المزيد
سورية: هدنة هشة في الغوطة واستمرار القصف المتبادل

التاريخ : 01-03-2018 |  الوقت : 12:42:12

 حملت روسيا استمرار الاوضاع المتردية في الغوطة الشرقية، إلى المسلحين المعارضين وقالت إن المسلحين في الغوطة الشرقية المحاصرة في سورية يمنعون وصول المساعدات وإجلاء الراغبين في الرحيل رغم إعلان موسكو عن ممر إنساني وتأكيدها ضمان سلامة من يرغب في الخروج من المدينة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، إن موسكو ستستمر في دعم الجيش السوري إلى أن يقضي تماما على "خطر الإرهاب".
وتضع دمشق وموسكو كل الجماعات المعارضة المسلحة المعتدلة منها والإسلامية المتشددة في سلة واحدة لتبرير عمليات القصف المتواصل للغوطة الشرقية في ريف دمشق المشمولة أصلا باتفاق خفض التصعيد.
وأضاف لافروف "أعلنت روسيا بالفعل مع الحكومة السورية إقامة ممر إنساني في الغوطة الشرقية"، مضيفا "الآن حان دور المسلحين المتحصنين هناك الذين ما يزالون يقصفون دمشق بالقذائف ويمنعون وصول المساعدات وإجلاء من يرغبون في المغادرة وأيضا دور داعميهم للتحرك".
وبهذه الاتهامات تكون روسيا قد مهدت الطريق للتنصل من مسؤولية استمرار القصف وتقويض الهدنة الإنسانية.
وتدفع موسكو باتجاه فرض الأمر الواقع في الغوطة الشرقية واجبار المسلحين المناوئين على الأسد على الخروج طوعا أو التفاوض على حل تحت الضغط العسكري على غرار ما حدث في السابق في حلب وعدد من المناطق التي تسلم الجيش السوري ادارتها ضمن ما تسميه دمشق باتفاق المصالحة الوطنية.
وتجمع أراء المحللين على أن التصعيد العسكري غير المسبوق في ريف دمشق يهدف لتكرار سيناريو حلب في 2016، الذي شكل منعطفا حاسما في الحرب الدائرة منذ آذار (مارس) 2011 وقلب موازين القوى لصالح النظام السوري.
وقتل المئات في قصف قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا للغوطة الشرقية، آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق، على مدى 11 يوما.
ويعد قصف المنطقة المحاصرة التي يقطنها 400 ألف شخص واحدا من أشد عمليات القصف في حرب تقترب من عامها الثامن.
وتبنى مجلس الأمن الدولي بما في ذلك روسيا التي تتمتع بحق النقض (فيتو)، قرارا يوم السبت الماضي يدعو لوقف إطلاق النار في عموم سورية لمدة 30 يوما، مع استثناء جماعات متشددة على قائمة الأمم المتحدة للإرهاب تقول موسكو ودمشق إنها هدف "لحملتهما على الإرهاب".
وهذا الاستثناء منح موسكو ودمشق هامشا واسعا للمناورة في تبرير استمرار قصف الغوطة الشرقية.
ويعلل الحليفان مواصلة الغارات الجوية باستهداف الجماعات الإسلامية المتشددة، لكن التصعيد تسبب في سقوط المزيد من القتلى ومنع تنفيذ هدنة الخمس ساعات.
وهدنة الخمس ساعات التي أقرتها روسيا لا تكفي لإيصال المساعدات للمحاصرين ولا تكفي أيضا لإجلاء الجرحى أو حتى اتاحة الفرصة للعالقين في القتال من الخروج الآمن من المنطقة.
وبدلا من القرار اقترحت روسيا وقفا لإطلاق نار يستمر خمس ساعات يوميا في الغوطة الشرقية للسماح للسكان بالمغادرة وبدخول المساعدات من خلال ما تصفه بالممر الإنساني. وانهار وقف إطلاق النار الأول من نوعه الثلاثاء مع استئناف القصف وإطلاق القذائف بعد هدوء وجيز.
وتلقي موسكو ودمشق باللوم على مقاتلي المعارضة لمهاجمتهم الممر، وهو ما تنفيه المعارضة.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم لافروف للصحفيين إن روسيا تقوم بدورها في وقف إطلاق النار، لكن على دول أخرى أن تتحرك أيضا.
وأضافت أن موسكو "ما تزال تساعد في عملية مكافحة الإرهاب" لأن خطة وقف إطلاق النار المدعومة من مجلس الأمن تستثني الإرهابيين.
وقالت زاخاروفا ردا على سؤال بشأن مقتل أطفال في القصف، إن أطفالا من أسر تدعم الرئيس بشار الأسد قتلوا أيضا وإن موسكو تدخلت في الحرب في 2015 لحمايتهم ومنع امتداد العنف إلى روسيا.
وتابعت "ماذا عن دعم الغرب قبل سبع سنوات تقريبا لذلك الشيء المسمى بالربيع العربي وكان الجميع حينها متحمسين جدا بشأنه، هل فكرتم في ذلك الوقت في الأطفال؟ لا لم يفعل أحد. كان الجميع يفكر في الديمقراطية. والآن تفكرون في الأطفال. ألا تعتقدون أن الوقت تأخر كثيرا كي يبدأ الغرب في التفكير في الأطفال؟".
ولم تنجح المبررات الروسية في اقناع المجتمع الدولي بوجود جهد روسي سوري لوقف المآسي في الغوطة الشرقية.
ودعت وزارة الخارجية الفرنسية روسيا وإيران إلى ممارسة "أقصى درجات الضغط" على الحكومة السورية لتنفيذ وقف إطلاق النار المدعوم من الأمم المتحدة في الغوطة الشرقية والذي تقول باريس إن جماعات المعارضة وافقت بالفعل على دعمه.
وقالت أنييس فون دير مول المتحدثة باسم الوزارة في إفادة صحفية يومية "الجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية تعهدت لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالالتزام بالقرار 2401 وقبول الهدنة. نظام بشار الأسد، من الناحية الأخرى، لم يتحرك في هذا الاتجاه، إلا أن قرارات مجلس الأمن ملزمة أيضا له".
وأضافت "ومن ثم فإننا ندعو مؤيدي النظام السوري إلى ممارسة أقصى درجات الضغط عليه لتنفيذ التزاماته".
وفي تطور آخر قالت دمشق أمس إنها لا تملك أي ترسانة للأسلحة الكيماوية، مضيفة أن "الجماعات الإرهابية" في البلاد بما في ذلك جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية حصلوا على بعض هذه الأسلحة.
ودان حسام الدين علاء مبعوث سورية لدى الأمم المتحدة في جنيف استخدام الأسلحة الكيماوية ورفض ما وصفها بالمزاعم الكاذبة التي تطلقها بعض الدول ضد حكومته.
وأضاف في مؤتمر نزع السلاح الذي ترعاه الأمم المتحدة في جنيف أن سورية لا يمكنها استخدام أسلحة كيماوية لأنها ببساطة لا تملك أيا منها.-( وكالات)وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك