وكالة كل العرب الاخبارية

حذر حزب التيار الوطني من وقوع حرب شاملة تعصف في المنطقة، اذا ما شنت الادارة الاميركية ضربة على سوريا خلال اسبوع وفق ما تشير التوقعات

وقال الحزب في بيان له "يخشى الحزب أن تؤدي الحملة الأمريكية القادمة إلى ما لا يحمد عقباه من ردود فعل قد تحولها من حملة محدودة، على عهدة الإدارة الأمريكية، إلى حرب شاملة قد تؤثر بشكل مباشر على دول الجوار، ومنها الأردن".

وفيما يلي نص البيان كما ورد:


بيان لحزب التيار الوطني حول الأزمة السورية

يتابع حزب التيار الوطني، ومعه جميع الأردنيين بمختلف فئاتهم ومشاربهم السياسية من شمال المملكة إلى جنوبها، بعين من الترقب والقلق التطورات المتسارعة على الساحة السورية، واستمرار نزيف الدم وسقوط مئات القتلى، وفوق ذلك كله التهديدات الأمريكية بشن حملة عسكرية على سوريا، والتي تشير التوقعات إلى أنها قد تحدث خلال أقل من أسبوع، رغم عدم صدور نتائج التحقيقات التي قام بها مجموعة من المحققين الدوليين حول استخدام أسلحة كيماوية أودت بحياة الآلاف من الأطفال والنساء والكهول والشباب.

وفي الوقت الذي يدين فيه الحزب قتل الأبرياء بالأسلحة التقليدية والكيماوية، أنّى كان مصدره، فإنه يرى أن تصرف الإدارة الأمريكية، الذي يأتي خارجا عن نطاق الشرعية الدولية، لن يؤدي إلا إلى المزيد من القتل والدمار، وتقويض ركائز ومؤسسات الدولة السورية، وزيادة معاناة أبنائها التي تعاظمت بعد قرابة عامين ونصف من الحرب الأهلية الطاحنة. ويخشى الحزب أن تؤدي الحملة الأمريكية القادمة إلى ما لا يحمد عقباه من ردود فعل قد تحولها من حملة محدودة، على عهدة الإدارة الأمريكية، إلى حرب شاملة قد تؤثر بشكل مباشر على دول الجوار، ومنها الأردن.

ويذكر الحزب في هذا المجال بالإنعكاسات السلبية على المملكة منذ إندلاع الأزمة في ضوء تدفق مئات الآف اللاجئين السوريين، الذين ندرك معاناتهم ونتضامن معهم انطلاقا من مبادئنا الإسلامية والعروبية والإنسانية، وتأثر حركة النقل البري مع أوروبا من خلال سوريا، وتراجع أعداد السائحين في ظل ظروف عدم الإستقرار والتيقن التي تعيشها المنطقة، وتراجع وتيرة الإستثمارات المحلية والأجنبية، وفوضى سوق العمل، والضغط غير المسبوق على البنية التحتية المادية والإجتماعية، ناهيك عن ارتفاع الأسعار على المواطنين، وخاصة أسعار السلع والخدمات الأساسية ومنها إيجارات المنازل، وهو ما يسقط عادة من حسابات مجتمع المانحين الذي لم يقم بواجباته تجاه المملكة وتجاه اللاجئين بصورة مناسبة حتى الآن، وربما تسقط هذه التاليف غير المباشرة من حسابات الحكومة الأردنية عند تقديرها لتبعات الأزمة على الأردن! 
ويخشى الحزب أن تزاد الأمور سوءا خلال الأيام القادمة، بحيث تزداد موجات النزوح من الجنوب السوري إلى المملكة بسبب الضربات الأمريكية المتوقعة، وانفلات زمام الأمور داخل الحدود السورية، وهو ما سيلقي بالمزيد من الأعباء على اقتصاد منهك يعاني من ندرة الموارد المالية والمادية. والأخطر من ذلك احتمالية خروج الصراع المسلح عن السيطرة ليتجاوز الحدود السورية، مما يهدد بحرب إقليمية جديدة في وقت تعاني فيه معظم دول المنطقة من حالة عدم استقرار اجتماعي وسياسي واقتصادي، مما سيؤدي إلى نتائج كارثية.
وفي هذا الإطار يقدر حزب التيار الوطني التصريحات الرسمية التي تؤكد على أهمية الخيار السلمي لحل الأزمة وعلى أن الأردن لن يكون منطلقا لأية عمليات ضد الجمهورية السورية، ويستنكر التهديدات التي صدرت عن نائب وزير الخارجية السوري والتي أسقطت من اعتبارها التصريحات الحكومية المذكورة. ويؤكد الحزب على اعتزازه بالقدرات المميزة لقواتنا المسلحة الباسلة وجميع الأجهزة الأمنية التي تمكنها من الدفاع عن حمى الوطن إذا تعرض لعدوان غير مبرر من أي جهة.

المكتب التنفذي لحزب التيار الوطني
عمان، الخميس 5/9/2013