اعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس السبت، أن التحدي المقبل لبلاده بعد إعلان الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية سيكون أمنيا واستخباريا، داعيا إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة والمتطورة للتفوق على العدو في هذا الجانب. وقال العبادي، خلال حضوره المؤتمر العام للأمن الوطني إن "العراق خرج قويا ومنتصرا وموحدا، وكان هناك دور لجهاز الأمن الوطني في هذا النصر وقدم الشهداء والجرحى الذين تحققت الانتصارات بتضحياتهم". وأضاف "لا يجوز أن نضيع النصر بغفلة هنا أو هناك، وأن لا نسمح للإرهاب بأن يحقق أي خرق، فالعدو لديه فكر منحرف، ويجب أن نكون بمستوى التحدي من خلال تركيز الجهود الاستخبارية والأمنية".
وذكر العبادي أن "هناك عدة مهام منها إعادة استقرار المناطق المحررة، وهو ما يتطلب الجانب الأمني والاستخباري، الذي لا يمكن عزله عن كل الأمور، وأهمية تحليل التحديات، وأن يكون العمل مخططا ومدروسا". وأوضح أن "الرؤية المتجددة للأجهزة الأمنية يجب أن تقوم على إسناد الشعب، فالمواطن يمثل قاعدة رصينة وصلبة لعملها، وبتلاحم المواطنين مع الأجهزة الأمنية سنزداد قوة، لأن قوتنا تكمن بالاستناد إلى شعبنا الذي كان أحد أسباب انتصارنا في الموصل".
وأكد على "أهمية الانضباط ومحاربة الفساد، لأن الفساد جرثومة خطيرة تمكنت من ادخال داعش"، مشيرا إلى أن "المحسوبية داخل الأجهزة الأمنية تعد فسادا". وقال رئيس الوزراء "إننا مثلما انتصرنا عسكريا على داعش، سننتصر أمنيا واستخباريا خلال المرحلة المقبلة". وكان العبادي قد أعلن في التاسع من الشهر الجاري سيطرة قوات بلاده بشكل كامل على الحدود السورية العراقية والانتهاء من الحرب على تنظيم داعش. وفي الخامس من ديسمبر الجاري قال متحدث باسم التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب إن تقديرات التحالف تشير إلى أن أقل من ثلاثة آلاف مقاتل من تنظيم داعش لا يزالون في العراق وسورية. وانهار في وقت سابق من هذا العام ما يسمى بـ"الخلافة" التي أعلنها التنظيم في سورية والعراق بخسارته مدينتي الموصل والرقة ومناطق أخرى. ميدانيا أكدت قيادة العمليات المشتركة للقوات العراقية أن الحدود العراقية السورية تحت السيطرة، منوهة إلى أنها ترد بقوة على أي مصدر للنيران. وذكر بيان لخلية الإعلام الحربي التابعة للقيادة، امس السبت، أن "الحدود العراقية السورية تحت السيطرة العراقية، وبحماية قوات الحدود، والجيش العراقي، ولم تتعرض لهجوم من داخل الحدود السورية". ولفتت القيادة إلى أن "مقطع الحدود في شمال نهر الفرات من الجانب السوري تحت سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، وتحصل فيه رشقات بين الحين والآخر"، مشددة "قواتنا ترد بقوة على أي مصدر للنيران". ويأتي ذلك بعد أيام من الإعلان عن تحرير خط الحدود السورية العراقية وتحرير كامل المدن الحدودية من القائم إلى راوة في العراق ومن دير الزور مرورا بالميادين وصولا لمنطقة البوكمال في سورية.
وقال قائد عسكري، أمس الجمعة ، بأن قوات الحشد الشعبي في العراق أرسلت تعزيزات إلى الحدود السورية لدعم حرس الحدود بعد إطلاق صواريخ من داخل الأراضي السورية.
وقال قائد عمليات الحشد الشعبي لمحور غرب الأنبار قاسم مصلح في بيان: "بعد تعرض عدة نقاط تابعة لحرس الحدود العراقية لعدة ضربات بالصواريخ الموجهة وتأخر الإسناد من القوات الأمنية، تم إرسال قطعات لواء 13 في الحشد الشعبي وبادر في استهداف مصادر إطلاق الصواريخ".-(وكالات)