المزيد
عين بريطانيا على الغاز المسال الجزائري

التاريخ : 02-03-2013 |  الوقت : 09:21:57

وكالة كل العرب الاخبارية : 

تتجه الأنظار في بريطانيا إلى تقليل الاعتماد على قطر في استيراد الغاز المسال، في حين تبدو النية منصبة للتوجه نحو الجزائر كجزء من الحل.

وبقدر ما تسعى الجزائر لإيجاد مشترين جدد تتطلع بريطانيا لإيجاد موردين جدد للغاز الطبيعي المسال، ورغم مخاوفها تنظر لندن إلى الجزائر على أنها مصدر توريد محتمل في الوقت الذي تتراجع فيه احتياطاتها.

وتقول مصادر من القطاع النفطي إن الأرضية المشتركة تبدو واضحة لإجراء محادثات رفيعة المستوى أثناء زيارة وزير الطاقة الجزائري يوسف يوسفي للعاصمة البريطانية لندن في الفترة من العاشر إلى الثاني عشر من مارس الجاري.

وقالت مريم الشمة المحللة بمؤسسة بي.أف.سي إنرجي الاستشارية في واشنطن: "من المهم لبريطانيا أن تحول دون انزلاق الجزائر إلى الفوضى وإقامة علاقات وثيقة من خلال ضخ الاستثمار الأجنبي، وهو سبيل لدعم حكومة مستقرة".

وتقول إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن معظم الغاز الجزائري يخضع لعقود توريد مع فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وتركيا، ونظرا لتراجع إنتاج الغاز وارتفاع الطلب المحلي فإن الجزائر قد تجد صعوبة في إيجاد إمدادات فائضة ترسلها إلى بريطانيا.

وقالت الشمة "عندما يتعلق الأمر بإمكانية الاعتماد على الإمدادات فهل ستمتلك الجزائر حقا الغاز اللازم لذلك؟" وأضافت "في أفضل الأحوال ستحافظ الجزائر على مستواها الحالي من صادرات الغاز مع تلبية الاحتياجات المحلية. ولكن هذا أيضا سيشكل تحديا".

تخشى الحكومة من تعرض بريطانيا لخطر النقص في إمدادات الغاز الطبيعي المسال على الأمد الطويل. 

ويظر بحث أجرته "رويترز" أن واردات الغاز الطبيعي إلى بريطانيا من خارج بحر الشمال ستفوق الإنتاج المحلي بحلول عام 2015، وستضيف أكثر من 11 مليار دولار إلى تكاليف الاستيراد مع تراجع الإمدادات المحلية والصعوبة المتزايدة التي تواجهها النرويج لسد الفجوة.

وتخشى الحكومة من أن تكون بريطانيا معرضة لخطر المعاناة من نقص في إمدادات الغاز الطبيعي المسال على الأمد الطويل، حيث لا ترسل قطر سوى الشحنات الفائضة قصيرة الأجل إلى بريطانيا، بينما تذهب كميات أكبر إلى العملاء الآسيويين الذين يدفعون مبالغ أكبر.

وتدفع اليابان وكوريا الجنوبية أكبر مشتري الغاز القطري في آسيا نحو 20 دولارا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو ما يقرب من مثلي الثمن الذي تدفعه بريطانيا.

ورغم ارتفاع السعر المعروض في آسيا فإن المحادثات البريطانية الجزائرية تتزامن مع وصول أول ناقلة جزائرية للغاز الطبيعي المسال فيما يقرب من ثمانية أشهر إلى بريطانيا.

وقال أحد تجار الغاز الطبيعي المسال "كان من السهل أن يبيع الجزائريون الشحنة إلى آسيا التي يدفع فيها العملاء مبالغ أكبر بكثير لشراء الغاز المسال، لكن أظن أنهم يريدون أن يبعثوا بإشارة إيجابية إلى لندن".

تعاني الجزائر من انخفاض إنتاج النفط والغاز في الوقت الذي تعتمد فيه بشكل كبير على إيراداتهما.

ويقول محللون اقتصاديون إن تطوير الاحتياطات غير التقليدية في الجزائر سيستغرق عقودا، وإن التغيرات التي شهدها قطاع الموارد التقليدية طفيفة إلى حد ما، ومن المستبعد أن تشجع على ضخ موجة جديدة من الاستثمارات الضرورية لتطوير الاحتياطات غير المستغلة في جنوب البلاد، وهي منطقة تعتبر غير مستقرة نظرا لزيادة نشاط المتشددين بها.

و لم تستقطب جولات تراخيص النفط والغاز التي نظمتها الجزائر في الآونة الأخيرة اهتماما كبيرا، ما أثار تساؤلات بشأن ما إذا كان بإمكانها الحفاظ على مستويات الإنتاج وتلبية الطلب المتزايد.

وتعاني الجزائر حاليا من انخفاض إنتاج النفط والغاز في الوقت الذي تعتمد فيه بشكل كبير على إيراداتهما. وتقول بي.أف.سي إنرجي إن إنتاج النفط الخام تراجع من ذروته التي بلغها في عام 2008 عندما سجل 1.4 مليون برميل يوميا إلى 1.2 مليون برميل يوميا.

وانخفض إنتاج الغاز إلى 7.55 مليار قدم مكعبة يوميا في 2011 بعد أن بلغ ذروته في 2005 عندما وصل إلى 8.54 مليار قدم مكعبة يوميا. كما أن حصة الجزائر في السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال تراجعت من 19 بالمائة في عام 2002 إلى أقل من خمسة بالمائة في عام 2012 وفقا للمؤسسة الاستشارية.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك