بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس عملية "واسعة النطاق" في قطاع غزة عبر هجماته الجوية، إثر اشتباكات بين جنود الاحتلال ومقاومين فلسطينيين بالاسلحة الخفيفة، اسفرت عن مقتل ضابط إسرائيلي برتبة نقيب.
وحذرت الرئاسة الفلسطينية، من سياسة التصعيد الجارية حاليا على حدود قطاع غزة، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لمنع تدهور الأوضاع بشكل خطير.
وقال جيش الاحتلال في بيان مقتضب: "في هذا الوقت، بدأت الطائرات الحربية التابعة للجيش في مهاجمة أهداف تابعة لمنظمة حماس في جميع أنحاء قطاع غزة".
وأضاف "هذا هو هجوم واسع، فلقد اختارت منظمة حماس تدهور الوضع الأمني وتحمل عواقب تصرفاتها".
وكان 4 فلسطينيين قد استشهدوا بقصف مدفعي إسرائيلي وبالرصاص الحي، وأصيب 210 على الأقل، بجروح وبالاختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقه جنود الاحتلال الإسرائيلي على المشاركين في مسيرات سلمية على الحدود شرق قطاع غزة، كما شهدت الضفة مسيرات ومواجهات، واعتداءات لجيش الاحتلال وعصابات المستوطنين الإرهابية، على الفلسطينيين في الضفة، في عدة مواقع.
وأعلنت مصادر طبية عن استشهاد 4 مواطنين وهم شعبان أبو خاطر (31 عاما)، ومحمد أبو فرحانة (26 عاما) من مدينة خان يونس، ومحمود قشطة (23عاما) من مدينة رفح، في قصف مدفعي شرق خان يونس وشرق رفح، وكذلك الشاب محمد شريف بدوان(27 عاما) برصاصة في الصدر أطلقها عليه قناصة الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركته بمسيرة العودة شرق مدينة غزة.
واصيب أكثر من 210 مواطنين بجروح مختلفة واختناق بالغاز منهم 130 إصابة تم علاجها ميدانيا فيما تم تحويل 80 للمستشفيات.
واستهدفت قوات الاحتلال حشود المواطنين شرق بلدة خزاعة، شرق خان يونس، جنوب القطاع بالرصاص الحي وبقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة مواطنين بالرصاص، نقلا على إثرها إلى المستشفى الأوروبي جنوب القطاع، وإصابة آخرين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال على مقربة من السياج الحدودي، في منطقة أبو صفية شرق بلدة جباليا شمال القطاع، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة شاب برصاصة في قدمه، نقل على إثرها إلى المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا المجاورة للعلاج، وحالته متوسطة.
وأصيب عشرات المواطنين بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، شرق مخيم البريج وسط القطاع وشرق مدينة رفح، جنوبه في جمعة حماية حقوق اللاجئين.
وقام العشرات من الشبان باشعال إطارات المطاطية، في المناطق الحدودية، وأطلقوا طائرات ورقية وبالونات علم فلسطين في الأجواء.
وانطلقت حشود المواطنين باتجاه مناطق التماس مع الاحتلال الإسرائيلي شرق القطاع، بعيد صلاة عصر أمس، للمشاركة في المسيرات الشعبية السلمية الحدودية، التي تتواصل في غزة للأسبوع السابع عشر على التوالي.
وفي الضفة المحتلة، فقد أصيب شاب برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل. وقد وقعت المواجهات في البلدية القديمة، بعد أن أقدم جيش الاحتلال على اغلاق كافة الحواجز العسكرية التي تحاصر منطقة تل الرميدة وشارع الشهداء في البلدة القديمة في الخليل، ومنعت الأهالي من العودة لمنازلهم. وقال الناشط ياسر أبو مرخية إن قوات الاحتلال أغلقت كافة الحواجز المؤدية إلى منطقة تل الرميدة، ومنعت الأهالي من الدخول عبرها بعد صلاتهم في الحرم الإبراهيمي الشريف.
وشن جيش الاحتلال هجوما شرسا على الأهالي، وأطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع.
وفي محافظ قلقيلية، أصيب ثلاثة متظاهرين بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بحالات اختناق بينهم رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف، خلال قمع قوات الاحتلال مسيرة قرية كفر قدوم، شرق محافظة قلقيلية، الأسبوعية الشعبية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 15 عاما.
وقال منسق المقاومة الشعبية في قرية كفر قدوم مراد شتيوي، إن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، تجاه المشاركين في المسيرة، ما أدى لإصابة طفل بجروح في يده، وشابين بالرصاص المطاطي. وأضاف أن عشرات المشاركين في المسيرة أصيبوا بالاختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع بينهم الوزير عساف.
وشهدت قرية بلعين غربي رام الله، مسيرتها الشعبية الأسبوعية، التي تجري منذ أكثر من 13 عاما، باتجاه جدار الاحتلال الجديد بالقرب من ابو ليمون، وشارك في المسيرة التي دعت إليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، أهالي القرية، ونشطاء سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب وفاء للقدس والمقدسات الاسلامية وتنديدا بصفقة القرن وما يسمى بقانون القومية الإسرائيلي العنصري.
وقام المتظاهرون عند وصولهم لبوابة الجدار الجديد بقرع بوابة الجدار وكتابة شعارات عليها ورفع العلم الفلسطيني على بوابة الجدار وترديد الأغاني التي تندد بالاحتلال الاسرائيلي، وقام جنود الاحتلال الإسرائيلي بتصوير المتظاهرين من فوق الابراج العسكرية وفوق التلال بمحاذاة جدار الاحتلال.
واقتحمت قوات الاحتلال ظهر أمس، بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، وحاولت خلع أبواب مدرسة ذكور تقوع الثانوية. وحسب مصادر محلية فإن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وحاولت خلع أبواب مدرسة ذكور تقوع، فيما اندلعت مواجهات أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي. وفي شمال القدس، فقد هاجمت عصابة مستوطنين إرهابية، من مستوطنة مستوطنة "حلميش"، المقامة على أراضي قرية النبي صالح، أمس، ناشطين فلسطينيين، ضمن مجموعة "إمشي تعرف على بلدك" اثناء تجوالها الأسبوعي الذي بدأ من أحراش جيبيا للوصول إلى قرية بيتللو، وعين الزرقا (المحمية الطبيعية)، إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله.