المزيد
مؤتمر وارسو.. حضور روسي وغياب إيراني

التاريخ : 14-02-2019 |  الوقت : 10:53:11

في الوقت الذي يستكمل فيه مؤتمر وارسو للأمن والسلام في الشرق الاوسط اعماله اليوم الخميس، تعقد قمة تضم الرئيس الايراني روحاني والتركي اردوغان والروسي بوتين في سوتشي.
تزامن يحمل مؤشرات عن تنافس وتصارع اقليمي ودولي يمس العديد من الملفات المتداخلة بين امريكا وروسيا تفوق في اهميتها ايران سواء من حيث اختيار المكان ام الزمان؛ فالمؤتمر فرغ من مضمونه الايراني بعد اعتراض طهران على تسمية المؤتمر لتسحب منه بولندا احد العناوين البارزة فيه وهو التهديدات الايرانية، ولتتبعه ممثلة السياسة الخارجية الاوروبية موغريني بالإعلان عن غياب المانيا وفرنسا عن المؤتمر المتعثر في حين فضلت مصر خفض مستوى تمثيلها لنائب وزير الخارجية.
فالمؤتمر عانى من سوء التنظيم ومن التجاذبات القوية بين روسيا واوروبا وامريكا؛ وبات محل جدل كبير يفوق الجدل الدائر حول ايران ومزاعم التهديدات التي تمثلها على السلم والامن العالمي، في حين ان حرص بولندا على انعقاده على اراضيها ارتبط بالعلاقة الوثيقة التي تجمع اليمين البولندي بالرئيس ترمب ووعوده بتحويل بولندا الى ميناء لتصدير الغاز الامريكي الى القارة الاوروبية، يضاف اليه مساعي امريكا لمحاصرة النفوذ الروسي في وسط وشرق القارة الاوروبية اذ اعلن بومبيو وزير الخارجية مساء او امس نية امريكا اعادة نشر قواتها في وسط وشرق القارة الاوروبية ومن ضمنها بولندا.
المؤتمر فشل في تحقيق اهدفه بهذا المعنى وتحول الى ساحة للتصارع الدولي؛ اذ يقف على طرفي خطوط التماس كل من روسيا وايران وتركيا والولايات المتحدة الامريكية والكيان الاسرائيلي؛ ما يجعل من مؤتمر وارسو مؤتمرا اقليميا سرعان ما اتخذ طابعا دوليا تأزيميا سارع الاتحاد الاوروبي الى النأي بنفسه عنه، واسهم بذلك نقاط التماس الساخنة للولايات المتحدة المشدودة بقوة من اليمن فسوريا الى القرم لتنتهي في بولندا وبحر البلطيق بشكل سهل تمزقها وتشتتها.
مشاركة الاردن في هذا السياق تطرح تساؤلات حول مستوى التمثيل والاهداف المتحققة؛ فالأردن بات معنيا بالانفتاح على محيطه وتجنب ملفات التأزيم الكبرى التي تعيق حركته في الملف الفلسطيني والعراقي والسوري؛ مسألة على الارجح  ستترك تداعيات ولو محدودة على فاعلية السياسة الاردنية الخارجية الا انها لن تعيفها بالكامل؛ ففي المحصلة النهائية حضرت روسيا في وارسو وغابت طهران ودول الاتحاد الاوروبي بشكل غير متوقع، في حين حرص الكيان الاسرائيلي على حضور التطبيع وصفقة القرن المشؤومة ولو من خلال الاستعراض على الاقل.وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك