحكومة أكدت أنها اتخذت الاحتياطات اللازمة".
وردا على إمكانية تغيير الموقف الأردني قال إن "موقف الدولة حكومة ونوابا وشعبا، لم يحصل عليه أي تغيير فيما يتعلق بالشأن السوري، وليس هناك حالة طوارئ في الأردن، ولا يوجد ما يستدعي، ومن الطبيعي أن الأجهزة الأمنية ترفع استعداداتها".
وردا على سؤال حول ما إذا كان الأردن قد تعرض لأي ضغط دولي أو عربي بشأن موقفه من سورية قال إن "الأردن لم يكن بمنأى عن الضغوط، وهو باستمرار يتعرض لها، ولكن ليس المهم ما يمكن أن يتعرض له الأردن من ضغوط في قضايا عديدة، ولكن علينا أن نعرف أن الدولة التي تتعرض لضغوط، هي التي لا تمالي في رأيها فالدولة التي يكون موقفها واضحا وصريحا وثابتا، تتعرض لضغوط، ولكن في القضية السورية، موقف الأردن واضح مهما تعرض لضغوط".
وقال إن "الأردن قادر على حماية أبناء شعبه، فالأجهزة الأمنية المختلفة تحسب حسابا - لا قدر الله - لو حصل ضربة على سورية، وتحتاط لأي طارئ". 
وأضاف السرور أن "الحكومة لها مؤسساتها العسكرية التي تعنى بحماية البلاد، ولدينا القوات المسلحة التي لها تاريخ عريق، وباستمرار لديها جاهزية في حال تعرضنا لاعتداء".
وأكد انه لا يوجد في الأفق ما يلوح بتعرض الأردن للتهديد أو العدوان على حدوده وأراضيه، فما نقوم به احتياطات.
وحول وجود قوات عسكرية أميركية في الأردن قال السرور "الأردن لديه تعاون مع كثير جيوش العالم، ويتسلح على نحو رئيس من الولايات المتحدة الاميركية ، اذ أعلن رسميا بأننا طالبنا ببقاء بعض الدفاعات الجوية التي تصب في بقاء الباتريوت لحماية الأردن".
وأوضح "نحن طلبناها لتدعيم الأراضي الأردنية، وأنا قريتي من أقرب الحدود. لو في قوات لشاهدتها، لم أر وجودا أجنبيا في تلك المنطقة".