المزيد
المعايطة يكتب : انطباعات تضعف الامان الاردني

التاريخ : 14-08-2013 |  الوقت : 09:24:35

وكالة كل العرب الاخبارية

من حقائق المرحلة ان الدولة الاردنية استطاعت ان تحقق امنا وامانا سياسيا متقدما من خلال ادارتها للاعوام الاخيره , وهو نجاح تحقق في ظل انواع من الفشل والتردي الامني الذي وقعت فيه دول وانظمة اخرى .
ومن حقائق عقود طويله ان الاردن عرف الامن والامان لمجتمعه وساكنيه وكان هذا جزءا من صورته وراس ماله الاقتصادي والسياسي , ومازال الاردن يتمتع بميزة نسبيه عن دول كثيرة تجعله قادرا على اكتساب مواقع سياسية وسياحيه واستثماريه .

لاخلاف على كل ماسبق لكن في اجوائنا واحاديث الاردنيين انطباعات خطيرة تهدد صورة الامان الاردني ليس في الجانب السياسي بل في الحياة العادية والطبيعية , وما يجري من احاديث وما ينبني عليها من انطباعات , وهي حكايات وانطباعات لها دلالات خطيرة ينبغي على اصحاب القرار السياسي التوقف عندها باهتمام , وان يكون هناك قرار سياسي ينبثق من رؤية لازالة تلك الانطباعات .

اقول انطباعات وحكايات لان الراي العام يبني على الانطباعات والقصص والحوادث لا على الدراسات والابحاث , وهذه الحكايات سليمه وموثقة لعل اهمها ما يتعلق بسرقات السيارات , والخطورة ليست في سرقة سيارة بل في غياب الدولة وترك المواطن والضحية وحيدا في مواجهة السارق والتفاوض معه , ودفع فدية بل والذهاب الى اماكن تجميع المسروقات دون ان يكون للدولة دور او حضور , وعلى من يسمع الحكايات ان يستعد للحظة يكون فيها مضطرا للتفاوض ودفع الاموال والخضوع لشروط الجاني بينما اجهزة الدولة تسجل الشكاوى , بل ان الضحايا لم يعد يشتكي فالوقت ضيق ويحتاجه لانتظار الهاتف والذهاب الى حيث يجد الحل بتفاوض مباشر مع الجاني .

لااتحدث عن تفاصيل سرقة وتفاوض فهذا كله تعلمه الجهات المختلفة ويتداوله الناس والاعلام وتجده في المجالس والتعاليل , لكنني اشير الى دلالات هذا ومايتركه من قناعات لدى المواطن من ضعف حالة الامان الاردني , وعجز اجهزة الدولة عن حماية حقوق المواطن وتركه وحيدا يحل مشكلته ويسترد ما ذهب منه .

اعلم جيدا ان هناك حملات امنية ناجحة جرت وتجري احيانا , واعلم جيدا الجهد الكبير للاجهزة الامنية في حفظ امن الدولة , وهناك تقارير واخبار يسمعها الناس عن كل هذا , لكن هناك ايضا انطباعات وقناعات تتركها الحكايات والحوادث على ثقة الناس بقوة الامان , فلا يجوز ان يتحسس الانسان ممتلكاته خوفا ليس من السرقة فقط بل من مشقة التفاوض ودفع الفدية والذهاب الى اماكن خارج سيادة الدولة والقانون لاسترداد ماله .

ما اتحدث عنه حالة تحتاج الى معالجة سياسية رفيعة تعتمد على خطط تنفيذية , ففي كل دول العالم جرائم لكن ما نخشاه تزايد القناعات بضعف الامان الاردني , فهذا امر ان حدث فليس من السهل استرداده .



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك