المزيد
سفير قطر بالاردن يكتب: قطر في عيدها من الرمضاء إلى الفضاء

التاريخ : 18-12-2012 |  الوقت : 11:14:22

كتب السفير القطري في عمّان زايد بن سعيد الخيارين - تحتفل دولة قطر بعيدها الوطني هذه الأيام، وقد اختزلت عقارب الزمن لتجعل منها نهوضاً وتقدما كجواد لا يشق له غبار عند السباق وعند الزحام.

وفوق رمضاء لم تقهرها قسوة الزمان، تنهض قطر بحكمة أميرها سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، فتستحيل الصحراء الى جنة غناء، يؤمها الناس في كل حين، ومن كل حدب وصوب.

قطر التي حطت باسمها على خارطة العالم، لم تكن في حقبة بعيدة مثلما هي (اليوم)، بعد ان تلاقحت الادارة بالارادة، ولعل في وجه (دوحتها) البهي ما جعلها منارة بين العواصم، وفضاء في سماء الأمم المتقدمة،عراقة وحضارة، تحوم فيه كواكب الازدهار والرقي ومعارج العلم والمعرفة.

واذا كان من حق قطر على القطريين، وانا واحد منهم، ان نكتب عنها في هذه المناسبة وكل مناسبة، فان هناك من الملايين من غير أهلها، يؤمنون بأن هذا الحمى العربي، ما وجد الا ليكون في خدمة أمته، مهما اختلفت الآراء.

ما كانت قطر يوماً منطوية على نفسها، لينعم ناسها بما وهبها الله، بل هي التي وهبت للآخرين من ابناء العروبة والاسلام وسائر البشرية، كل سعة، فلا غرابة ان يكون القادم والزائر الى قطر، والعامل فيها انساناً كريماً مكرماً، لا ينظر اليه الا كانسان، بصرف النظر عن لونه ودينه وجنسه، الا بما لا يتوافق مع المبادئ الوطنية، او يثير العداء والعداوة والبغضاء بين عباد الله الذين تواجدوا على هذا الثرى.

وعلى الصعيد السياسي، فمما لا شك فيه، ان العلاقات التي تربط قطر بمحيطها العربي والاسلامي، وكل دول العالم، علاقات حميمية، ذلك ان الدول المحبة للحرية والسلام وتسعى لتجذير قيم الأمن والأمان، تجد قطر دولة يدها ممدودة، لا انقباض لها ولا تشدد في مس المصير او تعكير صفو الشعوب.

واما الحديث عن العلاقة القطرية – الاردنية، فهي علاقة تأسست على ترسيخ المبادئ والتوحد، اكدت عليها القيادة في البلدين الشقيقين، منذ القدم، اذ تعود الذاكرة بهذه العلاقة، عندما حطت طائرة "صقر قريش" بالراحل العظيم الحسين بن طلال طيب الله ثراه، العائد إلى عمان من مشفى مايوكلينك في الولايات المتحدة الاميركية التي تلقى فيها العلاج، فكان سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في استقباله، مهنئاً جلالته بالسلامة.

ومنذ ثمانية اشهر على وجودي، كسفير لدولة قطر في المملكة الأردنية الهاشمية، فانني لم اشعر يوماً، بالغربة، أو انني زائر أو مقيم، حالي حال الجالية القطرية، التي لم أتلق من فرد واحد من أفرادها، شكوى، او مظلمة او تذمراً، او انه تعرض لحظة الى اساءة او تنغيص، من واحد من ابناء هذه الأسرة الأردنية الكريمة الأصيلة، لا بل، كل حفاوة وتكريم ومحبة واحترام .

اذاً، هي علاقة الشعب الواحد، في ظل الأواصر التي تجمع الشعبين الشقيقين، علاقة الدولة المحبة للعرب، بالدولة المحبة للعروبة، وكل ما يصب في مصلحة الأمة من استثمار، عماده المواطن، سواء في قطر او الأردن، حيث تستثمر دولة قطر في المملكة، مشاريع نحسبها في مقدمة الاستثمارات القطرية في هذا البلد العزيز، وبالمقابل، فان المواطن الاردني، مواطن مرحب به (في بلده الثاني) ولما عرف عن الأردنيين من كفاءة وشهامة وأصالة.

ثمانية أشهر لي في عمّان الجبال السبعة، أحسبها أجمل لحظات العمر بين الأهل والربع، وكأني بهذه الأشهر عمراً يمتد من يوم المولد.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك