المزيد
دعم الإمارات للأردن بلا ضجيج إعلامي

التاريخ : 19-01-2020 |  الوقت : 03:31:38

سياسة الدول في التعامل مع الإعلان عن المساعدات والمنح الخارجية التي تقدمها إلى الدول الأخرى تحكمها استراتيجيات متعددة، من أبرزها استراتيجيتان، الأولى تقوم على التضخيم الإعلامي، فيما تستند الثانية إلى رسوخ العلاقات بين الدول، بعيداً عن حملات العلاقات العامة.
الاستراتيجية الأولى أهدافها تتمثل في سعي الدولة المانحة إلى تحقيق أهداف دعائية لتعزيز مواقفها وسياساتها، والوصول إلى جمهور الدولة التي تتلقى المساعدات لتحسين صورتها، حتى وإن بقي ما تم تداوله من دعم مجرد إعلان، وحبراً على ورق. فيما يعكس تعامل دول أخرى مع المنح التي تقدمها سياسة رصينة هدفها دعم الحلفاء والأصدقاء والوقوف إلى جانب الشعوب، من دون اعتبار لتحقيق مكاسب دعائية.
الأسبوع الماضي قدمت الإمارات منحة جديدة للأردن قيمتها 300 مليون دولار أمريكي لدعم الحماية الاجتماعية والتعليم، دون أن يصدر بشأنها أي تصريح من المسؤولين الإماراتيين، حيث جاء الإعلان عنها أردنياً خالصاً، لتؤكد دولة الإمارات بذلك أن وقوفها إلى جانب الأردن يأتي ترجمة لموقف مبدئي راسخ، بعيداً عن التضخيم الإعلامي.
الإمارات ترى دائماً في مساعداتها الخارجية بُعداً استراتيجياً وإنسانياً غير مرتبط بملفات سياسية أو حملات دعائية لترسيخ صور ذهنية إيجابية عنها، أو لتلميع مواقفها تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وهذا ما تؤكده محافظة الإمارات على مكانتها ضمن المانحين الدوليين الأكثر سخاء في مجال المساعدات التنموية الرسمية، حيث قدمت في الأعوام الخمسة الماضية ما نسبته 1.31 % من دخلها القومي، فيما تبلغ النسبة العالمية التي حددتها الأمم المتحدة كمقياس عالمي لجهود الدول المانحة 0.7 %.
التوجه الإماراتي نحو دعم الأردن ليس جديداً، ففي السنوات الماضية قدمت الإمارات منحة للمملكة بقيمة 1.25 مليار دولار، وبعدها حزمة المساعدات الاقتصادية بقيمة 833 مليون دولار والتي جاءت ضمن «قمة مكة»، وهذه المنح والمساعدات مولت العديد من المشاريع التنموية ولم يرافقها أي ضجيج إعلامي أو مؤتمرات صحفية، لتسجيل المواقف، وبرغم تباين وجهات النظر إزاء بعض القضايا الإقليمية – وهذا مفهوم في علاقات الدول-، فإن الإمارات ظلت على الدوام إلى جانب الأردن، لأن العلاقات بين الدولتين أكبر وأعمق من مجرد مصالح سياسية متبادلة، بل هي شراكة حقيقية ومواقف صلبة تعززها روابط تاريخية راسخة.
الدعم الإماراتي للأردن لا يتوقف عند حدود المنح، فهناك نحو 300 ألف أردني يعيشون في الإمارات وصلت تحويلاتهم المالية إلى ما يقارب مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، وهذه التحويلات تعتبر من أهم روافد دعم الاقتصاد الأردني، ويلمس الأردنيون في الإمارات مدى التعامل الإيجابي معهم وتمكينهم من العيش والعمل بحرية تامة.
بالمختصر، هناك دول يراهن على مواقفها وديمومة وقوفها إلى جانب الدول الصديقة والشقيقة، ودول ينطبق عليها المثل القائل «أسمع جعجعة ولا أرى طحناً»، وتلك لا ترى في علاقاتها سوى مصالح موسمية، وتلميع لصورتها عبر الضجيج الإعلامي.

وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك