المزيد
وزراء الخارجية يمهّدون للقمّة الإسلامية في القاهرة غداً

التاريخ : 05-02-2013 |  الوقت : 12:23:10

 

وسط تحدّيات جسام وظروف بالغة التعقيد، اجتمع وزراء خارجية الدول الإسلامية في العاصمة القاهرة تمهيداً لانطلاق قمة منظّمة التعاون الإسلامي في دورتها 12 غداً تحت شعار: «العالم الإسلامي تحديات جديدة وفرص متنامية»، فيما تتزاحم ملفات فلسطين وسوريا ومالي والصومال والسودان ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، فضلاً عن قضايا التعاون المشترك، فيما اتهم الأمين العام للمنظّمة أكمل الدين إحسان أوغلو جهاتٍ داخلية وخارجية بإشعال أزمات الدول الإسلامية.

وناقش الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية منظّمة التعاون الإسلامي، والذي ترأس وفد الدولة خلاله معالي د. أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، جدول أعمال القمة وموضوعات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلّة.

كما ناقش الوزراء خلال الاجتماع حالات النزاع في العالم الإسلامي وظاهرة «الإسلاموفوبيا»، والوضع الإنساني في الدول الإسلامية وتنمية التعاون الثقافي والاجتماعي والإعلامي في العالم الإسلامي، والتعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء، وسبل تطوير التعاون العلمي والتكنولوجي بين الدول الإسلامية، فضلاً عن الأزمة في سوريا والصراع في مالي وقضايا الصومال وأفغانستان والسودان والأوضاع في جامو وكشمير.

دقيق ظروف

وأكّد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، أنّ «الدورة الحالية والتي تستضيفها مصر تأتي في ظروف حرجة ودقيقة تمر بها أجزاء من العالم والعالم الإسلامي، كمرحلة من أدق مراحل تاريخنا منذ نهاية الحرب العالمية الأولى».

اتهامات إشعال

واتهم أوغلو، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري، جهات داخلية وخارجية بإشعال الأزمات التي تعانيها الدول الشعوب الإسلامية، معتبراً أنّ «ميثاق التضامن الإسلامي الجديد بمعناه الحقيقي والذي عبرت عنه الخطة العشرية خير ضامن لتجاوز الأزمات»، فضلاً عن التعاون الاقتصادي والسياسي والتكافل الإسلامي، مردفاً القول: «تكتسب قمة القاهرة أهمية خاصة لأنها تنعقد في ظل تحديات كبيرة، ويأتي بجوار هذه التحديات التي تشمل شعوبنا ودولنا ومنطقتنا التحديات الدائمة للمنظمة والأمة الإسلامية وعلى رأسها الوضع في فلسطين»، مشيراً إلى أنّ «القمّة مطالبة بتبني استراتيجيات واضحة بشأن القضية الفلسطينية مالياً والدفاع عن القدس ورفع الحصار عن غزّة»، لافتاً إلى أنّ «اليوم الأول للقمة ستخصص جلسة نقاش خاصة حول موضوع الاستيطان».

أزمة مالي

وتطرّق أوغلو إلى الأوضاع في مالي ومنطقة الساحل الأفريقي، مشيراً إلى أنّها «مثار قلق المنظّمة لما تمثّله من زعزعة للسلام والاستقرار في كامل المنطقة»، معرباً عن كامل تضامن المنظّمة مع الحكومة الوطنية الانتقالية في مالي في ما تبذله من جهود لاسترداد سريع لمناطق سيطرت عليها جماعات مسلّحة شمال البلاد وكامل التأييد لاستعادة وحدتها الوطنية وسلامة أراضيها».

لافتاً إلى دعم مساعي الوساطة منظمة «الإيكواس» بقيادة بوركينا فاسو، كاشفاً عن تعيينه وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسولي مبعوثًا لمنظمة التعاون الإسلامي للأزمة في مالي ومنطقة الساحل، موجّهاً نداءً إلى كل الأطراف في مالي للسعي الحثيث لوضع إطار ذي مصداقية للمفاوضات والمصالحة في أقرب وقت ممكن.

معاناة سوريا

وأشار أوغلو إلى استمرار تدهور الأوضاع في سوريا، مشدّداً على ضرورة الخروج بموقف موحّد لرفع المعاناة عن الشعب السوري. كما لفت أوغلو إلى العديد من التحدّيات التي تجابه العالم الإسلامي في أفغانستان والصومال والأقليات المسلمة في العديد من مناطق العالم وعلى رأسها مشاكل الأقلية المسلمة في ميانمار وجنوب الفلبين وتايلاند وغيرهم من مناطق العالم.

قضيّة فلسطين

على الصعيد ذاته، أكّد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، أنّ «القضية الفلسطينية على رأس التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي على المستوى السياسي».

وقال عمرو خلال افتتاح اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للدورة إنّ «مصر تشرف باستضافة فعاليات الدورة الحالية لمؤتمر القمة الإسلامي في لحظة تاريخية يسعى فيها المصريون إلى بناء دولتهم الجديدة على أسس الحق والعدالة والحرية والديمقراطية بعد ثورة عظيمة أعادت لمصر دورها ومكانتها».

مضيفاً أنّ «المؤتمر الإسلامي والذي يعقد تحت عنوان «العالم الإسلامي تحدّيات جديدة وفرص متنامية» يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية في زمن تزداد فيه بؤر الصراع السياسي اشتعالًا والتحديات الاقتصادية ضراوة»، معرباً عن أمله في أن تنجح القمة في بلورة خطة عمل لتكثيف العمل السياسي وتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك في مواجهة تلك التحدّيات.

وأوضح عمرو أنّ «القضية الفلسطينية على رأس التحدّيات التي تواجهها الأمة الإسلامية على المستوى السياسي وهي حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط بل والعالم أجمع، ومن هنا أهمية أن تتواكب قرارات القمة مع التطورات السريعة والتوسع المحموم في بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية والذي زادت وتيرته عقب حصول فلسطين على وضعية الدولة المراقب غير العضو بالأمم المتحدة».

مواجهة استيطان

وأشار عمرو إلى أنّ «مصر خصّصت جلسة خاصة في أعمال القمة ليتداول فيها القادة الخيارات المتاحة لمواجهة سياسات الاستيطان الإسرائيلية والتصدي لمحاولات تهويد القدس المحتلة وعزلها عن محيطها الفلسطيني»، داعياً إلى العمل على وضع حد للمأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري جراء مطالبته بالحرية والكرامة والديمقراطية.

وإلى صياغة أفكار مشتركة تعزز جهودنا الرامية إلى تأكيد حقيقة أنه ليس هناك تعارض بين الإسلام ومؤسسات الدولة الحديثة ونبذ الصورة السلبية للدين الإسلامي وللمجتمعات الإسلامية في خارجها ورفع المعاناة التي تواجهها الجاليات المسلمة في دول عديدة جراء تنامى ظاهرة «الإسلاموفوبيا» ومظاهر التمييز الأخرى.

وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك