المزيد
ما زال ابو شام الطبال يباشر عملة في الكرك

التاريخ : 18-07-2013 |  الوقت : 12:17:49

وكالة كل العرب الاخبارية

"يا نايم وحد الدايم، قوموا لطاعة الله، يرحمنا ويرحمكم الله" بهذه الكلمات التي تتضوع ايمانا، وتلامس القلوب قبل ان تلامس الأذان، وبأدعية دينية خالصة لوجهه تعالى كان يصدح ابو شام اقدم مسحراتي (طبال كما كان يسميه الكركيون انذاك) عرفته مدينة الكرك.

كبر سن ابوشام لم يكن ليمنعه عن اداء واجبه الايماني حتى في حلكة الليالي المطيرة في شوارع وازقة مدينة الكرك الموحشة قبل ان تعرف تلك الشوارع والازقة الكهرباء التي تبهر النظر في هذه الايام.

كان الاطفال الاكثر فرحا بسماع صوت ابو شام الشجي ودقات طبله الرنانة، ينامون مبكرا ليفيقوا عند السحور لمشاهدة ابو شام وان سمح لهم الظرف يخرجون من منازلهم لمصافحته والتحدث اليه يداعبهم ويسمح لهم بامساك العصا للضرب على الطبل لارضاء نزعتهم الطفولية.

لاقى ابو شام وجه ربه وتداول المهمة بعده اشخاص آخرون لكن لم يبلغ احدهم ما وصل اليه ابو شام سمعة وتكريما بين الناس الذين عرفوه لسنوات طويلة، فمن زاولوا المهمة بعد ابو شام كانوا اقرب في ادائهم الى تحقيق الكسب والمنفعة من اعطيات مالية وسواه منه الى واجب ديني واخلاقي، لم يكن ابوشام يبغي من ورائه ثناء ولا شكورا، بل عملا خالصا لوجه الله والتقرب اليه لتتراجع اهمية المسحراتي الى ما وصلت اليه اليوم كصورة اقل شأنا بكثير مما كانت عليه بالامس.

لم يكن الاختلاف بين مسحراتي الامس ومسحراتي اليوم وحده ما ادى الى تراجع الاهتمام المجتمعي بالمسحراتي، بل ان الحداثة وتعدد آليات التذكير بموعد السحور وساعات السهر الممتدة حتى الى ما بعد تناول وجبة السحور عوامل اخرى اسهمت في ذلك.

عبثا تحاول بلدية الكرك في كل موسم رمضاني بعث الحياة من جديد في مهمة المسحراتي فتسند ذلك لاي شخص وبغض النظر عن اية مواصفات، فقط لمساعدة هذا المحتاج او ذاك، فيما يراهن من تسند اليهم هذه المهمة على ما سيحصلون عليه من صدقات الصائمين قبل أي شيء اخر لتصبح وظيفة المسحراتي هيكلا بلا روحانية او مضمون.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك