المزيد
هل يقرع الاردن طبول الحرب على سوريا ..

التاريخ : 26-08-2013 |  الوقت : 02:21:28

وكالة كل العرب الاخبارية

اجتماع عسكري في عمان، وتحركات في المتوسط، تراشق إعلامي، تصريح هنا، وتعقيب وهجوم هناك.

جميعها مشاهد ترصد الأزمة السورية التي بدأت قبل عامين ونصف العام، وسط حالة من اللاوعي تشوب الإنسان العربي من هول ما يحدث، فطرفا الأزمة يعتقد أنه على حق، فيما شلال الدم يواصل تدفقه.

أخذت الأزمة السورية منحى تصاعدياً منذ الأربعاء الفائت إثر مجزرة مروّعة بالسلاح الكيماوي في غوطة الشام الشرقية راح ضحيتها المئات وآلاف الجرحى، وسط حيرة أتاهت المحللين والسياسيين والعسكريين والمراقبين الأممين.

سارعت المعارضة السورية، ومن يساندها من الدول، ومن بينها أميركا وفرنسا وبريطانيا، إلى اتّهام النظام الرسمي السوري باستخدام السلاح الكيماوي، فيما ردّت دمشق الاتهامات إلى مطلقيها من المعارضة.

اتّهامات رافقها تهديد ووعيد أميركي باستخدام صواريخ كروز من قواعد واشنطن العسكرية في عرض بحار الشرق الأوسط التي تمتلئ الى عينها بالطائرات الحربية، لتسارع روسيا وغيرها من حلفاء الرئيس بشار الأسد، إلى التحذير من تكرار "مغامرة" العراق قبل عشرة اعوام، حين قامت الولايات المتحدة، بشن حرب على بغداد بذريعة "وجود اسلحة دمار شامل" هناك.

وعلى وقع تسارع التلويحات الدولية بحرب ضده، خرج الرئيس الأسد، الاثنين، مهدداً واشنطن بإفشال خططها لشن عمل عسكري على بلاده، مذكراً الرئيس باراك أوباما وقبله الأميركيين بالسيناريو الفيتنامي قبل نحو نصف قرن من الآن.

الأردن الذي ظل بعيداً عن التدخل بالشأن السوري ولو عسكرياً، يقف الآن في عين العاصفة، كما يرى الكاتب والمحلل السياسي ماهر أبو طير، والنيران السورية تقترب منه وإن لسعته بلاجئيها الذين قاربوا على المليون والـ 300 ألف يعيشون على أراضي المملكة منذ نشوء الأزمة في عاصمة الأمويين التي ضربت بالكيماوي وتبعد 70 كيلومتراً عن الحدود الأردنية.

جيوش العالم تتأهب في اجتماع عسكري وجهته عمّانية لبحث طريقة التعامل مع التطورات الحادثة على الأرض السورية، بعد الكيماوي، كما قال وزير الخارجية ناصر جودة في مؤتمره المشترك مع نظيره المصري.

أبو طير ينظر في حديثه لـ"عمون" إلى ان القضية ليست بالسماح أو عدم السماح او الضغط على الأردن لإدخال الجيش العربي في الأزمة السورية، لكن الأردن عندما ينظر لدرعا السورية وهي الملاصقة لحدوده تضرب بالكيماوي ويتأثر مواطنيه في الرمثا وإربد فإنه سيضطر للتعامل مع التهديدات بحزم.

ويلفت أبو طير الى ان جميع المؤشرات تقول إن الحرب قادمة الى المنطقة لا محالة، والأردن سيكون طرفاً سواء بالاشتراك في أي عمل عسكري، للدفاع عن نفسه، أو سيناريو إدخال أفراد من الجيش الحر المدربين برفقة أسلحة متطورة الى جنوب سوريا عبر الأردن، أو توجيه ضربات صاروخية أميركية، الأمر الذي يراه الكاتب والمحلل السياسي فهد الخيطان وارداً، لكنه لخلق حالة من التوازن على الأرض بين المعارضة والنظام السوريين للجلوس على مائدة المفاوضات في "جنيف 2".

مصدر رسمي مطلع قال لـ"عمون" إن "هناك أمراً كبيراً سيحدث، والأمور ستتصاعد في الفترة القليلة المقبلة، لكن أحدا لا يمكنه التنبؤ بالقادم، والأردن لا يعرف ما الذي سيحصل، ودعونا نترقب"، اذا فالترقب سيد الموقف كذلك بحسب الخيطان، الذي يُركن كل القضية لردة فعل حلفاء إيران في المنطقة، مشددا على ان لا مصلحة لأميركا بحرب في المنطقة وهي لا تخطط لذلك كتلك التي حدثت في العراق، لكن اي هجوم صاروخي على سوريا سيفجر أموراً غير متوقعة بالمنطقة.

وعلى صعيد التحركات في المتوسط يقول الخيطان انها طبيعية وان اي تحرك ضد سوريا سيكون محسوباً، خصوصاً وان الادارة الاميركية لا تملك تفويضاً شعبياً بشن حرب على سوريا حتى بعد استخدام الكيماوي في الغوطة فاستطلاعات الرأي هناك تفيد بموافقة 9 بالمائة من الأميركيين على التدخل عسكريا في سوريا.

وعلى الجانب الأردني الذي ينقسم بين مرجح لحرب شاملة في المنطقة، وبين متوقع لتسوية سياسية، يضع الناس أيديهم على قلوبهم، حابسين أنفاسهم مما سيحدث في جارتهم الشمالية التي تنزف بحرا من دماء وشواطئ من أشلاء، والكيماوي الذي يتحدث عنه العالم يهدد المنطقة بأسرها، بيد أن الخيطان وأبو طير يتحدثان عن خطة موجهة للتعامل سواء على الأرض السورية او الأردنية للتعامل مع الكيماوي، وقد انخرطت المملكة مع أميركا في خطط لذلك.

وفي جميع الأحوال فإن الجبهة الاردنية مطالبة بالوقوف صفاً واحداً كما يقول أبو طير، و"النأي بالخلافات المتعددة جانباً وخفضها الى حدِّها الأدنى، لأن الخطر قادم، وعلى الدولة التعامل مع الرأي العام بصراحة وشفافية في مختلف القضايا لتكون الجبهة صامدة في وجه جميع الاخطار التي تتهددنا".



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك