المزيد
الصراعات داخل حکومة الرزاز

التاريخ : 14-02-2019 |  الوقت : 10:13:52

تتسرب المعلومات، حول وجود صراعات داخل حكومة الدكتور عمر الرزاز، وھذه الموجة من التسریبات حدثت في أعقاب الكلام عن التعیینات التي أحدثت ضجة كبیرة. 

في كل الحالات ھذه الصراعات لیست جدیدة من نوعھا، إذ أن أغلب الحكومات شھدت صراعات مختلفة، على مستوى وجود لوبیات مصغرة داخل الحكومة نفسھا، تتمحور حول وجود شلل وزاریة، تحاول أن تتفاھم معا، أو أن تسیطر على قرار رئیس الحكومة، وفي حالات أخرى، وزراء من جماعات ذات لون سیاسي، تفكر بطریقة مختلفة، بحیث تكون ھناك مجموعةّ لیبرالیة، أو محافظة، او تحت أي مسمى.

الحكومة الحالیة، لن تكون قادرة على إخفاء الصدع الداخلي، حتى لو جرت مصالحات بعیدا عن أعین المراقبین، خصوصا، مع ما یسربھ وزراء من داخل الحكومة ذاتھا إلى نواب وأعیانّ وإعلامیین، عما یجري من إشكالات ھذه الفترة، ولربما یكون مطلوبا من الرئیس أن یحضَ بعض من عنده على الصمت.

لكن الأھم بعیداً عن ھذه الصراعات، یرتبط جذریا بكلفة ذلك على المشھد العام في الأردن، فنحن أمام وضع معقد جدا، على المستوى السیاسي والاقتصادي والاجتماعي، ولا یھم عامة الناس الحدیث عن ھذه الصراعات، التي تعكس ترفاً لیس في وقتھ أمام حجم التحدیات التي یواجھھا الأردن حالیا على كل المستویات، مثلما أن ھذه الانقسامات لا تتطابق في الأساس، مع ھویة بلد باقتصاد ضعیف، ومحاط بكل أنواع الأخطار في الإقلیم.

رئیس الوزراء جاء ببرنامج تجدیدي على أساس شخصیتھ التي تمزج بین المحافظین واللیبرالیین، لكن خبرتھ القلیلة في القطاع العام، وتعقیدات التكنوقراط، وطبیعة بنیة الحكوم ومؤسساتھا، وتعقیدات البرلمان، والجماعات المؤثرة سیاسیا واجتماعیا ودینیا، ووجود خصوم غیر ظاھرین داخل الحكومة ذاتھا، أو خارجھا، أدى في المحصلة إلى خضوع الحكومة
لاعتبارات كثیرة، تؤدي فعلیا إلى حالة مساكنة مع كل ھذه الظروف، بحیث تصیر الأولویة ھي النجاة، بدلا من التجدید والتغییر.

ھذا یعني أن طموحات رئیس الوزراء، اختلفت الیوم، إلى حد كبیر، ولا یمكن لھ بعد استبصار كل ھذه المعادلات المعلنة والخفیة، أن یبقى بسرعتھ ذاتھا، أو بذات طموحاتھ الأولى.

إجراء عملیة جراحیة للحكومة، لن یغیر من الواقع شیئا، لأن إخراج بعض الرؤوس من الحكومة، لن یرد الروح الیھا، وواقع الحال یؤكد الیوم، أن توزیر أسماء معروفة، باعتبارھا ضامنة للحكومة، أو أنھا مظلات حمایة لھا، بسبب ھویتھا السیاسیة، او تعریفھا الشعبي العام، أمر لم یعد منتجا، بعد أن أصبحت قصة وجود وزیر مھمتھ أن یكون بمثابة ”الكفیل“ لشخص الرئیس أمام الرأي العام، قصة غیر منتجة أبدا، وتعبر أیضا من جھة أخرى، عن الضعف الشدید في بنیة الحكومة العامة.

مشكلتنا في الأردن، أن الحكومات إذا سلمت من ضغوطات أو تدخلات بقیة المؤسسات في الدولة، وتم منحھا الحمایة والمساحة الكاملة للعمل، لا تسلم من صراعاتھا الداخلیة، وكأننا أمام قدر یقول إن لا مرحلة تمر دون ھدوء، فإما مراكز قوى في الدولة تضغط على الحكومة وتربكھا، وإما مراكز قوى داخل الحكومة ذاتھا، تضغط على بنیتھا الداخلیة.

لم تعد القصة الیوم قصة لیبرالیین أو محافظین، ھذا على الرغم من أن اللیبرالیین بشتى درجاتھم باتوا في أضعف حالاتھم، مقارنة بالمحافظین الذین یمثلون طبیعة المجتمع، بكل ما على ھذا التیار من مآخذ مختلفة، لكنھم یبقون الأقرب إلى الناس، برغم كل أخطائھم.

الغدوكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك