المزيد
مسجد قيسارية الأموي خمارة إسرائيلية

التاريخ : 16-12-2012 |  الوقت : 12:44:42

عندما تحين ساعة الظهر كل يوم تكتظ بيوت الله في أرجاء الدنيا بآلاف المصلين، لكن مسجد قيسارية الأموي المحتل منذ نكبة فلسطين عام 1948 يختنق بالرواد والزائرين الذين يؤمونه لتناول الطعام واحتساء الخمر، بعدما حولته إسرائيل لمطعم وخمارة.

ومسجد قيسارية ليس يتيما، فحيثما تجول الزائر في ربوع البلاد يرى مساجد تاريخية مهجورة تسكنها البوم والغربان أو حُولت إلى مخازن وحظائر ومتاجر وكنس، بيد أن حالة مسجد قيسارية الساحلي الجميل صارخة.

يضم المسجد الحجري اليوم خمارة يعرض فيها نحو تسعين نوعا من الخمور للبيع، وقد سيطرت عليه شركة "تطوير قيسارية" بدوافع تجارية، لكنها ليست المسؤولة الوحيدة عن انتهاك حرمته.

انتهاك المقدسات ويوضح الباحث في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى أن وزارة الأديان الإسرائيلية تشارك في انتهاك حرمة مقدسات المسلمين برفضها ترميمها والاعتراف بها قانونيا كمكان للعبادة.

ويقول للجزيرة نت إن أجهزة القضاء وأوساط الرأي العام والمثقفين اليهود يشاركون بأشكال مختلفة بانتهاك المقدسات، لافتا النظر لترويج وسائل إعلام عبرية للمطعم والخمارة.

وفعلا تنشر بعض الصحف العبرية إعلانات تجارية تشمل صور خمارة فاخرة، تبدو فيها مئذنة المسجد، مع صور لأصحاب المطعم وهم يمسكون بأيديهم كؤوس الخمر.

كذلك تدعو إعلانات مماثلة لحفلات غنائية  تتخللها مسابقات خاصة لاختيار أجود أنواع النبيذ في الموقع الأثري التاريخي النادر.

قيصرية وقيسارية مدينة فلسطينية عريقة تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، بناها الكنعانيون، وكان الرومان قد دعوها "قيصرية" نسبة إلى القيصر الروماني أغسطس، وفتحها معاوية بن أبي سفيان عام 19 هجري/  640 م.

وتمنع "شركة تطوير قيسارية" المسلمين من إقامة الصلاة حتى بمحاذاة المكان، وتتعامل معه كصرح تاريخي لا مكان مقدس.

لكن المسلمين داخل أراضي 48 لم يسلموا بالأمر الواقع، وهم يواصلون السعي لتحرير المسجد من عمليات التدنيس وفتحه للصلاة مجددا.

وكان صوت الأذان ارتفع في المسجد للمرة الأولى منذ نكبة 1948 في السابع من يناير/كانون الثاني عام 1993، بعدما نظمت "مؤسسة الأقصى" صلاة جمعة فيه كان خطيبها رئيس الحركة الإسلامية رائد صلاح.

ويستذكر الصحفي سمير أبو الهيجاء المقيم في قرية عين حوض المجاورة أن الشيخ صلاح كرس حينها خطبة الجمعة للحديث عن مئات المساجد والمصليات والمقابر التي "داستها يد التدمير والتدنيس الإسرائيلية بفظاظة نادرة".

لكن عودة الروح للمسجد الأموي كانت لمرة واحدة فقط، بعدما سارعت "شركة تطوير قيسارية" لإغلاق المكان في وجه من يطلب الصلاة فيه، وتخضع الزائرين للتفتيش.

ورغم الصرخات والاحتجاجات والمكاتبات التي قامت بها "مؤسسة الأقصى" وهيئات تمثيلية لفلسطينيي الداخل، لم يرفع الظلم عن مسجد قيسارية والعشرات من أمثاله داخل أراضي 48.

ومن مراجعة الردود الرسمية يستدل أن إسرائيل اعتمدت التجاهل أو المماطلة والوعود الكاذبة بشكل منهجي انسجاما مع توجهاتها بتكريس يهوديتها وطمس كل ما هو سواها.

مسجد بئر السبع ويتجنّد الجهاز القضائي في إسرائيل للمحافظة على هذه الرؤية والأهداف، كما اتضح في قرار المحكمة المركزية في بئر السبع الصيف الماضي التي رفضت الالتماس لفتح المسجد العثماني الكبير للصلاة، وأبقته "مركزا ثقافيا".

وفي رد على التماس قدمته منظمة "عدالة" في 2004، فرضت محكمة إسرائيلية في قرار مرحلي على الدولة العمل على صيانة الأوقاف الإسلامية أسوة بالأماكن المقدسة لليهود، استنادا لقانون الحفاظ على الأماكن المقدسة في إسرائيل من عام 1967.

ويوضح الناطق بلسان "مؤسسة الأقصى" محمود أبو عطا أن إسرائيل كعادتها تواصل التهرب  والتستر خلف أعذار واهية كقلة الميزانيات والمماطلات، لافتا إلى بقاء الحكم القضائي المذكور حبرا على ورق.

عضو الكنيست طلب الصانع -ابن مدينة بئر السبع- يبدي أسفه لبقاء المساجد بهذه الحالة المأساوية بخلاف حالة الكنس في دول عربية.

ويقول إنه أصيب بالدهشة يوم زار دمشق عام 1997 واطلع على أحوال الكنس الكثيرة فيها والتي ما زالت  بـ"الحفظ والصون"، ويتابع "وقتها زرنا كنيسا ووجدنا عمالا فلسطينيين من مخيم اليرموك يقومون بترميمه".



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك