المزيد
الأسرى الفلسطينيون: كفّ يدمي المخرز الإسرائيلي

التاريخ : 25-02-2013 |  الوقت : 08:04:33

وكالة كل العرب الاخبارية :  يدفع صمود الأسرى الفلسطينيين سجّانهم الإسرائيلي إلى الاستغاثة لوقف حملتهم التي تنذر باشتعال انتفاضة جديدة تبدو وكأنها تقف على الأبواب، بينما يظهر في فلسطين السجينة ما ينير الحاضر ويعيد إنتاجه مشرقا. 
يجد الأسير، بصفته ذاتا تختزل وطنا، نفسه أمام قراءة لقدر إنسانه المأزوم بماكينة احتلال غير تقليدي، وكأن عليه أن ينقّب عن جذور خرابه في الحاضر العياني المتفجر بالقيد ومآلات الصراع المفتوحة.
من ذلك وبسببه، اتخذ الأسيرُ بصفته تكثيفاً لفلسطين، الصمودَ مبتدأ لتفجير الواقع من داخله، متكئاً على طاقة روحية كامنة لا يعرف الإسرائيلي مدياتها غير المحدودة في الانتفاض على نصه الوحشي.
 في الصباحات المثقلة بإكراه الغزاة يرنو الأسير إلى لقاء تتجدد مأساويته بين احتلال يقوم على النفي المطلق، وفلسطين الذبيحة، فينكشف المحتل قاتلا عصريا، بينما تتمظهر "البلاد" جغرافيا مؤنسنة تُجمعُ قسراً مع احتلال كاجتماع الفرح والكآبة.
فلسطين الأسيرة كانت وما تزال نصا نموذجيا محتشدا بالتوتر الواعي بزيف التراتيل الرسمية، صانعة الهزيمة ومشتقاتها من الوحل، فآثرت البقاء سجينة مفاهيم وسياسات تقمع جنودها وتنهزم في المعارك.
لم يقع الأسير الفلسطيني في فتنة المظاهر، لأن فلسطين تتمسرح لديه فضاء لامتناهيا من الحب الحارق وشوك النوم في أقبية المعتقلات، فترسم شخصية عشرات الآلاف من الأسرى على مقاساتها القيمية.
في الأسر الفلسطيني يشتبك مستويان؛ أسطوري وواقعي تشكلا في المناخات الضاغطة للصراع اللحظي مع الاحتلال، ما أنتج شخصيات لا تعرف المهادنة، صارمة وجريئة، وذات مقدرة على اسباغ الأهمية على ن التي كانت وتلك التي ستصير.
أجاد الأسرى أحابيل التنظيم ودهاليزه في المعتقلات المراقبة بالكاميرات، حتى باتوا "الدينامو" لمقارعة المحتل الذي يفزعه صمود أسطوري يفاخر بأن المقاومة "تهمة" يعشقها.
يعيد الأسرى الفلسطينيون هذه الأيام قضية شعبهم إلى صدارة الاهتمام الدولي في حرب لا تعرف الهوادة ضد الاحتلال، إذ نفذ أربعة آلاف أسير أمس إضراباً عن الطعام، وأعلنوا حدادا لثلاثة أيام على وفاة الأسير عرفات جرادات تحت التعذيب. 
تحفظ الذاكرة الفلسطينية أسماء عشرات المعتقلات التي غدت رمزا للقهر، مثل سجن بئر السبع المركزي، حيث حاولت سلطات الاحتلال إجراء تجارب لترويض الأسرى، عبر "برامج حوارية" مع بعض "الأدباء الإسرائيليين" لكن الأسرى، أفشلوا البرنامج في مهده.
أما سجن عسقلان المركزي، فاشتهر بإجبار الأسرى على المشي عراة وسط صفين للشرطة التي تنهال عليهم بالهراوات. بينما استقبل سجن النقب الصحراوي حتى العام 1995 أكثر من خمسين ألف أسير.
وعوفر السجن، الذي يخنق رام الله من خاصرتها الغربية، يطلق عليه الأسرى اسم "جوانتانامو" في استحضار لسوء الأحوال، حيث يعيش في كل خيمة من خيامه 30 أسيراً يعانون العزلة ونقص الطعام والملابس والرعاية الصحية.
وتطبق إسرائيل في محاكمتها للفلسطينيين قانون الطوارئ البريطاني للعام 1945، وسلسلة من الأوامر العسكرية، وهي لا تكفل حق الدفاع المقر للأسير دوليا، ما يعد مخالفة للمادة (72) من اتفاقية جنيف الرابعة. 
ويعمد الاحتلال إلى استخدام أسلوب ممنهج لتعذيب الأسرى الفلسطينيين، بأسلوب الشبْح والحرمان من النوم والموسيقى الصاخبة والضرب والهز والتهديد بالاستغلال الجسدي، والتقييد العنيف للأطراف، والتعريض للإضاءة القوية والحرارة العالية تارة والباردة تارة أخرى. 
وتتبع إسرائيل سياسة العزل الانفرادي للأسرى وسيلة لانتزاع الاعترافات، بينما يعد الحرمان من زيارة الأهل واحدا من أبشع وسائل التعذيب الإسرائيلي، في مخالفة للمادة (116) من اتفاقية جنيف الرابعة. 
وتعاقب إسرائيل الأسرى بهدم بيوت أسرهم، فضلا عن الإبعاد وإنفاذ تعليمات الاعتقال الإداري التي تسمح باعتقال الفلسطينيين أشهرا طويلة، إذ يبلغ عدد الأسرى الإداريين في معتقلي "عوفر والنقب" حوالي 650 أسيرا.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك