المزيد
جولة في البتراء .. المملكة الاسطورية !

التاريخ : 12-12-2018 |  الوقت : 12:01:37

الأردن – د.جمال المجايدة : زرت مدنية البتراء الاردنية التاريخية برفقة عائلتي في مطلع ديسمبر 2018 , لقضاء امتع الأوقات في تلك المملكة الأسطورية الشامخة التي لاتزال احد عجائب الدنيا السبع و التي ستظل تثير دهشة العالم حتي اخر الزمان .

ركبنا السيارة صباحا من منزلنا في العاصمة عمان باتجاه جنوب وسط الاردن وسط جو شتوي بارد ومنعش وشمس دافئة , وبعد اكثر من ثلاث ساعات وصلنا الي الاعجوبة الانسانية النادرة التي تكاد تكون درة الاردن التاريخية للعالم كله .

وصلناها ظهرا لتبدو المدينة الاعجوبة ماثلة امام اعيننا محفورة في الصخر ومختبئة خلف حاجز منيع من الجبال المتراصة التي بالكاد يسهل اختراقها تحظى بسحر غامض .

لم نشأ نصدق اعيننا امام جمال ورهبة البتراء تلك المدينة الوردية المحفورة في الصخور الجبلية الشاهقة , ورحنا نتساءل جميعنا هل مانراه حقيقة ام خيال؟

فضلنا عدم ركوب الخيول التي تنقل الزوار الي عمق المدينة ورحنا نمشي لكي نتابع كل تفاصيل البتراء الاعجوبة الخالدة من اكثر من الفي عام مضت , وواصلنا المرور بالسيق وهو ممر طريق ضيق ذو جوانب شاهقة العلو التي بالكاد تسمح بمرور أشعة الشمس مما يضفي تباينا دراماتيكيا مع السحر القادم وفجأة يفتح الشق على ميدان طبيعي يضم الخزنة الشهيرة للبتراء المنحوتة في الصخر والتي تتوهج تحت أشعة الشمس الذهبية .

واعتقد جازما ان مبني الخزنة المنحوتة في الصخر باعمدتها الرخامية واقواسها هو الذي الهم فيما بعد كل عباقرة الهندسة والتصميم المعماري في العالم لتصميم المباني والقصور التاريخية في كافة ارجاء المعمورة .

واثناء التجوال وسط جموع الزوار من مختلف الجنسيات والثقافات وجدنا ان هنالك العديد من الواجهات التي تغري الزائر طيلة مسيره في المدينة الأثرية، وكل معلم من المعالم يقود إلى معلم آخر بانطواء المسافات .

إن الحجم الكلي للمدينة علاوة على تساوي الواجهات الجميلة المنحوتة يجعل الزائر مذهولا ويعطيه فكرة عن مستوى الإبداع والصناعة عند الأنباط الذين جعلوا من البتراء عاصمة لهم منذ أكثر من 2000 عام خلت.

ومن عاصمتهم تلك استطاع الأنباط تأسيس شبكة محكمة من طرق القوافل التي كانت تحضر إليهم التوابل والبخور والتمر والذهب والفضة والأحجار الثمينة من الهند والجزيرة العربية للإتجار بها غربا.

نتيجة للثروة التي حصلوا عليها، قاموا بتزيين مدينتهم بالقصور والمعابد والأقواس. وحالما تنطلق من بوابة مدخل المدينة يبدو الوادي رحبا ومفتوحا .

إن هذا القسم هو مدخل ضيق يعرف بباب السيق. أول ماتمر به هو مجموعة الجن وهي عبارة عن مجموعة من ثلاثة مكعبات صخرية تقف إلى اليمين من الممر ولدى عبور المزيد خلال الشق يرى الزائر ضريح المسلات المنحوت في المنحدر الصخري وفي لحظة يتحول الممر من عريض إلى فجوة مظلمة لا يتجاوز عرضها عدة أقدام وفجأة وعلى بعد عدة خطوات تحصل على أول رؤية لأروع إنجاز للبتراء وهي الخزنة التي تبدو للعيان تحت أشعة الشمس الحارقة والمنحوتة في الصخر .

مدينة البتراء الأردنية يعرفها زائروها والقارئون عنها باسم (المدينة الوردية) نسبة إلى لون الصخور التي شكلت بناءها الفريد، وهي مدينة أشبه ما تكون بالقلعة، وقد كانت عاصمة لدولة الأنباط .

المدرج الروماني

بعدها توجهنا عبر الوادي لمشاهدة المدرج الروماني في مدينة البترا والذي يستوعب 2500 شخصا كما زرنا مبني المحكمة المنحوت علي قمة جبل وردي يطل علي المدينة من الجهة الشرقية وفي مواجهة قصر البنت والمتحف الروماني الممتد في قلب سلسلة جبال وادي رم , كما زرنا الكهوف التي عاش فيها اقوام من دولة الانباط قبل الفي عام والتقطنا فيها الصور وتحدثنا عن شكل الحياة كيف كانت وكيف هي اليوم , وبين كل جولة واخري يعترضنا الباعة الجائلون من ابناء بادية الاردن ذوي البشرة الداكنة والشعر الاسود الطويل للجنسين ليعرضوا علينا شراء التحف

الي ان مررنا برجل مسن كان يعزف علي الربابة وهو يدخن التنباك العربي وحوله احفادة يجمعون مايجيد به الزوار عليه مقابل الاستمتاع لصوت موسقي ربابة البدوي العجوز .

غادرنا البتراء في المساء والاسئلة لاتزال حائرة تطاردنا عن سر المدينة الوردية هل كل ماشاهدناه كان حقيقة ام خيال ؟ انها حقا مدينة اسطورة واعجوبة تركها الانباط للانسانية وللعالم اجمع !

 

معلومات تاريخية !

البتراء مدينة تاريخية تقع في الأردن جنوب البلاد 225 كم جنوب العاصمة عمّان إلى الغرب من الطريق الرئيسي الذي يصل بين العاصمة عمّان ومدينة العقبة

هي عبارة عن مدينة كاملة منحوتة في الصخر الوردي اللون (ومن هنا جاء اسم بترا وتعني باللغة اليونانية الصخر) (يقابله باللغة النبطية رقيمو) والبتراء تعرف أيضا باسم المدينة الوردية نسبة إلى لون الصخور التي شكلت بناءها، وهي مدينة أشبه ما تكون بالقلعة.بناها الأنباط في العام 400 قبل الميلاد وجعلوا منها عاصمة لهم.

وعلى مقربة من المدينة يوجد جبل هارون الذي يعتقد أنه يضم قبر النبي هارون والينابيع السبعة التي ضرب موسى بعصاه الصخر فتفجرت.

اختيرت البتراء بتاريخ 7/7/2007 كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة

كانت البتراء عاصمة لدولة الأنباط وأهم مدن مملكتهم التي دامت ما بين 400 ق م وحتى 106 م، وقد امتدت حدودها من ساحل عسقلان في فلسطين غربا وحتى صحراء بلاد الشام شرقا .

ومن شمال دمشق وحتى البحر الأحمر جنوبا شكل موقع البتراء المتوسط بين حضارات بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام والجزيرة العربية ومصر أهمية اقتصادية فقد أمسكت دولة الأنباط بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكانها وكانت القوافل التجارية تصل إليها محملة بالتوابل والبهارات من جنوب الجزيرة العربية والحرير من غزة ودمشق والحناء من عسقلان والزجاجيات من صور وصيدا واللؤلؤ من الخليج العربي .

نهاية دولة الأنباط كان على يد الرومان عندما حاصروها ومنعوا عنها مصادر المياه سنة 105 وأسموها الولاية العربية. وفي سنة 636 أصبحت البتراء تعيش على من تبقى من سكانها على الزراعة لكن الزلزال الذي أصابها سنة 746/748 وزلازل أخرى أفرغتها من أهلها .

وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك