المزيد
كلينتون.. استراحة محاربة

التاريخ : 03-02-2013 |  الوقت : 01:11:13

في الوقت الذي يحاول فيه البعض التكهن بتوجهات وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري، وما هي القضايا التي سيحلها والقضايا التي ستعيق طريقه، لا يزال البعض يطرح نظريات لا يملك في الوقت الحالي الإشارات الكافية لإثباتها بشأن مصير الوزيرة السابقة هيلاري كلينتون.

وبغض النظر عن نتائج الملفات التي تدخلت فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، تظل كلينتون واحدة من الشخصيات التي أبت أن تغادر الإدارة الأميركية دون أن تترك بصمتها. حتى إن لحظة وداعها كانت أقرب إلى الاحتفال بنجم من هوليوود منها إلى توديع مسؤول.

لحظة أعادت البعض 5 سنوات إلى الوراء، عندما كانت تنافس أوباما على منصبه قبل أن تعمل تحت إدارته. ذات اللحظة فرضت سؤالا أو سؤالين على البعض، ماذا ستفعل بعد ذلك؟ هل ستحاول الترشح للرئاسة من جديد؟

ورغم نفيها المتكرر، إلا أن كثيرين ما زالوا مقتنعين بأنها ستحاول الترشح مرة أخرى. لم لا؟ فالأميركيون اختاروا لأول مرة في تاريخ بلادهم رئيسا من أصول إفريقية. ولكل شيء مرة أولى، وقد تكون هيلاري كلينتون أول امرأة تترأس الولايات المتحدة. من هذا المنطلق يصوغ البعض احتمال عودة كلينتون إلى دهاليز عالم السياسية.

ما الذي تحتاجه كي تحصل على منصب كهذا؟ دعم الحزب الديمقراطي؟ كثيرون يؤكدون مباركته لكلينتون واحتمال ترشيحها لانتخابات الرئاسة عام 2016.

إرادتها الشخصية؟ لم قد ترفض فرصة، ولو كانت ضئيلة، في أن تنهي تاريخها السياسي والدبلوماسي رئيسة لدولة وليست أي دولة، بدلا من وزيرة خارجية؟

العنصر الثالث والأهم؟ هل إنجازات كلينتون كافية لتوصلها إلى مقعد الرئاسة؟ أم أن ما قامت به طيلة عشرين سنة لا يحمل ما يكفي من الحبر كي يدون اسمها، بأحرف بارزة، في تاريخ السياسة الأميركية والدولية.

بلغة النقاد لم تحقق كلينتون نجاحات ترسخ اسمها في التاريخ. فإن تمت مقارنتها  بشخص كهنري كيسنجر مثلا، فإن نجمها لن يشع كفاية.

النقاد الأقل شراسة يجدون لذلك مبررات. البعض يقول إنه منذ عهد الرئيس ريتشارد نيكسون لم تفرض سيطرة على السياسة الخارجية كتلك التي فرضت في عهد أوباما، خاصة ملفات العراق وأفغانستان وبلدان الربيع العربي. عدا عن المبعوثين الذين كلفوا بحوالي 8 قضايا كان لها من الثقل الدولي ما يكفي كلينتون لتبرز أكثر.

والبعض الآخر يرى أن البنتاغون وأجهزة الاستخبارات بمواردها حرمت كلينتون فرصة التأثير في علاقة واشنطن مع دول وسط آسيا والخليج.

وقبل أن تغلق وزيرة الخارجية السابقة أدراج مكتبها، عصفت بملفاتها رياح الهجوم على السفارات الأميركية في عدد من الدول الإسلامية، بعد عرض فيلم مسيئ  للإسلام. كما أن مقتل السفير الأميركي كريس ستيفنز في بنغازي، كان خطأ لم تتمكن كلينتون، كما مجلس الشيوخ، من تجاوزه، واعترفت بأنه أسوأ ما طبع سيرتها الذاتية.

أما مساندوها فاستخدموا ذات الملفات لترجيح كفة الإنجازات، ونسبوا جزءا كبيرا من الانسحاب من العراق وأفغانستان إلى مجهوداتها. إضافة إلى تحديد ملامح  سياسة التعامل مع دول الربيع العربي، وتجاوز منعطفات حساسة في تاريخ العلاقات الأميركية الصينية، وعزل كوريا الشمالية وإيران.

ملفات كثيرة عملت عليها كلينتون، فشلت في بعضها أو نجحت، قصرت وتجاهلت بعضها على حساب البعض الآخر.

وملفات أخرى لم تسنح لها الفرصة في التعاطي مع تفاصيلها، أو استبعدت منها. فهل 3 سنوات كافية كاستراحة، تقيم خلالها أخطاء وزيرة الأمس التي قد تتجاوزها بسلطة رئاسة الغد؟ أم أنها ستكتفي بصفة الزوجة والأم، بعد أن كانت المحامية والسيدة الأولى وعضو مجلس الشيوخ ثم وزيرة الخارجية؟



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك