المزيد
لأجل من يموت الجنود في أفغانستان؟

التاريخ : 05-12-2018 |  الوقت : 08:27:52

وكالة كل العرب الاخبارية - قتل ثلاثة جنود أمريكيين آخرين في أفغانستان في انفجار قنبلة على جانب الطريق قبل عدة أيام وأصيب ثلاثة آخرون بجروح. يتم حجب أسمائهم في انتظار إخطار أقرب الأقرباء. هذه الوفيات، بالإضافة إلى الرقيب لياندرو جاسو الذي قُتل في تبادل إطلاق النار يوم السبت الماضي، يرتفع عدد الجنود الذين قتلوا في أفغانستان هذا العام إلى 13 جنديا. ما لم يتم إجراء تغييرات رئيسية في السياسة الاستراتيجية للولايات المتحدة، فلن يكون هؤلاء آخر من يموت.

خلال جولتي القتالية الثانية في أفغانستان في 2010-2011، سافرت في أنحاء البلاد على نطاق واسع لأداء واجبي. وتعرضت القاعدة التي مكثت فيها لأكثر من 12 هجوما صاروخيا. ذات مرة نجوت بأعجوبة من ضربة قاضية بقذيفة هاون، وكنت في قافلة أصيبت بعبوة ناسفة، وكنت في موقع قتال تعرض إلى هجوم بآلة رشاشة من حركة طالبان، وتجنبت بشق الأنفس المشي فوق عبوة ناسفة أثناء دورية راجلة.
كنت محظوظا. لم أتعرض أنا أو أحد من زملائي في الفرقة  للقتل أو الجرح، بسبب تلك الهجمات. على أي حال، نتيجة لتلك الأخطاء المتعددة، أدركت أنه لا يوجد ضمان بأنني سأخرج من أفغانستان على قيد الحياة.
عندما استمتعت بعيد الشكر الجميل مع عائلتي في عطلة نهاية الأسبوع الماضية - الآن بعد  ثلاث سنوات من تقاعدي - تساءلت عما كان سيكون عليه حالهم في هذا اليوم لو أن الله لم يسلم حياتي في ذلك الوقت. كيف كانوا قد تعاملوا مع الأمر بألم شديد حين يقال أن والدهم قُتل في القتال؟
بالنسبة لي، ولوليام ونيكولاس، كان مجرد تمرين ذهني. لكن بالنسبة لآلاف الأبناء الآخرين، البنات، الأمهات، الآباء والأرامل، لا يوجد شيء نظري حول هذا الأمر: عانى الكثيرون في صمت في نهاية الأسبوع الماضي، لأنهم قد مروا مرات لا تحصى منذ مقتل أحبائهم في أفغانستان (أو العراق، سوريا، أفريقيا أو غيرها من الأماكن التي تجري فيها العمليات القتالية بشكل دائم) – مثل أفراد الأسرة الرقيب الباقيين جاسو.
السؤال الذي يجب على كل أمريكي – وبشكل خاصة قياداتنا في واشنطن - الإجابة عليه هو: ما الفائدة التي حدثت لبلدنا نتيجة لهذه الأحزان والألم المتفاقم الذي تحملها هذه الأقلية الصغيرة من مواطنينا؟ أعرف ما هي القصة التي يتم سردها في الأماكن العامة، لكنني أيضًا أدرك تمامًا الحقيقة .
فالأمر الذي  يتردد على الاغلب الآن هو: إن أحد أفراد قوات الولايات المتحدة قد قُتل أثناء عمله، وفقدانه أو فقدانها أم محزن، وتم الإشادة به بسبب «خدمته للأمة»، وأشيد به كبطل يجب أن يفخر به جميع الأمريكيين. الحقيقة – وبشكل خاصة فيما يتعلق بأفغانستان - هي أن حياتهم ضاعت دون أي مكسب للأمن القومي لبلدنا؛ لا يوجد شيء بطولي في التضحية بحياة جنودنا في السعي وراء مهمة لا يمكن تحقيقها.
قلت لأول مرة للجمهور الأمريكي عن عدم التوافق بين التصريحات العامة للتقدم من قبل كبار المسؤولين والواقع  على الأرض هناك. وكنت قد طرحت هذا السؤال المنمق: «كم عدد الرجال الذين يجب أن يموتوا لدعم مهمة غير ناجحة وجاءت بعد أكثر من سبعة سنوات من التصريحات التفاؤلية التي اصدرها القادة الأمريكيين في أفغانستان؟» وكما هو واضح، فقد قتل وجرح الآلاف منذ ذلك الحين، ومع ذلك فإن الدليل الواضح على الفشل الإستراتيجي الدائم مستمر بدون توقف.
كانت هذه الحقائق في عام 2009 عندما جادلت لأول مرة ضد زيادة عدد الجنود التي أمر بها باراك أوباما، وفي عام 2012 عندما نشرت تحليلاً مفصلاً لماذا لم نكسب الحرب، وما زال الوضع قائماً حتى اليوم: لا يمكن كسب الحرب في أفغانستان بالقوة العسكرية، وجود قوات على الأرض هناك لا يمنع الهجمات الإرهابية ضد وطننا، وبغض النظر عن عدد الجنود الذين نقوم بنشرهم هناك أو عدد السنوات التي بقوا فيها، فإن أمن بلدنا لن يتحسن.
الأمر الأكثر منطقية بالنسبة لأميركا الآن هو إنهاء الحرب على الفور، وإعادة نشر قواتنا بعيدا عن من الطريق المؤذي، ومواصلة حماية بلادنا بطرق تجعلنا فعليا في أمان (مثل أجهزة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع العالمية، بما في ذلك التعاون الوثيق بين مسؤولي تنفيذ القانون الفيدرالي والحكومي).
إذا واصلنا تجاهل هذه الحقيقة الجلية بشكل واضح وفشلنا في إنهاء الحرب، سنستمر في التضحية بأغلى دماءنا من دون جني ربح لبلدنا، وسرعان ما سيتم نسيان الرقيب جاسو والثلاثة الذين ماتوا قبل أيام.
إن أفراد القوات المسلحة يستحقون أفضل من ذلك بكثير وتستحق بلادنا أن تكون آمنة حقا. التمسك بالأسطورة والبقاء في أفغانستان إلى الأبد سيمنع كلا الأمرين.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك