المزيد
لبنان والرابع من آب: عرب وعجم

التاريخ : 06-08-2020 |  الوقت : 10:23:22

وكالة كل العرب الاخبارية

د. محمد المبيضين

أقنع جمهور حزب الله وانصار إيران الرئيس اللبناني أن العرب لا يحبون لبنان، لذلك وجب عليه رمي البيض اللبناني في السلة الإيرانية والصينية، هذا الملاذ الذي كوّن الارتباك الراهن في لبنان والذي احالها إلى حالة «اللادولة» برغم أن لبنان الكبير كان أول الكيانات الوطنية الناضجة قبل مئة عام.
رميت لبنان في حضن العجم الإيراني، بعدما قدم لها العرب الكثير من الدعم والمال لإعادة الإعمار، منذ اتفاق الطائف، لكن مليشيات الطائفة والحزب اوجدت سردية أخرى عنوانها أن المال العربي افسد البلاد، وان المال الطاهر القادم فقط من قم وطهران هو الذي اعاد الدولة، وفي الحقيقة ان المال الطاهر استخدم لصالح جماعة واحدة، وان مقتل الرئيس رفيق الحريري كان عنوانا للثأر من ثنائية إيران والعرب ايهما أبقى وايهما أحق.
قتل الرئيس الحريري، وغرقت البلاد في الفوضى، وجاءت حرب تموز 2006 لتكرس المزيد من الفوضى وكان حصار السراي الحكومي ونصب الخيام في وسط المدينة عنوان جديد لهيمنة مليشيا الحزب، وكل ذلك لإنهاء أي قوة سياسية تقرر في البلد، دون موافقة حزب الله.
جاء الربيع العربي، وحاول لبنان التماس الحياد تجاه أزمة سوريا، لكنه أثقل بحرب الوكالة التي قادها الحزب لانقاذ نظام الأسد، عدا عن حجم اللجوء الكبير من سوريا، فصارت الدولة مستباحة، وبقي الهم الكبير كيف يدبر اللبنانيون مصائر البلد المستباح إيرانيا وبين شروط الداعمين العرب بالتخلص من الهيمنة الإيرانية.
لم يكن باستطاعة رئيس الجمهورية ميشيل عون القادم من تحالف الحزب والكتائب والأكثرية المارونية أن يفعل شيئاً، وفيما كان الدروز يتلمسون البقاء والنجاة من حروب الإقليم، كان على الأكثرية السنيّة اللبنانية ان تفقد كل قوتها، فقد حوصر رؤساء الحكومة من السنة عبر ممانعة الاكثرية من طرف الحزب وحركة أمل لكل القرارات، فانتهت البلاد أمناً وحدوداً وموانئ بيد الحزب ورجال الخراب والمصالح الفردية.
حيال ذلك لا يمكن الاستغراب بوجود اكثر من 2500 طن من المواد المتفجرة مخزنة منذ اعوام ومتروكة لشياطين الأنس، فالدولة التي استبيحت من كل قوى الإقليم، كان شرط بقائها هو ان يكون فيها للجميع ملاذات آمنة، ولكن خارج سياق مؤسسات الدولة، وهو ما جعلها ساحة مستباحة لتقاطع الغنائمية الطائفية والزعامة السياسية، فحصل ما حصل وربما القادم أعظم.
كان الحراك اللبناني قبل اعوام يدور حول النفايات، فإذا به يشهد بالتزامن تحويل المرفأ الكبير في بيروت لمكب مواد متفجرة، ولما قرر اهل لبنان أن على الكل الرحيل وان الفساد طال الجميع، كانت صواعق الفسق السياسي والخراب سريعة لتشعل النار في بلد يحبه كل العرب، ويريده كل العرب، بعكس ما يريد له كل العجم بمن فيهم من يسيطر على المطار أيضا.

الدستور

 


تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك