بداية خلق الانسان من نطفة مستقذرة.. على ماذا يتكبر؟! فلاح الخالدي ......................... لو يتأمل الانسان في خلقه وبداية تكوينه الأول يجد انه مخلوق ومنذ الوهلة الاولى من نطفة مستقذرة شاء الله بحكمته ان يبث الروح فيها ويصنع منها مخلوق يدبّ على الأرض، وأعطاه ميزات لم يعطها لمن موجود معه من المخلوقات وهي العقل الذي جعله الحجة الباطنة بينه وبين ربه من خلال التفكّر والتأمّل في الخلق وتدبيره وعظمته ولمعرفة جبروت الخالق وقدرته . ولكن البعض تكبّر واستكبر على اخيه الانسان وتجرّأ على من خَلَقه وصوّره وأطْعمه ورزقه ونسي انه مخلوق من نطفة نجسة وجميع ما يخرج منه نجس، حتى في مماته يصبح جثة نجسة يستنجس منه أحب الناس اليه كابنه وزوجته وأمه وأبيه ومن عاشرهم. وفي وصف دقيق روحاني اسلامي تطرّق المرجع الصرخي الى خلق الانسان وشخصيته منذ ولادته حتى مماته بسطور موجزة تثلج صدر قارئها.. قال في الرسالة العملية - المنهاج الواضح - كتاب الصلاة /القسم الثاني معراج النبي ومعراج المصلي: ((ينبغي على الإنسان أن ينظر جيدًا ويتفكر بما يتصف به من ألوان الضعف والوهن في كثير من ظروفه الحياتية حيث لا يقوى على جلب المنافع ورد المكاره ، ولينظر إلى بداية خلقه من نطفة مستقذرة ، وعلى طول عمره يحمل العذرة النجسة وسيختم حياته بالموت فيصير جيفة نتنة ينفر منها أقرب الأحباب الأم العطوف والأب الحنون والأخ الشفيق والصديق المحب)). انتهى كلام المرجع وختاماً على جميع الجبابرة والمتكبرين والمستكبرين ان يتمعنوا في الكلام اعلاه واخذ العبرة والعضة منه والاعتراف بالضعف والوهن أمام الخالق وان ينظر الى عباد الله أمثاله انهم أخوة متساوون في الخلق ومصيرهم واحد وهو الوقوف أمام الله ليسألهم كيف قضوا حياتهم، ويسأل الحاكم والمرجع والقائد والخليفة وغيرهم بما أعطاهم الله من مُلك ماذا قدّموا للرعية .