المزيد
مسؤولون: لا سلام بدون القدس عاصمة لفلسطين وتصريح ترامب مرفوض

التاريخ : 13-02-2018 |  الوقت : 08:19:04

أكد مسؤولون فلسطينيون بأن "لا سلام بدون القدس عاصمة دولتهم المنشودة"، وذلك في معرض رفضهم لتصريح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأنها لم تعد على طاولة المفاوضات، مقللين من أهمية زيارة وزير خارجيته للمنطقة في تحريك العملية السياسية.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه، لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، "لا أفق لعملية السلام طالما لم يتغير الموقف الأميركي من قضية القدس"، بشأن الاعتراف بها عاصمة للكيان الإسرائيلي، ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها، وأخيرا إخراجها من قضايا الوضع النهائي.
وأضاف عبد ربه أن زيارة وزير الخارجية الأميركي، ريك تيلرسون، للمنطقة التي بدأها أول من أمس، "لا تحمل جديدا ولا تحتل أهمية خاصة فيما يتعلق بعملية السلام".
وأضاف عبد ربه أن "الخارجية الأميركية" بعيدة عن ملف عملية التسوية، والذي يقع في يدّي البيت الأبيض و"الرباعي" الأميركي المتطرف في درجة تأييده للاحتلال وامتداده لغلو يمينه؛ بأركانه الممثلة من نائب الرئيس ترامب (مايك بينس)، ومبعوثيه للمنطقة (جاريد كوشنير وجيسون غرينبلات)، وسفير الولايات المتحدة لدى الكيان الإسرائيلي (ديفيد فريدمان). 
واعتبر أن "حجم الزيارات الأميركية للمنطقة ومستوى ممثليها لن يحددا مستقبل العملية السياسية التي أصبحت في طور الموت السريري، ما لم تتراجع الإدارة الأميركية عن موقفها بشأن القدس".
وأكد ضرورة "التزام واشنطن بالأسس والقواعد التي وقعت عليها الإدارات الأميركية السابقة، وتنص على "حل الدولتين"، وفق حدود العام 1967، وليس ترك المجال مفتوحا أمام سلطات الاحتلال لكي ترسم حدودها بنفسها وتواصل سياسات الاستيطان والتوسع والتهويد". 
وكان تيلرسون قد بدأ، أول من أمس، زيارة للمنطقة من القاهرة، ضمن جولة تشمل الأردن ولبنان والكويت وتركيا وتستمر نحو أسبوع.
من جانبه؛ قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، لـ"الغد"، إن "زيارة تيلرسون لن تخرج بجديد، ما دامت الولايات المتحدة لم تتراجع عن موقفها الأخير بشأن القدس".
وأضاف البرغوثي إنه "لا أفق لأي عملية سلام تقودها الولايات المتحدة طالما لم يتغير موقفها من القدس"، معتبرا أن تصريح الرئيس ترامب الأخير بشأن المدينة المحتلة "يشي بوضوح أنه وضع القضية الفلسطينية على الرفّ".
واعتبر أنه لا يوجد ثمة ما يدلل على امتلاك "الإدارة الأميركية مشروعا متكاملا أو خطة محددة للعملية السياسية"، مؤكدا الرفض الفلسطيني لمساعي إزالة قضايا جوهرية في القضية الفلسطينية، وهما قضيتا القدس واللاجئين الفلسطينيين، من طاولة المفاوضات".
وزاد قائلا "إنهم يريدون من الجانب الفلسطيني التنازل عن قضيتي القدس وحق العودة قبل أن تبدأ المفاوضات"، مشددا على الموقف الفلسطيني الثابت بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة، وتحقيق حق العودة وفق القرار الدولي 194.
واعتبر أن إدارة الرئيس ترامب لا تستطيع أن تلعب دور الوسيط في عملية السلام، طالما لم تصحح موقفها بشأن القدس، وتصمت عن الاستيطان، في ظل انحيازها المفتوح للاحتلال، فيما تواصل الضغط على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وذلك عقب تخفيض المساعدات الأميركية المقدّمة إليها.
وأكد البرغوثي ضرورة الأسراع في تنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني، الذي عقد مؤخرا، وقي مقدمتها وقف التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال.
وكان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد، قد وصل يوم السبت الماضي إلى القاهرة، ضمن سلسلة زيارات إلى عدد من دول المنطقة للتحضير لزيارة تيلرسون.
وفي وقت لاحق أمس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مستهل اجتماع مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، انه تشاور هاتفيا مع الرئيس الاميركي حول النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال "تحدثت للتو إلى الرئيس الأميركي ترامب. تحدثنا بالتأكيد عن النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني".
وتأتي زيارة عباس لروسيا بعد أسبوعين من زيارة مماثلة قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. ويسعى الرئيس الفلسطيني إلى رصد موقف موسكو من القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأضاف بوتين مخاطبا عباس "من الأهمية بمكان بالنسبة الينا ان نعرف رأيك الشخصي لوضع الأمور في نصابها وبلورة مقاربات مشتركة لمعالجة هذه المشكلة".
ورد عباس "بالنظر إلى المناخ الذي نشأ مما قامت به الولايات المتحدة نرفض أي تعاون مع الولايات المتحدة كوسيط".وأضاف بحسب الترجمة الروسية لتصريحاته "في حال عقد اجتماع دولي، نطلب الا تكون الولايات المتحدة الوسيط الوحيد بل ان تكون فقط واحدا من الوسطاء".
يأتي ذلك بينما أجرى عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، أمس في القاهرة، مباحثات مع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، حول موضوع المصالحة الفلسطينية، وذلك بالتزامن مع زيارة مماثلة بدأها وفد من قيادة حركة "حماس" برئاسة رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، يوم الجمعة الماضي.
وأكد شكري، خلال اللقاء مع الأحمد، "أهمية المضي قدماً في مسار المصالحة باعتبارها خطوة مهمة لتحقيق وحدة الصف الفلسطيني"، مشددا على "ضرورة تمكين حكومة الوفاق الوطني من إدارة قطاع غزة بكفاءة لمصلحة المواطن الفلسطيني في غزة".
ونوه إلى الأهمية التي توليها مصر للتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الفلسطينيون في قطاع غزة.
من جانبه، قال الأحمد، أن "الوفد الأمني المصري سيعود إلى قطاع غزة خلال الأيام المقبلة"، لافتاً إلى أن مهمته ستكون متابعة تنفيذ اتفاق المصالحة"، الذي جرى توقيعه بين حركتيّ "فتح" و"حماس" في 12 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وأضاف أن "الحكومة هي التي تعاني والشعب، بسبب عدم التزام حماس"، مبيناً أنه "أبلغ الجانب المصري، أن اللجنة الإدارية في غزة "عمليا لم تحل"، وأن كل الوزراء يعانون من ممارسات وعراقيل أمام عملهم".
وفي الأثناء؛ اندلعت مواجهات عنيفة في مختلف الأراضي المحتلة مع قوات الاحتلال، التي استخدمت خلالها الأعيرة النارية والمطاطية والقنابل الغازية ضدّ الشبان الفلسطينيين الذين ردّوا برشق الحجارة والزجاجات الفارغة، مما أسفر عن وقوع إصابات واعتقالات بين صفوفهم.
وأمنت قوات الاحتلال الحماية لعشرات المستوطنين خلال اقتحامهم محيط مدرسة فلسطينية ببلدة تقوع، جنوبي مدينة بيت لحم، طبقاً لوكالة الأنباء "قدس برس"، التي أفادت بأن مواجهات اندلعت مع جنود الاحتلال، الذين أطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع صوب الطلبة والمدرسة، فيما ردّوا الشبان الفلسطينيين برشق الحجارة والزجاجات الفارغة.
فيما شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات واسعة في أنحاء متفرقة بالأراضي المحتلة، طالت بيت لحم، وجنين، ومحافظة سلفيت، والقدس المحتلة، وطولكرم، وآخرين من مدينة الخليل. - (ا ف ب)وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك