المزيد
تركيا تبسط وجودها العسكري في سورية من بوابة "الجيش الوطني

التاريخ : 13-08-2018 |  الوقت : 12:45:18

تسعى المعارضة السورية  في شمال سورية على تاسيس ما يسمى  بـ" الجيش الوطني" بمساعدة تركيا وذلك إذا ما تمكنت المعارضة من إنهاء الخصومات الفئوية فيما بينها، لبسط سيطرتها على مناطق نفوذها شمال غرب سورية، في محاولة منها لمنع محاولات الجيش السوري دخول المنطقة.
ويمثل هذا المسعى عنصرا أساسيا في خطط المعارضة المدعومة من تركيا لتأمين شريط من الأرض يشكل جزءا من آخر معقل كبير للمعارضة في سورية وفرض حكمها عليه.
وقد ساعد وجود القوات التركية على الأرض في حماية هذا الشريط من هجوم سوري عليه عليه.
وكان  الرئيس السوري بشارالأسد قد تعهد باستعادة "كل شبر" من الأرض السورية ورغم أنه استرد السيطرة على معظم أنحاء البلاد فإن الوجود التركي سيعقد أي حملة عسكرية حكومية في الشمال الغربي.
وتجاوز دور تركيا دعم الفصائل السورية المتحالفة إلى إعادة بناء المدارس والمستشفيات. كما فتح البريد التركي خمسة فروع له على الأقل في المنطقة.
ويقول العقيد هيثم العفيسي قائد "الجيش الوطني" إن إنشاء هذه القوة لم يكن بالمهمة السهلة خلال السنة الأخيرة.
وقال في مقابلة ببلدة اعزاز قرب الحدود التركية "نحن ننتقل في تطوير الجيش من مرحلة إلى مرحلة. ونحن اليوم في بداية التنظيم، أمامنا صعوبات كثيرة ولكن نعمل على تجاوزها".
وفي أواخر الشهر الماضي أصدر تعليمات لقادة "الجيش الوطني" تقضي بمنع المقاتلين من "إطلاق النار العشوائي منعا باتا" والالتزام بارتداء الزي العسكري و"التعاون الكامل مع قيادة الشرطة العسكرية... فالشرطة العسكرية تمثل قوة القانون والعدالة وليست منافسا لأي فصيل".
وتم منع الفصائل التي يتألف منها "الجيش الوطني" من إدارة سجون ومحاكم خاصة بها ومن "اعتقال أي مواطن من قبل أي فصيل كان إلا بموجب كتاب رسمي من القضاء وعن طريق الشرطة العسكرية حصرا".
وقد تعرض مشروع الجيش الوطني للهجوم إذ أصيب عدد من المجندين بجروح في الخامس من اب ( أغسطس) الجاري عندما تعرض حفل تخريج دفعة من المقاتلين في مدينة الباب للقصف. وقال العفيسي إن هذا الهجوم من عمل "أعداء الثورة. كائن من يكون فهو عدو للثورة سواء داخلي أو خارجي".
وأضاف "تعرفنا على السلاح المستخدم في الاستهداف والجهات الأمنية في الجيش الوطني تقوم بالتحري والبحث والتحقيق ومتابعة الأمر بشكل حثيث ويمكن القول إننا وصلنا إلى الفاعل".
يتألف الجيش الوطني من حوالي 35 ألف مقاتل من بعض من أكبر الفصائل في الحرب الأهلية التي سقط فيها مئات الآلاف من القتلى وأرغمت حوالي 11 مليونا على النزوح عن بيوتهم خلال السنوات السبع الأخيرة.
وفي السابق فشلت مساع عديدة لتوحيد مقاتلي المعارضة إذ عرقلتها منافسات محلية وفي بعض الأحيان تعارض أهداف الدول الأجنبية التي كانت تدعم كثيرين من المقاتلين في وقت من الأوقات في الحرب السورية.
ومن المحتمل أن يختلف الوضع بالنسبة للجيش الوطني نظرا للوجود التركي على الأرض.
وكان الجيش التركي قد توغل في الشمال الغربي في حملتين. الأولى "درع الفرات" في 2016 وأدت لطرد تنظيم داعش من المنطقة الواقعة بين اعزاز وجرابلس. والثانية "غصن الزيتون" التي انتزعت فيها تركيا السيطرة على منطقة عفرين من وحدات حماية الشعب الكردية السورية في وقت سابق من العام الجاري.
وللمنطقة أهمية خاصة لأنقرة لأنها ترى خطرا أمنيا عليها في وحدات حماية الشعب التي تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا منذ أكثر من ثلاثة عقود في تركيا. ويقول الأسد إن تركيا تحتل الأرض السورية دون مسوغ قانوني.
وقال العفيسي "كل ما يتم تقديمه حتى الآن من دعم للجيش الوطني هو دعم تركي. لا توجد أي دولة أخرى شريك في هذا الأمر. فقط تركيا". ولم ترد وزارة الخارجية التركية على أسئلة حول هذا الموضوع.
وقال العفيسي إن الدعم التركي "يتمثل في تقديم رواتب للمقاتلين وفي نفس الوقت إصلاحات وتقديم المساعدة والخبرات في كافة المجالات: مادي ولوجيستي وآليات وسلاح إذا اضطر الأمر". وقال إن أعداء الجيش الوطني ثلاثة يتمثلون في الحكومة السورية وحزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش.
وقد أقامت تركيا أيضا 12 موقعا عسكريا في محافظة إدلب والمناطق المجاورة لها جنوبي عفرين بموجب اتفاق مع روسيا وإيران. والهدف المعلن لها هو مراقبة اتفاق "خفض التصعيد" في منطقة إدلب. وكان الأسد قد أشار إلى أن إدلب ربما تكون الهدف التالي للقوات الحكومية.
وقال العفيسي إن من الممكن دمج الجيش الوطني بسرعة مع قوات المعارضة المدعومة من تركيا في إدلب إذا اقتضت الضرورة.
ومما يعقد الوضع في إدلب وجود متشددين مدججين بالسلاح قاتلوا الفصائل الأخرى. وقال العفيسي "يمكن أن يكون الدمج قريبا في حال كانت الرؤية واحدة تماما ونحن جاهزون ونمد يدنا إلى كل تشكيل يمثل أهداف الثورة".-( وكالات)

وكال كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك