المزيد
قادة جيوش عربية وأجنبية يجتمعون بالأردن اليوم

التاريخ : 25-08-2013 |  الوقت : 12:17:49

وكالة كل العرب الاخبارية:

أكد مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة انه وبدعوة من رئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق اول الركن مشعل محمد الزبن وقائد القيادة المركزية الامريكية الجنرال لويد اوستن سيعقد اجتماع في الاردن، خلال الايام القليلة القادمة، يحضره رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكية الجنرال مارتن ديمبسي، ورؤساء هيئات الاركان في كل من المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا والمملكة المتحدة وفرنسا والمانيا وايطاليا وكندا.
وقال المصدر العسكري، في بيان صدر مساء امس، ان هذا الاجتماع "سيشكل فرصة للدول المشاركة الشقيقة والصديقة لبحث الامور المتعلقة بأمن المنطقة، وتداعيات الاحداث الجارية، خاصة الازمة السورية وتأثيراتها، بالاضافة لبحث اوجه التعاون العسكري بين هذه الدول والمملكة الاردنية الهاشمية، بما يحقق ويحفظ امن الاردن وسلامة مواطنيه".
وأكد المصدر العسكري ان هذا الاجتماع هو "استمرار للقاءات ثنائية ومتعددة، تتبعها لقاءات اخرى مستقبلا تهدف الى استمرار التنسيق بين الدول المشاركة، وتقييم الاحداث الجارية وانعكاساتها على امن المنطقة بشكل عام". 
وياتي هذا التصريح  للناطق الرسمي العسكري، حول الاجتماع العسكري الرفيع، المتوقع عقده اليوم ، بالتزامن مع إعلان وزير الدفاع الأميركي تشك هيغل أخيرا بأن البنتاغون "يقوم بعملية تحريك للقوات، كي تكون جاهزة في حال قرر الرئيس (الأميركي) باراك أوباما تنفيذ عمل عسكري ضد سورية".
وفيما ربط مراقبون محليون ودوليون بين هذه الأنباء المتنوعة، واعتبروها "مؤشرات" على التحضير لتدخل عسكري أميركي ودولي في سورية، رأى خبير عسكري أردني أن ما يجري "لا يخرج عن إطار التنسيق والتحضير للطوارئ، الذي يملك الأردن كل الحق بالاستعداد لكل الاحتمالات".
التقديرات تشير الى أن الأردن "لا يستطيع النأي بنفسه عن تداعيات وتطورات الأزمة السورية بعد الآن"، خاصة وأن الأردن هو أول المتأثرين، بكافة تداعيات الأزمة السورية منذ بدايتها، لناحية تدفق مئات ألوف اللاجئين، الذين يتوقع تضاعف أعدادهم مع تزايد العنف على الأرض، ومع دخول بُعد استخدام السلاح الكيماوي على الخط، والذي يمثل "التهديد الأمني الأعظم" حاليا، نظرا لتلاصق المحافظات الأردنية الحدودية "المكتظة سكانيا" مع السورية منها.
وكان استخداما لسلاح كيماوي في منطقة غوطة دمشق نهاية الأسبوع الماضي وأسفر عن مئات الضحايا فاجأ العالم بحجم بشاعته وخطورته، فيما تبادل النظام السوري والمعارضة السورية الاتهامات بالوقوف وراء هذا الهجوم والاستخدام المحرم للسلاح الكيماوي، وهي اتهامات تنتظر تحقيقا دوليا تطالب به أغلب الدول اليوم. 
ومن وجهة نظر عسكرية، يرى مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في أكاديمية الملك عبدالله الثاني للدراسات الدفاعية محمود ارديسات، أنه مع تزايد العنف في سورية، فإن الأطراف الدولية والإقليمية "كلها" معنية بما يجري.
وعن تسارع التطورات بعيد مجزرة الغوطة "الكيماوية"، اعتبر الخبير العسكري ارديسات أن الأطراف الدولية والعربية وجدت نفسها في "وضع حرج"، مؤكدا في الوقت ذاته أن "ما نراه لغاية الآن لا يخرج عن إطار ردود فعل لإبراء الذمة"، وأنه "لا يوجد نية حقيقية ولا قرار بالتدخل العسكري الآن، إلا أنه لا بد من وجود سيناريوهات للتدخل في سورية مستقبلا".
وكانت الحكومة الأردنية عبرت، في هذا السياق، عن "قلق عميق من أي استخدام للسلاح الكيماوي"، معتبرة ذلك انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، فضلا عن تداعياته الخطيرة على الأمن الوطني الأردني، خاصة في ضوء التقارب الجغرافي بين البلدين. ودعت، في بيان رسمي لها أول من أمس، إلى "تحقيق يفضي إلى معاقبة مرتكبي المجزرة البشعة".
كما كان رئيس الوزراء عبدالله النسور صرح أخيرا أن الأردن "مستعدة لحرب كيماوية محتملة قادمة من الأراضي السورية"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "تقدم مساعدات عسكرية" بهذا الصدد، من بينها طائرات استطلاع طلبتها عمان لحماية الحدود والشعب ومخيم الزعتري.
ويؤكد ارديسات وجود "تنسيق وتحضيرات بين الدول المعنية، لوضع حد للمجازر في سورية، بعد أن وصلت هذه الدول الى الحد الذي لا يمكن أن تقبل مزيدا منها"، وزاد "أن للأردن ايضا الحق بالتنسيق والتحضير" في هذا السياق.
وتساءل: "ماذا نفعل لو استمر الوضع على ما هو عليه؟ ونحن دولة جارة، ولدينا أكثر من مليون لاجئ، وسيأتينا المزيد.. يجب أن نجد حلولا، ونتشارك مع الآخرين في هذه القضية، التي أصبحت دولية، ولا يستطيع الأردن النأي بنفسه عنها، أو إيجاد حلول لها وحده".
وفيما اعتبر اللواء المتقاعد ارديسات أن مجزرة الغوطة شكلت "علامة فارقة" في الصراع، بعد أن تم تجاوز كل الخطوط "الدينية والقومية والإنسانية"، فإنه يرى أنه "لم يعد هناك ما يردع النظام، وهذا سيفتح الباب لعمليات انتقام واسعة من قبل الطرفين: النظام والمعارضة"، في إشارة منه الى أن الأمور ستتجه نحو الأخطر. 
وفي هذا السياق، قال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية أمس إن قادة القوات المسلحة في بريطانيا ودول أخرى سيجتمعون في الأردن يوم (غد) الاثنين لمناقشة الوضع في سورية.
ونقلت وكالة أنباء "رويترز" عن المتحدث أن الاجتماع سيكون الثالث الذي يعقده قادة الجيوش هذا العام للاطلاع بشكل أفضل على الوضع في سورية، وكيف يمكن للدول المجاورة أن تساعد في التصدي للمخاطر التي تتعرض لها المنطقة.
وقال إن الاجتماع "مخطط له منذ وقت طويل"، ولم توجه الدعوة لعقده ردا على تقارير عن هجوم بأسلحة كيماوية قرب دمشق.
كذلك، قال متحدث باسم الجيش الفرنسي إن قائد القوات المسلحة الفرنسية دعي أيضا لاجتماع عمان، وإن الاجتماع جرى التخطيط له منذ وقت طويل.
وحول هذا التنسيق، يرى ارديسات أنه "لا بد من التنسيق لوقف الحرب والصراع، وهو التنسيق الجاري من غير تدخل عسكري"، معتبرا أن استثناء خيار التدخل العسكري في سورية يمكن تحقيقه "إن كانت أميركا والغرب جادين في الوصول الى حل مع روسيا وإيران، والاتفاق على سيناريو معين".
أما السيناريو المتوقع في حال التدخل العسكري، فلا يتوقع ارديسات أن يكون تدخلا بريا، بل سيبدأ بمناطق حظر جوي، ثم يتوسع، ويشمل دعم المعارضة، لتتمكن من تشكيل قوات عسكرية لحماية المناطق العازلة، التي ستكون مناطق آمنة للاجئين السوريين.
وهذا يتطلب أن تكون المعارضة "قادرة وموحدة"، وهو "ما لا نعرفه لغاية الآن، وإن كانت قدرة المعارضة على تشكيل قوات لحماية هذه المناطق موجودة.. وإن لم تستطع المعارضة تشكيل مثل هذه القوات، فربما يتم تشكيل قوات من دول المنطقة، بالتعاون مع الدول الغربية"، بحسب تقدير ارديسات.
وفي مقارنة بين تدخل عسكري محتمل في سورية وبين الاحتلال الأميركي للعراق، لا يعتقد ارديسات أن "الأميركان سيدخلون في سورية كما حصل في العراق"، واصفا قرار دخول العراق بـ"الاختياري" بالنسبة لأميركا، ولم تكن مضطرة، بل هي أرادت ذلك لأهداف استراتيجية، غير موجودة لديها الآن فيما يتعلق بسورية.
لكنه أوضح أن "الوضع يختلف الآن مع سورية، فالدول كلها متضررة، الأردن وتركيا، ولبنان التي بدأت فيها حرب شبه أهلية". ورأى ارديسات أن "أميركا تجد نفسها مضطرة للتدخل في سورية، بسبب تأثيرات الأزمة السورية على السلم الإقليمي والدولي، وأمن شعوب المنطقة، والأمن السياسي والاجتماعي".
في هذا السياق، صرح وزير الدفاع الأميركي هيغل أول من أمس أنه وسط الدعوات لتدخل عسكري ضد النظام السوري، بعد الاتهامات التي وجهت له باستخدام السلاح الكيماوي، فإن "القادة العسكريين الأميركيين حضّروا للرئيس مجموعة من الخيارات، إذا ما قرر شن هجوم على نظام بشار الأسد"، وإن "وزارة الدفاع لديها مسؤولية تزويد الرئيس بالخيارات لكل الاحتمالات".
وبينما شدد هيغل، في تصريحاته للصحفيين أول من أمس، والتي حصلت "الغد" على نسخة منها، على أنه "لم يتخذ حتى الآن" أي قرار باستخدام القوة ضد النظام السوري، إلا أنه قال "إننا نتعامل مع قضية خطيرة جدا، ونعمل مع شركائنا الدوليين والمجتمع الدولي والأمم المتحدة ونبحث في كل الخيارات". 
واعتبر هيغل أنه إن "كان هذا هجوما أو استخداما متعمدا من قبل الحكومة السورية على شعبها، فقد يحصل هجوم آخر"، مبينا أن المجتمع الدولي "يتحرك بسرعة للحصول على حقائق ومعلومات استخباراتية، حول ما حصل، للتمكن من اتخاذ قرار سريع حول كيفية الاستجابة". 
وكان الرئيس أوباما قال بهذا الخصوص أول من أمس "إن الولايات المتحدة يجب أن تكون جزءا من المجتمع الدولي في استجابته لما يجري في سورية". 
إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية أمس خبرا، حول نشر البحرية الأميركية لمدمرة رابعة، مجهزة بصواريخ "كروز" في البحر المتوسط ، تضاف إلى ثلاث مدمرات، مزودة بعشرات صواريخ توماهوك العابرة ستجوب مياه البحر الأبيض المتوسط.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك