وكالة كل العرب الاخبارية

لا تزال الاستدامة البيئية تتصدّر أولويات الأجندة الدولية منذ عقود، نظراً للتأثير الكبير الذي يمكن للأفراد والشركات والحكومات إحداثه في مختلف جوانب البيئة. ففي وقت بدأت فيه ظواهر بيئية خطيرة تلوح بالأفق، كالاحتباس الحراري وإزالة الغابات والتلوث الهوائي، لا بد أن ننظر بعين المتفائل على مستوى القرارات والأسس التنظيمية التي يتم استحداثها في يومنا هذا، في سبيل حماية البيئة والمحافظة عليها. وهذا ما ينعكس في إطار تحوّل الاتجاهات العالمية من التركيز على خفض استهلاك الطاقة، والحد من إنتاج النفايات، إلى التشديد على ضرورة اتّباع ممارسات ونشاطات تضمن مستقبل أكثر استدامة.

ولم تتوان الشركات العاملة في صناعة المنتجات الطازجة، في دفع الجهود الرامية إلى معالجة هذه الفجوة، وتقليصها عن طريق إعادة هيكلة الميزانيات والخطط الاستراتيجية والمهام اليومية والإدارية لديها لتتوافق مع معايير الاستدامة، غير أن هذه الجهود تشكل تحدياً كبيراً في مناطق مثل الشرق الأوسط، حيث الإمكانات الزراعية محدودة. وبلغة الأرقام، بلغ حجم الواردات من المنتجات الغذائية الطازجة في الشرق الأوسط حوالى 4.2 مليارات دولار أميركي في عام 2012، حيث استأثرت دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها الإمارات، بحصة الأسد التي مثّلت 54 % من إجمالي الواردات، أي ما يعادل 2.2 مليار دولار.

وبالحديث عن الإمارات، قد يتعجب الوسط التجاري في المنطقة، وكذلك المقيمون منذ فترة طويلة في البلاد، من وجود ما يقارب 38 ألف مزرعة عاملة محلياً، وذلك إزاء الدعم المالي اللامحدود الذي تقدّمه الحكومة، من حيث توفير خدمات الري المجانية، والمساعدات السنوية، وتقديم أحدث الوسائل الزراعية المتطورة، فضلاً عن تنظيم البرامج التدريبية اللازمة لتطويع الخبرات الفنية وتنميتها.

وعلى الرغم من أن الإمارات تمتلك ما يكفي ويزيد من الموارد المالية لاستيراد المنتجات الطازجة من مختلف أنحاء العالم، هنالك تزايد ملحوظ في الطلب على الأغذية المنتجة محلياً، مدفوعاً بارتفاع الطلب على مختلف أنواع المنتجات الطازجة، وتزايد الوعي المحلي والإقليمي بفوائدها الصحية، فضلاً عن التوجه الحثيث نحو المنتجات والعلامات التجارية المحلية، إذ بات المستهلكون أكثر درايةً واهتماماً بالبصمة البيئية التي تترتب على استيراد الفواكه والخضار الطازجة المفضلة لديهم، سواء المنتجة محلياً أو في الخارج، وهذا ما يتنبه إليه المنتجون حالياً.