المزيد
سفير الإمارات: الثاني من ديسمبر.. تأسيس وتمكين

التاريخ : 02-12-2012 |  الوقت : 08:40:17

د.عبدالله ناصر سلطان العامري - صغاراً تحملهم قافلة الجمال حينا.. وحيناً يجروا أقدامهم على رمال صحراء لهيبها يسلخ جلد الكبير قبل الصغير, ولولا عناية الامهات الحنونات اللواتي احتفظن ببقايا قطع خيش لغايات ترحال الصغار من أجل لف أقدامهم الملتهبة في ما يسمى عند أهل الخليج بـ"الزربول" لصرخوا ألمآ من حريق رمضاء كثبان تغوص بها اقدام الرجال والنساء والاطفال وحتى الجمال.. عطش وجوع وسراب وتعب ورمال تملأ الجفون.. جفاف يحرق الوجنات ما بعده جفاف ورحلة طويله لا مفر منها.. هي رحلة الانسان الاماراتي في أطراف صحراء الخليج والجزيرة العربية. 

مبيت المساء على الرمال ينسيك تعب النهار وشمس الظهيرة الكاوية.. ترتاح القافلة.. النجوم في الصحراء قريبة.. تناجيها في سكون.. هي أقرب اليك من ناقة باركة يوقظك رغائها بين حين وآخر ليمزق سكون وهدوء الليل.. هذه الجمال الجميلة الصابرة تشاركك شظف العيش وقد تشاركك مناجاة القمر والنجوم وبعض الاحزان والعبرات.. في دموعك ودموعها مشاركة ووجدان وصبر.. شريكة لا يمكن العيش بدونها.. سفينة الصحراء عزيزة وغالية ومعها يطيب العيش والترحال.. وبتباشير صباح جديد يبدأ يوم ترحال آخر.. قهوة وحبيبات تمر ولبن هي كل الزاد.. وفي البحر هناك قصة أخرى يرويها من عانى ُصعًب الحياة وقسوتها وتحدي الموج ورفع الشراع امام الرياح العاتيه كما هاماتهم العالية. 

و من الصحراء جاء زايد.. هبة مابعدها هبه.. بداوة أصيلة بقامة النخيل الباسقة وقيم راسخة وبحكمة العظماء.. جاء منسلآ للقلوب قبل العيون.. شهامة وكرم وعزة وأباء.. تتجمع القبائل حوله وتكبر ويزداد عددها وتقوى وتتوحد. 

عاش زايد مع الناس لأنه منهم , وتذوق مثلهم حب الارض والحلم بالوطن الموحد , وجرب الحياة القاسية وقاسمهم مرها وقليل من حلوها.. تلك الحياة المليئة بالتحديات والصعاب.. لم تكن الحياة في ذلك الوقت سهلة وميسرة , بل كانت حاجة الناس كبيرة ولكنهم وجدوا في زايد الملاذ والظلال والامن والآمان بفضل قيادته وحكمته وعدله.
كبر الوطن بزايد وكبر زايد في الوطن وكبر الناس بزايد والوطن.. وولد إتحاد الامارات ورُفع العلم.

الوطن وزايد والشعب عنوان مرحلة البناء في جزء من الوطن العربي الكبير.. تناغم ومحاكاة وجهد وعمل وإنجازات في مرحلة التأسيس لوضع الامارات في موقع على خارطة لا تحلم بها الشعوب في ليلة وضحاها.. وليستمر الحلم الاماراتي.. نتذكر خارطة الطريق التي رسمها زايد لمرحلة جديدة يقودها خليفة الخير.. خير خلف لقائد ترك فينا حب الوطن وحب الانتماء العربي.. قائد مسيرة التمكين تحدى بعطاءه وجهده الوقت والزمن.. تقوده انوار الحكمة والاخلاص في زمن يحمل ظروف حياة مختلفة وتحديات جديدة.. ولا يتوه أبدآ من حمل فكر المؤسس وحفظ وصاياه. 

ونحن نحتفل اليوم بالذكرى الواحد والاربعين لقيام الاتحاد , نتذكر قادة عظماء وذكريات حافلة بالانجازات وعطاء بلا حدود.. ولنعاهد قيادتنا وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد حفظه الله على مواصلة الدرب بكفاءة وإقتدار وأن نحمل رسالة الامارات الانسانية المتسامحة للاخوة الاشقاء والاصدقاء في كل مكان بكل حب ومودة وبرؤية متفائلة لمستقبل مشرق بناء.. وعاش إتحاد إماراتنا.

د.عبدالله ناصر سلطان العامري
سفير دولة الامارات في الاردن
سفير غير مقيم في فلسطين



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك